النجدة …
فجأة ارتفع صوت جهاز اللاسلكي في الطائرات المحيطة بالطائرة الهاربة، وقال صوت جاد: أنا كابتن «ماك جورج» … هل تسمعونني؟!
نظروا إلى بعضهم في دهشة غير مصدقين … وتابع الصوت حديثه: اطمئنوا، لقد استطعت بمساعدة «توني» القبض على اللصوص … وعادت الطائرة إلى سيطرتنا، سنعود إلى المطار في الحال …
كان صوته حاسمًا … وواضحًا … ولمعت العيون بفرحة الانتصار …
في المطار، كان المنظر مثيرًا … وقفت الطائرة وحولها الطائرات من كل جانب وفُتح الباب لينزل الركاب مسرعين، وفي النهاية، ظهر «توني» والكابتن «ماك جورج» … يقودان اثنَيْن مربوطَيْن بالحبال … وأحدهما على عينَيْه ورم واضح إثر لكمة مناسبة … واستقبلهما رجال الشرطة بسرعةٍ ليقودوا أفراد العصابة إلى السجن، بينما سارع «توني» يحتضن «روي» و«كيم»، ويسألهما بلهفة: هل عثرتم على «مودي»؟! وطمأناه باسمَيْن …
فتنهَّد بارتياح …
في غرفة قائد المطار المريحة … بدأ الكابتن «ماك جورج» يقصُّ قصته … قال: كنت تحت تأثير المخدِّر، حتى طارَت بنا الطائرة، ولكني استعدت وعيي سريعًا، نظرت إلى «توني»، وفهم نظراتي … كان هناك رجلٌ يقف بجوار «توني»، والثاني في كابين الطائرة، وبحركة كاراتيه رائعة، تمكَّن «توني» من القبض على الرجل، واستعملناه كساترٍ لنا، ودخلنا كابين الطيار، أصاب المجرم الثاني الذهول، فلم يكن عسيرًا أن نقبضَ عليه هو الآخر …
وقف «توني» … وقلَّد الحركة التي تغلب بها على الرجل، وضحكوا جميعًا … وقال «روي»: لقد نفعتك هوايتك على كل حال …
السيد «راسي»: الحمد لله أن كل شيءٍ قد انتهى الآن!
ردَّ صوتٌ دخل على التو … كان كابتن «سامبسون» … قال: ستفهم كل شيءٍ على المائدة، سنذهب الآن إلى الفندق، حيث يستطيع «مودي» أن يشاركنا الطعام الذي أعددناه خصِّيصى لكم …
في الفندق، كانت المائدة مُعدةً … أشرفت على إعدادها «سونيا» المضيفة السمراء، وكان «مودي» يجلس في انتظارهم … وانضموا إليه … السيد «راسي» وولداه، و«توني»، وكابتن «ماك جورج»، وكابتن «سامبسون»!
قال كابتن «سامبسون»: إن المجرمين يرفضون الاعتراف حتى الآن، ولكن ربما استطاع السيد «راسي» أن يشرح لنا القصة …
وبدأ السيد «راسي» الكلام: توجد دولةٌ أجنبية تريد الحصول على أسرار الفضاء، وأعدَّت هذه الخطة الجهنمية، لاختطاف أحد رواد الفضاء، وعلمت برحلتهم إلى أيسلاند فنفذت الخطة هنا … حتى تتمكن من الضغط عليه للاعتراف بأسرار الفضاء … وسيقص علينا كابتن «ماك جورج» كيف تمكنوا من اختطافه …
كابتن «ماك»: عندما كنا في السهول البركانية، سرت قليلًا وحدي أكتشف الأرض، وفجأة خرج ثلاثة رجال، ولم أستطع المقاومة … وكان صوت العين البركانية أعلى من صوت الطائرة الهيليوكوبتر التي قادوني إليها، حاولوا استخلاص اعترافاتٍ مني فلما فشلوا مرةً أخرى وهددوني بإلقائي في العين الكبريتية إذا لم أعترف بأسرار رحلتنا إلى القمر … ولم أتكلَّم فأعادوني مرةً أخرى إلى الكهف …
روي: هذه العودة هي التي أوصلَتْنا إلى طريقك …
السيد «راسي»: إن هؤلاء الجواسيس مجموعةٌ من المرتزقة … وقد اختاروا أيسلاند لبُعدها عن القاعدة الأمريكية … ولكنهم لا يعرفون أن وراءهم مخبرين عباقرة … ابتسم «روي» و«كيم» بسعادة لهذا الإطراء … وفجأة فتح الباب ودخل السيد «ريكس» … كان في منتهى الأناقة يرتدي حلةً رمادية اللون … وقد رتب شعره وأظافره، وجلس على المائدة وقال: اتركوا لي بعض الكلام أشكر به أبناء السيد «راسي»! لقد جعلوني من الأغنياء …
قال السيد «راسي»: نحن الذين يجب أن نشكرك على كل ما قدَّمته لنا، والآن ماذا ستفعل بأموالك …؟
ريكس: سأشتري قاربًا وأقوم بالصيد لحسابي الخاص!
وفتح الباب ودخل «رافي» الذي صاح ضاحكًا: وطبعًا ستأخذني للعمل معك؟
فرد ريكس: طبعًا … مرحبًا بك منذ الآن …
ضحك الجميع … ثم وقف «روي» وقال: هناك شيءٌ قد ضاع من صاحبه، ونريد أن نعيده إليه الآن …
ومن جيبه الداخلي أخرج قفاز الكابتن «ماك جورج» وقدمه إليه … نظر إليهم مندهشًا وقال: ياه … يا لهم من مخبرين رائعين!
قال «توني» وهو ينقض على الطعام: طبعًا … طبعًا!