صفَةُ الظَّبْي
عروسُ البيد، الفاتن كالغيد، بالمقلة والجيد، الفروقة الرَّعديد،١ وصفته فقلت: عينان سوادُهما داج، وبياضُهُما عاج، وإنسانُهما حائر ساج، في رأس
كأَنه قدم الكَعَاب، أو كأنه خزفيّ من الأكواب، رُكِّب في عنق كإبريق الشراب؛ وله روقان،
كأنهما نَصْلان صَدِئان، وكأن إبرتيهما مِرْود،٢ انتشر عليه الأثمد،٣ وكأن قوائمه السمر الخفيف، وكأنَّ زجاج أرماحِها الأظلاف. كل ذلك في إهاب أغبر
اللون كَدِر، كأنه الثوب السويّ المُنْقَدر، ليس بفَضْفَاض ولا بالمُنْحَسر؛ وإذا عدَا
فَسَهْم، وإذا أخذه المدى فَوَهْم؛ وثباتٌ تنتظم الربوةَ والحفرة تُثْبت وجودَ الطَّفْرة،
وإذا قام على ظِلْفيه، وأرهف للرياح حرتيه،٤ وشرع في السماء روقيه، خلْتَهُ دُمْية مِحْراب، أو شُجَيْرة عليها تُراب.
١
الفروقة الرعديد: الشديد الفزع الجبان.
٢
المرود: الميل الذي يكتحل به.
٣
مسحوق الكحل.
٤
أي أذنيه.