تاريخ علم الحرارة: مراحل تطور مفاهيم الحرارة وتطبيقاتها وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها
«اجتمَع أمران في بلاد العرب؛ الحرارة الشديدة، والثراء اللُّغوي الهائل؛ لذلك لن نستغرب أن تأتي ألفاظُهم المتعلقة بالحرارة غنيةً غِنًى لم نجده لدى أية أمَّةٍ سابقة أو لاحقة؛ إذ يَزخر قاموسُ مفردات الإنسان العربي بالكلمات التي ترتبط بالحرارة، سواء من ناحية درجاتها، أو أنواعها، أو تغيُّرها مع الزمان والمكان.»
بالرغم من اهتمام الكثير من العلماء العرب والمستشرقين بتراث العرب العلمي، فإنه لم يُنتبَه لإسهامهم في علم الحرارة، وهذا ما دفَع الدكتور «سائر بصمه جي» إلى الاعتكاف عشرَ سنواتٍ على مخطوطات التراث العلمي العربي، وخرج لنا بالكثير من هذه الإسهامات التي كان لها دَورٌ كبير في تطوير علم الحرارة، والتي استفادت منها الحضارةُ الأوروبية استفادةً كبيرة. وقد حرَصَ الدكتور «سائر» في دراسته على وضعِ جهودِ العلماء العرب والمسلمين في علم الحرارة في سياقها التاريخي؛ فلا يُمكِن عزلُ التراث العلمي العربي بصفته ظاهرةً حضارية عن تراثِ السابقين من اليونان أو اللاحقين من الأوروبيِّين، ومن هنا تَكمُن أهمية هذا العمل في أنه يرصُد تاريخَ تطوُّر مفاهيم علم الحرارة عبر العصور. هذا بالإضافة إلى دراسة الأسباب وراءَ نجاحِ الثورة العلمية الأوروبية الحديثة وفشَلِها عند العرب.