خاتمة
ولسنا نريد أن نعرض في هذه الرسالة الصغيرة لنصيب مصر الحديثة في بعث الحضارة الإسلامية، وتقويم دعائمها، والعمل على نهضة العالم الإسلامي، فقد عقدت لمصر الزعامة الثقافية في الأمم الإسلامية منذ انتشلها محمد علي من عصر الحكم التركي المظلم، فنظم التعليم، وأرسل البعثات إلى أوروبا، وأصلح إدارة البلاد وأحوالها الاقتصادية، ونسج خلفاؤه على منواله فانتشرت الطباعة، ونمت الصحافة، وقامت الجمعيات العلمية، وأنشئت المكتبات والمتاحف والجامعة. والحق أن مصر تنهض في العصر الحديث بمهمة التوفيق بين الحضارة الإسلامية التي ازدهرت فيها منذ العصور الوسطى والحضارة الغربية التي تأثرت بها منذ الحملة الفرنسية على وادي النيل.
وصفوة القول أن مصر — على عكس إيران وتركيا والأندلس — تخلت في الإسلام عن لغتها، وماضيها القومي، وكرست كل جهودها للحضارة الإسلامية فساهمت فيها بنصيب وافر، وأنجبت كثيرين من أعلام المسلمين في العلوم والآداب والفنون والسياسة.