أخبارٌ خطيرة!
دلَّت الأخبار التي وصلَت إلى «أحمد» على أن اجتماعًا مُهمًّا وخطيرًا سوف يُعقد في مساء يوم الثلاثاء … في أحد فنادق الدرجة الأولى في إحدى دول الخليج.
والاجتماعات المُهمَّة والخطيرة كثيرة … وتُعقد كلَّ يومٍ وفي كلِّ مكان، غير أن هذا الاجتماع بالذات كان مختلفًا بالنسبة للشياطين … لأنه اجتماعٌ يضُم قادة أفرُع عصابتَي سوبر تكنولوجي «سوبتك» و«سايبر سبيس».
وقد كان لجماعة الشياطين مواجهاتٌ كثيرةٌ مع أعضاء عصابة «سوبتك» في أكثر من عملية … آخرها عملية «سقوط حاكم الجزيرة» … وكبَّدوهم خسائرَ فادحة … وعاوَنوا في القبض على عددٍ كبيرٍ من أعضائها.
كذلك «سايبر سبيس» والتي تعني «الفضاء الإلكتروني الخيالي» … وهو الاسم الذي يُطلَق على شبكة الإنترنت … فقد سمَّاها أعضاؤها بهذا الاسم … لأن تعارُفَهم تَمَّ عن طريق هذه الشبكة … كذلك حواراتهم ومناقشاتهم التي أدَّت بهم إلى تطابُق في الأفكار … والتقاء في الأهداف … كوَّنُوا على أثَره جماعتهم.
وفي المقرِّ السري الفرعي بميدان «الرماية» … اجتمع الشياطين في جلسة حوار حُر يتناقشون تصوُّرهم بسبب انعقاد هذا الاجتماع.
وكان أصغَر المتحدثين سنًّا … هي أكثرهم حماسة … إنها «ريما» … حبيبة قلب كل أعضاء الجماعة … وقد كان لآرائها الصائبة … تأثيرٌ على زملائها.
تأثيرٌ حسنٌ طبعًا … حتى إن مُشاكِسها الأسمر «عثمان» … لم يُخفِ إعجابه بما قالت … فعلَّق قائلًا: لقد حلَّت «ريما» القضية في جملةٍ واحدة!
ريما: ليس إلى هذه الدرجة … ولكن يبدأ فهمُنا لما يجري حولنا دائمًا … بقراءة التاريخ.
أحمد: أنتِ محقَّة طبعًا يا «ريما» ولكن يجب أن نتَّفق جميعًا بأن لدينا الآن قضيةً وبين أيدينا عملية جديدة.
مصباح: أنا أرى أن ما يجري الآن قضية … وقضية مُهمَّة … وأننا أمام عملية. قد لا تقلُّ خطورةً عن أي عمليةٍ سابقة.
وكأن الحديث تطرَّق إلى المنطقة التي تنتظرها «إلهام»؛ فقد تدخَّلَت قائلة: أنا مع «مصباح» في أن ما يجري الآن قضيةٌ مُهمة جدًّا لنا.
وصمتَت للحظات … وهي تنقل عينَيها بين زملائها … ثم استطردَت قائلة: أن نعلم أن عصابة «سوبتك» سوف يلتقي قادتُها يوم الثلاثاء مع قادة عصابة «سايبر سبيس» … هو أمرٌ غريبٌ وخطيرٌ ويدعو للقلق.
وبعد لحظات صمتٍ أخرى عادت تقول: طبعًا أنتم تعرفون جيدًا مدى خطورة اجتماع قطبَي الشر في العالم!
أحمد: إن توحيد قوى الشر يستلزم بالضرورة توحيد قوى الخير … وزيادة العمل لزيادة القدرة على المقاومة.
ورأت «زبيدة» أنها في حَيرةٍ من أمرها … فعبَّرت عنها قائلة: ما الخطورة في اجتماع هاتَين العصابتَين ما دام الأمر حتى الآن بعيدًا عنَّا؟!
أحمد: الأمر ليس بعيدًا عنَّا يا «زبيدة» … فاجتماعهم القادم سيكون في «دبي».
عثمان: وحتى لو لم يكن اجتماعهم في منطقتنا … فإن مجرَّد اجتماعهم يزيدُ من خطورتهم في حالة مواجهتهم.
مصباح: وهل سنعمل على ألا يتمَّ هذا الاجتماع؟
أحمد: بالطبع لا … فيمكنهم الاجتماع في أيِّ مكانٍ آخر.
ريما: إذن علينا أن نعرف لماذا اختاروا «دبي» بالذات؟
إلهام: وهل ما سيقومون به سيكون داخل «دبي» … أم خارجها؟
أحمد: أم خارج المنطقة العربية كلِّها؟
وفي هذه اللحظة … سمعوا أصوات «الهارد ديسك» في أجهزتهم تدور … وشاشاتهم تُعلن أن رقم «صفر» في طريقه للاجتماع بهم.
فتبادلوا نظرات الدهشة والتساؤل … فكيف عرف رقم «صفر» أنهم مجتمعون؟ وهل يجتمع بهم من أجل نفس الموضوع؟
وقبل أن ينتهوا من تساؤلاتهم … كان صوت رقم «صفر» يأتيهم قائلًا: مساء الخير للعباقرة.
وبابتسامةٍ تملأ أصواتهم ردُّوا قائلين: مساء الخير لك يا زعيم.
رقم «صفر»: اجتماع مُهِم على ما أظن.
أحمد: هو كذلك يا زعيم.
رقم «صفر»: هل الموضوع خطير؟
إلهام: ألم تحضُر اجتماعنا يا زعيم؟
رقم «صفر»: لم أحضُره … ولكن الكمبيوتر المركزي أخبرني.
عثمان: إنه موضوعٌ خطير.
رقم «صفر»: هل أنتم في طريقكم للقيام بعمليةٍ جديدة؟
ريما: هو كذلك يا زعيم.
رقم «صفر»: لقد كِدتُ أُكلفُكم بعملية!
أحمد: فلتسمع منَّا أولًا ثم تُقرِّر.
رقم «صفر»: قل لي أنت: ما الموضوع؟
أحمد: يوم الثلاثاء القادم سيُعقد اجتماعٌ بين قطبَي الإجرام في العالم.
رقم «صفر»: «سوبتك»؟!
إلهام: و«سايبر سبيس».
رقم «صفر»: وكيف عرفتم؟
أحمد: من الشبكة.
رقم «صفر»: هل هو «بيتر»؟
أحمد: لا … لقد تصيَّدتُ الموقع.
رقم «صفر»: إنك عبقريٌّ يا «أحمد» … فستدهشون عندما تعرفون لماذا اجتمعتُ بكم!
اندفعَت «ريما» بفضولها وحماسها الدائم تقول: لماذا يا زعيم … لماذا؟
رقم «صفر»: لأخبركم بهذا الاجتماع.
وصمَت للحظات … ثم عاد يقول: إن عميلنا الذي أخبرنا بهذه المعلومة … حصل على مكافأةٍ مُجزية.
أحمد: إذن فأنا أستحق مكافأة.
رقم «صفر»: ليست مكافأة … بل حافز للاستمرار والتقدم.
إلهام: وهل هذه هي العملية التي كنت ستُكلفنا بها؟
رقم «صفر»: هي يا «إلهام».
عثمان: أتريد تطويق الاجتماع؟
رقم «صفر»: لا … بل أريد تطويق الرجال المجتمعين.