المتذمر
-
(١)
التذمر هو السخط غير اللائق على العطايا التي وُهِبها المرء. أما المتذمر فهو ذلك الذي:
يقول ﻟ «العبد» الذي «جاء» يحمل له نصيبه الذي أرسله إليه أحد أصدقائه من مأدبةٍ أقامها: «أبلِغْه أنه» قد ضنَّ عليَّ بملعقة حساء وقطرة خمر، كما استكثر عليَّ «أن يدعوني للطعام».
-
(٢)
وبينما تُعانقه حبيبته وتقبِّله يقول لها: «ليتني أعرف إن كنت تُحبينني أيضًا من صميم قلبك «كما يبدو عليك»!»
-
(٣)
وهو ساخط على زيوس، لا لأنه أرسل المطر، بل لأنه تأخَّر في إرساله.
-
(٤)
وإذا عثر في الشارع على محفظة قال: «في الحقيقة لم يسبق لي أبدًا أن وجدت كنزًا.»
-
(٥)
وعندما يشتري عبدًا بثمنٍ بخس بعد فصالٍ طويل مع البائع يتعجَّب قائلًا: «ليتي أعرف إن كان هذا الذي اشتريته بسعرٍ رخيص شيئًا يستحق الحصول عليه!»
-
(٦)
وعندما يأتيه من يبلِّغه الخبر المفرِح «لقد رُزقت ابنًا»، يرد عليه بقوله: لو أضفت لهذا «ونصف ثروتي قد ضاع»، لقلت الحقيقة.
-
(٧)
وإذا كسبت قضية (دعوى قضائية) بإجماع الأصوات، عاب على المُحامي (الذي قام بكتابة الدعوى وإلقائها) أنه أغفل عددًا كبيرًا من الحجج القوية.
-
(٨)
وعندما يشترك أصدقاؤه في إقراضه «مبلغًا من المال» ويقول له أحدهم «يمكنك الآن أن تفرح»، فإنه يقول له: ماذا؟ ألِأنَّ عليَّ أن أردَّ المال لكلٍّ منكم على حدة، ثم يكون عليَّ فوق ذلك أن أقدِّم لكم الشكر وكأنكم صنعتم فيَّ معروفًا؟!