نصيب مصر في تراث الإسلام
فكان للمصريين شأن واضح في علم القراءات، وكانوا أساتذة القرَّاء في الأندلس والمغرب، وفي علم الحديث زار أصحاب الكتب الستة مصر فيما زاروه من الأقاليم الإسلامية، واعتمدوا على رواية كثير من المصريين. وكان أحدهم — وهو النسائي صاحب «السنن» — عظيم الاتصال بمصر، فقد عاش فيها حقبة طويلة من عمره، ومن أقدم علماء الحديث عبد الله بن وهب المصري صاحب كتاب «الجامع في الحديث»، وقد عثر على نسخة بردية منه ترجع إلى القرن الثالث الهجري.
ونلاحظ في هذه المناسبة أن تغييرًا كبيرًا تم في وادي النيل منذ القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، فقد اندمج المسلمون اندماجًا كليًّا في الأمة الإسلامية، وأصبحت الأغلبية العظمى في مصر تدين بالإسلام، كما أصبحت العربية لغة المصريين من مسيحيين ومسلمين، وتزوج العرب من بنات المصريين الذين اعتنقوا الإسلام، فهوى الحاجز الذي كان يفصل في البداية بين العرب وغير العرب.
وكذلك كان لمصر سبق مذكور في ميدان التصوف، فالمعروف أن ذا النون المصري كان من أكبر النساك في بداية التصوف، وقد عاش ذو النون في مصر وتوفي في الجيزة سنة ٢٤٥ﻫ/٨٦٠م، ويعدونه من أقطاب الصوفية، بل يقال إنه أول شيخ أعلن اعتناقه العقيدة الصوفية، ومهما يكن من الأمر فإن لذي النون فضلًا كبيرًا في وضع كثير من التعاليم الصوفية كما نعرفها الآن، وإليه ينسب القول بأن الوجد وليس العلم هو السبيل الوحيد لمعرفة الله المعرفة الحقيقية.
وفضلًا عن ذلك فإن أكبر الشعراء الصوفية هو ابن الفارض المصري (٥٧٧–٦٣٢ﻫ/١١٨١–١٢٣٥م)، وقصيدته التائية الكبرى التي مطلعها:
فيها زهاء سبعمائة وخمسين بيتًا، وليست من العيون الفريدة في الأدب العربي فحسب، ولكنها ذات شأن عظيم في دراسة التصوف الإسلامي.
وممن كان لهم شأن عظيم من شعراء مصر محمد بن سعيد البوصيري المتوفى نحو ٦٩٦ﻫ/١٢٩٧م، فقد نظم في مدح النبي — عليه السلام — عدة قصائد، أشهرها قصيدته المشهورة بالبردة، والتي مطلعها:
وقد أتيح لهذه القصيدة أن تصيب من الذيوع والانتشار أكثر من أي قصيدة عربية أخرى، والمعروف أن الشاعر نظمها توسلًا إلى الله أن يشفيه من فالج نصفي أصيب به، فرأى النبي في المنام يلقي عليه بردته فانتبه من النوم سليمًا معافًى، وبعد أن كانت القصيدة تسمى «الكواكب الدرية في مدح خير البرية» أصبحت تعرف باسم «البردة»، وقد كان من شهرتها أن كتب لها زهاء تسعين شرحًا بالعربية والفارسية والتركية والبربرية كما ترجمت إلى شتَّى اللغات واللهجات، ولا زالت أبياتها ترتل في الجنازات، وتكتب في التعاويذ حتى اليوم.
وقدر للجامع الأزهر الذي شيده الفاطميون أن يصبح أكبر جامعة إسلامية للعلوم الدينية العالية يفد إليها الطلاب من جميع أصقاع العالم الإسلامي، ويحملون إلي بلدانهم ما يفيدونه من الحركات العلمية في وادي النيل، والحق أن الأزهر كان له شأن عظيم جدًّا في المحافظة على التراث الثقافي الإسلامي، وفي إعلاء مكانة مصر بين الأمم الإسلامية.
ومن الطقوس الدينية التي كان لمصر صلة وثيقة بها إرسال المحمل إلى الحجاز، فقد قيل أن شجرة الدر هي التي ابتدعت هذه السنة، وجاء في بعض المصادر القديمة أنها ترجع إلى عصر الحجاج عامل بني أمية على العراق. ومهما يكن من الأمر فإن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس كان أول من أقام الحفلات والطقوس في هذه المناسبة، وتبعه في ذلك أمراء مصر حتى العصر الحديث. وكان الأمراء في مصر والشام والعراق واليمن يقصدون بإرسال المحمل إظهار استقلالهم وعظمتهم، وما يشملون به الأماكن المقدسة من رعاية. والمعروف أن الوهابيين حين فتحوا مكة منعوا إرسال المحمل، ولكن هزيمتهم على يد محمد علي أعادت إلى المحمل المصري مكانته. ولما أصبح ابن السعود ملكًا على الحجاز لم يسمح بدخول جند مصريين يحرسون المحمل أو موسيقى تتقدم موكبه، وكان هذا الموقف سببًا في منع المحمل من السفر إلى أن نجحت مصر والحجاز في السنين الأخيرة في عقد اتفاق بهذا الشأن.
غير أن الأفكار التي تأسست عليها كلية عليكرة (الجمع بين الإسلام والرقي العلمي الحديث) أخذت تدب أيضًا في نفوس أهل السنة في مصر، ولكنها هنا نزعت نزعة أعظم خطورة، وأوسع شمولًا للجماعة الإسلامية في جملتها، لم تكن هذه النزعة أقل من محاولة تأويل العقائد الإسلامية من جديد، وصوغها بما يتلاءم مع الفكر الحديث، ولكن الذين قاموا بهذا لم يكونوا من العلمانيين المثقفين ثقافة أوروبية، بل قام به جماعة من الفقهاء الإخصائيين. وإذا أردنا أن نفهم الخطورة التامة لهذه الحركة ولوسائلها يجب أن نلقي نظرة عجلى على إحدى مميزات منهج علم الفقه الإسلامي، لقد رأينا أن الإسلام الأول خرج من جزيرة العرب مرنًا بعض المرونة، وأنه قضى قرنين أو زهاءها عاملًا على تكييف نفسه مع البيئات التي حل فيها، وعلى وضع تفاصيل علومه الفقهية، وقد بلغ هذا الأمر كماله بفضل جهود العلماء والفقهاء الذين أقر لهم الجميع بالقدرة على الاجتهاد، أو استنباط أحكام حاسمة في مسائل العقائد والأحكام، ومتى صدرت هذه الأحكام اعتبرت غير قابلة للتغيير، ثم أخذ باب الاجتهاد يضيق تدريجيًّا إلى أن انتهى إلى مسائل قليلة الخطر، حتى إذا ما بتَّ في أمرها أغلق باب الاجتهاد نهائيًّا، ومن ذلك الحين لم يكن لعالم عند أهل السنة مهما ارتفع شأنه أن يدَّعي لنفسه لقب مجتهد (أما عند الشيعة، فإن النابهين من علماء الدين لا يزالون يحملون هذا اللقب حتى اليوم).
وظل أهل السنة ما يقرب من عشرة قرون يسيرون في حياتهم الدينية «بالتقليد»، أعني بمقتضى أحكام السلف المتقدمين، كانت هذه العقيدة هي موضوع الجدل بين الأحرار من فقهاء مصر الذين ذهبوا يؤكدون أن تغير ظروف الحياة، وأن النزعات الفكرية الجديدة يجعلان اطراح مجرد التقليد، وفتح باب الاجتهاد من جديد أمرًا محتمًا، ويؤكدون أن تنافر الإسلام مع الفكر الحديث إنما يعزى إلى ما يحيط به من المذاهب الجدلية البالية للعصور المتوسطة، وأن الإسلام — على عكس ذلك — إذا فهم حق الفهم في صورته الأصلية فإنه يكون على تمام الوفاق مع نتائج البحث العلمي الممحصة، بل إنه ليكون أكثر توافقًا مع تلك النتائج من أي نظام ديني آخر. وقد وجدوا زعيمًا عظيمًا في شخص الشيخ محمد عبده (المتوفى سنة ١٩٠٥م) الذي يعد من أشهر الشخصيات المحترمة في تاريخ الإسلام الحديث، والذي جذبت إليه شخصيته ومواهبه طائفة كبيرة من المعجبين به، وأكسبت الحركة أتباعًا كثيرين لا في مصر فحسب، ولكن في البلاد الإسلامية الأخرى.
ولنعرج الآن على نصيب مصر من النواحي الأدبية والعلمية من الثقافة الإسلامية. والحق أن مصر كانت لها منذ البداية مكانة خاصة عند المسلمين، إذ إنها ذُكرت في عدة مواضع في القرآن، وفي الأحاديث، وهي فضلًا عن ذلك موطن مارية القبطية زوج النبي — عليه السلام. وقد كانت بعض الأحاديث التي تنسب إلى النبي عن «فضائل مصر» نواة لفصول في هذا الصدد كتبها المؤرخون والمؤلفون المصريون في العصور الوسطى، بل قد ألف فيه بعضهم كتبًا مستقلة، ومنها كتاب «فضائل مصر» الذي ألفه عمر بن محمد الكندي لكافور الإخشيدي، والذي ينسب خطأً في بعض الأحيان إلى أبيه محمد الكندي صاحب كتاب «ولاة مصر وقضاتها».
على أننا نذهب إلى أن أكبر نصيب لمصر في الثقافة الأدبية الإسلامية إنما هو ما كتبه المصريون في التاريخ. والحق أنه ليست هناك أمة إسلامية أخرى تستطيع أن تفخر بمثل ما خلفه المصريون من دراسات في تاريخ بلادهم، وأنظمتها السياسية. والمؤرخون المصريون في العصور الوسطى لم يكتبوا في التاريخ السياسي، وفي التراجم فحسب، بل فاقوا سائر الكتاب المسلمين في دراسات الخطط والآثار، التي يعتبر المقريزي بطلها الممتاز.
ولعل شهرة المقريزي ترجع قبل كل شيء إلى كتابه «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار»، فهو على رأس المراجع الأساسية لمن يشتغلون بتاريخ مصر وآثارها، ونظمها في العصر الإسلامي.
ومن المؤلفين المصريين الذين كتبوا في الخطط ابن عبد الحكم، والكندي، وابن زولاق، والقضاعي، والأوحدي، ثم اقتفى أثرهم في العصر الحديث علي مبارك باشا في كتابه «الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة»، والأستاذ محمد كرد علي بك في كتابه: «خطط الشام»، وهو وثيق الصلة بمصر لما كان بين البلدين من اتحاد سياسي في العصر الإسلامي.
وقد أنجبت مصر عددًا وافرًا من المؤرخين، وحسبنا أن نذكر ابن الحكم، وابن الداية، والكندي، وابن زولاق، وابن أبي أصيبعة، وابن الراهب القبطي، والعماد الأصفهاني، وأبا شامة، وابن واصل، والقفطي، وابن خلكان، وابن شداد، والذهبي، والمقريزي، والعيني، وابن تغري بردي، وأبا الفدا، والسخاوي، وابن إياس. ولا ننسى في هذه المناسبة أن مصر كان لها أثر ظاهر في حياة ابن خلدون، فقد ولي القضاء بها، وكتب فيها الجزء الأكبر من كتابه في التاريخ، ثم توفي بعد أن أقام بها زهاء عشرين عامًا.
وأكبر الظن أن وادي النيل كان مهد القصص الشعبية الشرقية، فإن هذه القصص اليت يحفظها القصاص، ويقبل العامة على سماعها أو قراءتها قد تم صوغها في مصر فاتخذت فيها شكلها الحالي، إن لم تكن قد نشأت فيها منذ البداية. والحق أن قصص عنتر، والظاهر بيبرس، وأبي زيد، وسيف بن ذي يزن يبدو عليها الطابع المصري، بالرغم من أن بعضها تدور حوادثه في بيئة غير مصرية.
وكانت مصر والشام مهد الموسوعات والمجاميع الإسلامية، فإن معظم الذين ألفوا الكتب الجامعة للموضوعات المختلفة كانوا من المصريين، أو كانوا من الشاميين في عصر اتحاد البلدين. فالنويري صاحب «نهاية الأرب في فنون الأدب» كان من رجال السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، وابن فضل الله العمري صاحب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» تولى القضاء بمصر في عصر المماليك، وأبو العباس أحمد القلقشندي صاحب «صبح الأعشى» كان أيضًا من الموظفين المصريين في ذلك العصر، وجلال الدين السيوطي تولى الإفتاء بمصر وتوفي في بداية القرن العاشر الهجري (١٦م) بعد أن ألَّف الكتب والرسائل العديدة في التفسير والحديث والتاريخ والفقه وعلوم اللغة، وغيرها. والحق أن كتابة الموسوعات من أخصِّ مميزات الحركة الأدبية بمصر في العصر المملوكي. ولا ننسى في هذه المناسبة أن بطرس البستاني اللبناني الأصل قام في العصر الحديث بكتابة دائرة المعارف المنسوبة إليه، وكانت رعاية هذا المشروع للخديوي إسماعيل الذي يرجع إليه الفضل في تشجيع البستاني من الناحيتين المادية والأدبية.
وكتب البيطرة نادرة في اللغة العربية، ولكن من أعظمها كتاب قدمه إلى الناصر محمد بن قلاوون طبيب كان له الإشراف على إسطبله وخيوله.
ومن المسلم به عند المشتغلين بالطب وتاريخه أن أمراض العين كانت تعالج بمصر والشام في القرنين السادس والسابع بعد الهجرة (١٢ و١٣م) بأسلوب علمي يفوق كل ما كان معروفًا حينئذ في سائر بلاد العالم.
ولا ريب في أن أعظم علماء الحيوان عند المسلمين هو محمد بن عيسى الدميري المصري المتوفى بالقاهرة سنة ٨٠٨ﻫ/١٤٠٥م، وأحسن مؤلفاته كتاب «حياة الحيوان الكبرى»، وقد ترجم إلى الإنجليزية والتركية.
والحق أن مصر ساهمت بنصيب وافر في إنشاء الأساطيل المصرية الأولى. وفي السنين التي تلت فتح مصر استطاع العرب النزول في الجزائر الواقعة شرقي البحر الأبيض المتوسط مثل: قبرص، ورودس، وكريت، بل لقد استطاعوا سنة ٣٤ﻫ/٦٥٥م أن يكسبوا أول معركة حربية كبيرة ضد الروم. وهي موقعة ذات الصواري التي مني فيها البيزنطيون بخسارة كبيرة. ويمكننا القول بأن عبد الله بن سعد الذي خلف عمرو بن العاص في حكم مصر كان أمير البحر الثاني في الإسلام، أما أمير البحر الأول فكان معاوية بن أبي سفيان أثناء ولايته على الشام، وقبل أن تصير له الخلافة. فكان المسلمون يقومون بغزواتهم البحرية ضد البيزنطيين من الشام بقيادة معاوية، ومن مصر بقيادة عبد الله بن سعد. وبعد أن كان البحر الأبيض المتوسط في عهد جستنيان بحيرة بيزنطية أصبح بفضل مصر والشام بحرًا إسلاميًّا، ولا ننسى أن سكان مصر — ولا سيما القبط — كان لهم الفضل في بناء السفن، وتشييد دور الصناعات في وادي النيل، وفي تونس والشام.
أما في ميدان الفنون الإسلامية فقد كانت مصر مهد طرازين من أبدع الطرز الإسلامية، هما: الطراز الفاطمي، والطراز المملوكي.
ووجد الفاتحون العرب في وادي النيل فنانين مهرة ولا سيما في النسج والحفر في الخشب وصناعة الزجاج، وكان للمعماريين المصريين شهرة واسعة في فجر الإسلام، فقد وجدت أوراق بردية على مقربة من سوهاج ثبت من نصوصها أن فريقًا من مهرة البنائين المصريين استخدموا في المسجد الجامع بدمشق، وفي المسجد الأقصى ببيت المقدس.
والمعروف أن المحاريب المجوفة التي تعين اتجاه القبلة في المساجد لم تكن فيها منذ البداية، بل كانت ظاهرة حادثة في عمارتها. وقد تبين علماء الآثار الإسلامية أن هذه الظاهرة المعمارية منقولة عن الكنائس المسيحية، وأن أول محراب مجوف بني في الإسلام شيده بناءون من القبط كانوا يعملون في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، ولا ريب في أن العمارة والفنون الزخرفية الإسلامية في مصر احتفظت بطابع مصري يميزها إلى حد ما عن الطرز الفنية في سائر العالم الإسلامي. فضلًا عن أن كثيرًا من الموضوعات الزخرفية التي استخدمها الفنانون المسلمون في مصر مشتقة من الموضوعات الزخرفية القبطية، والإغريقية الرومانية في وادي النيل.
وكانت المنسوجات المصرية الإسلامية، والتحف المصنوعة من البلور الصخري ذات شهرة عالمية في العصور الوسطى، كما أن أقدم ما نعرفه من جلود الكتب الفنية الإسلامية تنسب إلى مصر في القرنين الثاني والثالث بعد الهجرة (٨-٩م)، ولا ريب في أن سائر الأقطار الإسلامية تأثرت بزخارفها وأساليبها الصناعية، بل إن تأثيرها امتد إلى جنوبي أوروبا، ولا سيما إيطاليا.
وكان الإنتاج المعماري والفني في مصر الإسلامية عظيمًا في مقداره ونوعه، بل إننا لا نجد له نظيرًا في سائر الأقطار الإسلامية اللهم إلا في إيران، وحسبنا أن نقرأ وصف التحف الفنية التي جمعها الخلفاء الفاطميون، أو أن نرى التحف المحفوظة في المتاحف والمجموعات الفنية الخاصة، أو نقلب النظر في العمائر الإسلامية التي تزدحم بها مدينة القاهرة، والتي جعلت أعظم متحف للطرز المعمارية الإسلامية في ممر العصور.
ولا غرو فقد كانت خيرات مصر واسعة إلى أبعد حد، وكان بين يدي حكام مصر ثروتها الطبيعية، فضلًا عن الأرباح الوافرة التي كانوا يجنونها من مرور تجارة الشرق في مصر والشام. وأصبحت مصر المركز الرئيسي لتبادل التجارة بين آسيا وأفريقية وأوروبا منذ أن ضعفت بغداد، ثم سقطت في يد المغول؛ فصار ثغر الإسكندرية «مخزن العالم» كما كانوا يسمونه إلى أن كشف طريق رأس الرجاء الصالح، فكان ذلك سببًا في خراب مصر المالي، وإيذانًا بسقوط دولة المماليك.