سيِّئ الظن
-
(١)
الواقع أن سوء الظن هو الاشتباه في انعدام الصدق «والإخلاص» لدى الجميع. أما سيِّئ الظن فهو ذلك:
-
(٢)
الذي يُرسل عبدًا لشراء مواد التموين، ثم يُرسل وراءه عبدًا أخر تكون مهمته هي أن يعرف كم دفع ثمنًا لها.
-
(٣)
وهو يحمل بنفسه ماله معه، «وكلما سار» بضع مئات من الأمتار جلس «على الأرض» وأخذ يُحصي ما معه.
-
(٤)
ويسأل زوجته، بعد أن يكون قد رقد بالفعل في فراشه، إن كانت قد أغلقت الخِزانة، وإن كان الخوان (الذي تُحفظ فيه الأكواب) قد أُحكِم قفله، وباب الحوش أوصد بالمِزلاج. فإذا ردَّت بالإيجاب نهض مع ذلك من فراشه عاريًا وحافي القدمين، وأخذ يتجول، والمصباح في يده، هنا وهناك لكي يتأكد من كل شيء. وبهذه الطريقة لا يكاد يعود للنوم «إلا بصعوبة».
-
(٥)
وهو يحصِّل الفوائد من المَدينين له في حضور الشهود؛ وذلك «لكي يطمئن» إلى أنهم لن يستطيعوا إنكار ذلك.
-
(٦)
وإذا أراد أن يرسل ثوبه للتنظيف، لم يرسله لذلك الذي سينظفه على أفضل وجه، بل إلى ذلك الذي يضمنه شخصٌ موثوق به.
-
(٧)
وإذا جاءه أحدٌ يستعير منه «عددًا من» أكواب الشرب «الفضية»، فإنه يفضِّل أن يرفض ذلك. فإن كان أحدَ أقاربه أو معارفه المقرَّبين، لم يُعِره الأكواب إلا بعد أن يختبرها ويزنها (على سبيل الاحتياط)، أو حتى بعد أن يجد شخصًا موثوقًا به ليُعطيها له على ضمانته.
-
(٨)
وهو لا يسمح للعبد الذي يُرافقه بأن يمشي خلفه، وإنما يأمره بأن يسير أمامه؛ «لكي يُراقبه» ويمنع هروبه منه.
-
(٩)
وإذا اشترى أحد شيئًا منه وقال له «كم المبلغ؟ سجِّله «على حسابي»؛ فليس لديَّ وقت الآن!» فإنه يرد عليه بقوله: «لا تُتعب نفسك بإرساله إليَّ، فسوف أصحبك إلى أن تجد الوقت!»