الجَمَالُ
جَمَعت الطبيعة عبقريَّتها فكانت الجمال، وكان أحسنَه وأشرَفَهُ ما حلَّ في الهيكل الآدميّ، وجاور العقلَ الشريفَ والنفسَ اللطيفةَ والحياةَ الشاعرة؛ فالجمالُ البشريُّ سيدُ الجمال كلِّه.. لا المَثَّالُ البارعُ استطاع أن يخلعَه على الدُّمَى الحسان، ولا للنيِّرات الزُّهْر في ليالي الصحراء ما له من لمحةٍ وبهاء، ولا لبديع الزَّهر وغريبه في شباب الربيع ما له من بشاشةٍ وطيب. وليسَ الجمال بلمحة العيون, لا ببريق الثغور، ولا هَيَفِ القدود، ولا أَسالة الخدود، ولا لؤلؤ الثنايا وراءَ عقيق الشفاه، ولكن شعاعٌ عُلْوِيٌّ يبسُطُه الجميلُ على بعض الهياكل البشرية، يكسوها روعةً ويجعلها سحرًا وفتنةً للناس.