الفاسد
(١) «الفساد» هو النزوع إلى الشر. أما «المُفسِد» فهو الذي:
(٢) يتعامل مع أناسٍ خسروا قضاياهم (في المحاكم) أو ثبتت إدانتهم (في جرائم معيَّنة)، ويتصور أنه سيصبح بذلك أكثر
(٣) ويقول أمام «جمع» من الطيبين إنه لا يوجد إنسانٌ يولد طيبًا بالفطرة، وإن جميع الناس في هذا مُتساوون. أما القول بأن فلانًا طيب، فإنه يعتبر أن «هذه الطيبة» عيبٌ يؤخذ عليه، «أو أن القول بهذا شيءٌ مُضحِك».
(٤) وهو يصف الفاسد (أو المجرم) بأنه إنسانٌ حر ومستقل، وذلك إذا اختبرناه (ونظرنا إليه نظرةً منصفة)، كما يعترف بأن الكثير مما يُقال عنه يمكن بوجهٍ عام أن يكون حقيقيًّا، ولكن لا بد له أن يُعارض بعض ما يُقال عنه؛ ففي رأيه أنه بطبيعته طيب «أو موهوب»، وأنه صديقٌ وفيٌّ وذكي، ثم يقف في صفه مؤكِّدًا أنه لم يعرف إنسانًا يفوقه «كفاءةً» واستقامة.
(٤أ) وهو يُساند المتهَم الذي يتكلم (أو يدافع عن نفسه) في المجلس الشعبي، أو الذي يقف (في قضية) أمام المحكمة، ومن عادته أن يقول للقضاة (أو المحلِّفين) إنه ينبغي عليهم ألا يحكموا على الرجل بل على القضية، كما يقول «عن المتهَم» إنه هو الكلب الوفي للعشب؛ لأنه يضع عينه على الأشرار «والمجرمين». ثم يقول: لن نجد أحدًا يحرص على الصالح العام لو استبعدنا أمثال هذا الرجل، «أو لم نقدرهم حق قدرهم».
(٥) ومن عادته بطبيعة الحال أن يؤازر الأشخاص المنحطِّين (الفاسدين)، وأن يظهر أمام القضاء كمُحامٍ في قضايا مشبوهة. وإذا تولَّى هو نفسه مهمة القاضي، فإنه يأخذ عبارات الأطراف المتنازعة على أسوأ معنًى.