عاشق الليل: صور قلمية
«إنه ثَورٌ أصابه سُعار الذئاب المفترسة يريد أن يحطِّم الحياةَ من حوله، ولكن لأنه ضئيلُ القَدْر، هيِّنُ الشأن، حقيرُ النفس، وضيعُ الفكر؛ لم يُحطِّم إلا نفسه.»
مجموعةٌ من «الصور القلمية» بتعبير الأديب الكبير «ثروت أباظة»، يرسم فيها صورًا رمزية للعديد من الشخصيات، ويُعدِّد مَعايبهم ويَلمِز الظالمَ منهم؛ فمِن زعيم الوهم التائه بعظَمته المتخيَّلة، إلى القوَّاد الذي يصل أعلى المراتب بما يَعلمه من أسرار، ويمُر بالبهلوان الذي يسعى إلى المال بإهدارِ كرامته وعِزة نفسه، لكنه يرسم كذلك صورًا لأجمل لحظات الوفاء والبِر والرحمة عندما تَتجسَّد في هيئةِ بشر، ويحكي قصصًا وحكايات عن أصدقاءَ وغرباءَ تجسَّدَت فيهم كلُّ القِيَم السامية. هذه الصور وغيرها إنما هي روايةٌ بغيرِ راوية؛ رواية عن النفاق والتسلُّق والسعي إلى المال والسلطة ببذل النفس والكرامة والروح، وكذلك رواية عن عالَم الروح والقِيَم والمبادئ، الذي ما انقطع من الدنيا قَط.