الريفي
-
(١)
يمكن النظر إلى السلوك الريفي بوصفه نوعًا من الجهل غير المهذَّب. أما الريفي فهو ذلك الذي:
-
(٢)
يشرب «الكيكيون» ثم يذهب إلى المجلس «الشعبي».
-
(٣)
ويؤكِّد أن رائحة «المر» ليست أذكى من رائحة الصعتر.
-
(٤)
ويلبس أحذيةً أوسع بكثير من قدميه.
-
(٥)
وإذا تكلَّم راح يجأر حوله بصوتٍ عالٍ.
-
(٦)
ويُسيء الظن بأصدقائه وأقاربه، ولكنه يُطلِع الخدم على أهم أخباره، ويقصُّ على الأُجراء الذين يعملون في حقله كل ما جرى في المجلس الشعبي.
-
(٧)
ويجلس هناك مشمِّرًا ثوبه حتى الركبة، بحيث يعرض عُرْيه على الناظرين.
-
(٨)
وهو في العادة يُتابع سيره في الطريق دون توقف؛ إذ لا يُثير دهشتَه (أو اهتمامه) شيء، حتى إذا رأى ثورًا أو حمارًا أو كبشًا، توقَّف في مكانه وأخذ ينظر إليه.
-
(٩)
ومن عادته (أيضًا) أن يأخذ شيئًا من غرفة الطعام فيقضمه (أو يبتلعه) على الفور ثم يتجرع قدرًا وفيرًا من النبيذ القوي.
-
(١٠)
وهو يُلاحق الخبَّازة خفيةً، ثم يُساعدها في طحن الحبوب للبيت كله ولنفسه أيضًا.
-
(١١)
ويُلقي العلف للبهائم أثناء تناول فطوره.
-
(١٢)
ويفتح بنفسه الباب، ويُنادي على كلبه، ويُمسكه من خطمه وهو يقول: هذا هو حارس الحوش والبيت.
-
(١٣)
وإذا ردَّ إليه أحد الناس «مبلغًا من» المال، رفض أن يأخذه منه بحجة أنه «رث» وماسح، وطلب تغييره على الفور.
-
(١٤)
وإذا أعار أحدًا مِحراثًا أو سلة أو مِنجلًا أو جوَّالًا، طالَب ﺑ «استردادها» في نفس الليلة، وذلك إذا خطر له ذلك في لحظة أرق.
-
(١٥)
وإذا نزل المدينة سأل أي إنسان يُقابله عن سعر اللحم والسمك المدخن، واستفسر منه عن الاحتفال بالبدر الجديد، وهل سيحل موعده اليوم، ثم يُضيف على الفور أنه ينوي أن يحلق شعره، وأن يدخل الحمَّام ويغنِّي فيه، وأن يُمسمر كعب صندله ويمرَّ في طريقه على أرخياس ويطلب منه سمكًا مملَّحًا.