الْغدُ

عُيُوبٌ محجوبة، وحُجُبٌ مضروبة، وأقْدَارٌ مكتوبة؛ أعمارٌ موهوبة، أو منهوبة، وأرزاقٌ مجلوبة، أو مسلوبة؛ بريدُ المَلِك القَهَّار، مَوْعدُه حواشي الأسحار،^١ أو غُرّة النهار؛^٢ حملت الفجاءَات نجائبُه^٣ واشتملت على المستجدات حقائبُه،^٤ وبلغت مُستقرَّها مُغَرِّبَاتُه^٥ وجوائبُه؛^٦ أقبل فَفَضَّ المختوم، وظهر المكتوم، وانفجر المحتوم؛ وإذا مَنَاعٍ وبشائر، وإذا دَوْلاتُ^٧ ودوائر.^٨ واعلم يا ابن الأيام أن الغد أعدّه الله لك خيرَ ما أعدّه، ومدّه لك أيْمَنَ^٩ ما مدّه؛ هو الشخص الثالث، في رواية الأيام والحوادث،^١٠ والخَلفُ من صاحبيه والوارث؛ وهو مَعْقدُ الآمال،^١١ ومَوْعِد استئناف الأعمال، ومَرْمَى همّة^١٢ المال، تنام الأنفس وفي إيمانها منه شَكّ، وفي أيْمَانها منه صَكّ،^١٣ فاعمل له ما استطعت، وانتظره أتى أم لم يأت؛ وقل سبحان الذي أتى به، والذي هو قادرٌ على طَيِّ كتابه، يوم يأتيه أمره، فلا يَبْرُزُ من حجَابه.