الزَّكَاةُ
حِزْبُ١ الاشتراكية، وحزبُ البُلْشفيَّة.
أيُّهَا النَّاس:
أمَرَ اللهُ فَصَلَّيْتُمْ، ونَهَى المالُ فما زكَّيتم؛ فرَّقْتُم بين
الخْمْسِ٢ وكلُّها حُكْمُ الواحد؛ فلكلِّ ألف مُصَلِّ مُزكٍّ واحد! استسْهلْتُم
فأخذتُم، واستصْعَبْتُم فنبَذْتم؛ فلو دَخَلَ المالُ في الصلاة، لأقْفَرَتْ منكم
مساجدُ الله! ولو غُرِّم أحدُكم على الشهادة، لكان به عن نُطقِها زهادة!٣ أعَلِمتم أن الزكاةَ قُرُوض؟٤ وأنها وقِاءُ الأعراضِ والعُروض؟٥ وأنها ليستْ بالعَبَثِ المفروض؟ هي مالُ الفقير خَلَسْتُموه،٦ ورزقُ المحرومِ حَبَسْتموه، وحقُّ العاجزِ في الحياةِ بَخَسْتُموه،
وحُكْمُ اللهِ الذي أغناكم قد دُسْتُموه؛ تُقْرِضُون٧ الولاة، ولا تُقْرِضون الله، وتُنفِقون تملقًا لأهل الجاه، ولا تُنفقون
تعلَّقًا بالنجاة.
١
الحزب: النصير.
٢
المراد بالخمس: أركان الإسلام.
٣
زهد فيه زهادة: رغب عنه.
٤
القروض: جمع قرض، وهو ما أسلفت من إساءة أو إحسان.
٥
الوقاء: الدرع. والعروض: الأمتعة. والأعراض: مواضع المدح والذم من
الإنسان.
٦
خلس الشيء: أخذه مخاتلة.
٧
أقرضه: أعطاه قرضًا.