البليد
-
(١)
إذا أردنا أن نعرِّف البلادة «قلنا إنها» هي الخمول، سواء في الكلمات أو في الأفعال. أما البليد فهو ذلك الذي:
-
(٢)
يحسب «بعض الأرقام» بواسطة الأحجار، ويستخلص الناتج، ثم يسأل جاره قائلًا: ما هو الحاصل (في رأيك)؟
-
(٣)
وعندما تُقام عليه الدعوى في إحدى القضايا، ويكون في نيته أن يحضر (الجلسة التي ستُنظَر فيها)، فإنه ينسى ذلك ويذهب إلى الريف (لقضاء يوم فيه).
-
(٤)
وإذا ذهب إلى المسرح (للفرجة)، بقي وحده «في الصف الخلفي» مُستغرقًا في النوم.
-
(٥)
وإذا تعشَّى عشاءً ثقيلًا، واستيقظ بالليل من نومه لكي يذهب إلى المرحاض، فإنه يتوه (عن الطريق)، ويعضه كل الجيران.
-
(٦)
وإذا حصل على شيء ووضعه جانبًا (بحرصٍ شديد)، فإنه يظل يبحث عنه (بعد ذلك) دون أن يتمكن من العثور عليه.
-
(٧)
وإذا أبلغه إنسان بأن أحد أصدقائه قد مات، وأن عليه أن يذهب «لحضور الجنازة»، فإنه يقول له والحزن الشديد على وجهه والدموع في عينيه: «تهنئتي القلبية!»
-
(٨)
وإذا استردَّ «مالًا من مدين، أصرَّ» على وجود شهود على ذلك.
-
(٩)
وفي (عز) الشتاء يتشاجر مع عبده لأنه لم يشترِ خيارًا من السوق.
-
(١٠)
ويُجبر أولاده على أن يتصارعوا مع بعضهم، وينطلقوا في الجري إلى حدِّ الإعياء.
-
(١١)
وعندما يكون في الريف ويريد أن يطبخ البسلة بنفسه، فإنه يضع الملح مرتين في الوعاء، ويجعل الوجبة ممجوجة الطعم.
-
(١٢)
وعندما يأذن زيوس بنزول المطر يقول: ما أبدعَ النجوم الساطعة! فإذا كانت تلمع (في السماء) كان من رأيه، بصرف النظر عن آراء الآخرين، أن الليل أسود من القطران.
-
(١٣)
وعندما يسأله أحد: كم عدد الجثث التي تعتقد أنها حُملت عبر البوابة المقدَّسة؟ فإنه يرد عليه قائلًا: «هو عددٌ كبير بالقدر الذي أتمنَّاه لك ولنفسي.»