نقد النقد: قراءة في النقد الحداثي
«وتقوم دراسةُ الدكتور صلاح فضل لشعرِ أمل دنقل — كما يقول هو: «على فكرتَين أساسيتَين من النقد البنيوي الحديث؛ إحداهما ترى أن إنتاجَ الدلالة في الشعر يقوم على الصراع بين البِنية القصصية والغنائية، على اعتبارِ أن البِنية القصصية تَعتمِد على المِحور السياقي، وأن البِنية الغنائية تَعتمِد على المِحور الاستبدالي … أما الفكرةُ الثانية فمُؤدَّاها أن التزاوُج هو الذي يَكشف عن «ميكانيزم» النصِّ الشعري، وهو يَتمثَّل في بروزِ عناصرَ مُتعادِلةٍ من الوجهة الصوتية والدلالية في مواضعَ مُتعادِلةٍ من القصيدة، مما يَكفل إنتاجَ دلالتها وضمانَ وَحْدتها».»
تَتشكَّل الحركةُ الأدبية من رافدَين أساسيَّين، هما: الإبداع والنقد، وقد ظهر العديدُ من المناهج النقدية الحداثية التي راحت تُلقِي بظِلالها على النص الشعري. ولأن النقد في حدِّ ذاته عمليةٌ إبداعية، فقد ظهرَت على الساحة النقدية دراساتٌ تُقوِّمه، وتَندرِج تحت ما يُمكِن تسميته نقدَ النقد، منها كتاب «نقد الحداثة» ﻟ «حامد أبو أحمد»، وما قدَّمه «عبد العزيز حمودة» في كتابَيه: «المرايا المُحدبة» و«الخروج من التيه»، ويأتي كتاب «نقد النقد» ﻟ «دسوقي إبراهيم» إضافةً مهمة في هذا المِضمار؛ إذ ناقَش فيه النقدَ الحداثي في النص الشعري لشعراء النصف الثاني من القرن العشرين مثل: «صلاح عبد الصبور»، و«أمل دنقل»، و«محمود درويش»، و«عبد العزيز المقالح»، و«أدونيس»، من خلال قراءة الأعمال النقدية المهمة التي تَناوَلت هذه التجاربَ الشعرية، مثل أعمال «محمد عبد المطلب»، و«فاطمة طحطح»، و«صلاح فضل».