رواد الفضاء
قال «مودي» باسمًا: لقد اتصل بي السيد «راسي» تليفونيًّا وطلب مني أن ألحق بكم؛ فهو يعتقد أنكم ستكونون بحاجة إليَّ …
قال «كيم»: ماذا؟ هل يعتقد أبي أننا سنتعرض لمتاعب؟!
مودي: ربما، على كل حال، لقد سارعت بالحضور …
تبادلوا التحيات، واستقر «مودي» في حجرة «توني»، وبعد أن رتب ملابسه … نزل الجميع إلى صالون الفندق … وجلسوا يتشاورون فيما يجب عمله …
في هذه اللحظة، وصل «رافي» … حيَّاهم وانضم إليهم … وبعد أن استمع إلى محاولاتهم للبحث عن «ريكس» … صمت قليلًا ثم قال: عندي فكرة … ما رأيكم لو كتبنا إعلانًا في الجرائد للبحث عن «ريكس» … ربما قرأه واتصل بنا … إننا نصدر هنا خمس جرائد يومية، يمكننا أن نمر عليها بالعربة الآن. ونكتب فيها الإعلان …
روي: فكرة رائعة! هيا بنا، قبل أن يضيع الوقت …
إلى السيد «ريكس بارتون» … نرجو الاتصال بالشقيقَيْن «راسي» في فندق كونتيننتال، لتحصل على قيمة بوليصة تأمين من حقك! …
قال «كيم»: سيكون ذكر بوليصة التأمين سببًا في تشجيعه على الحضور!
روي: أرجو ذلك.
وخرجا. وفجأةً وقد اقتربا من باب مبنى الجريدة … جذب «روي» يد «كيم» وقال: اختفِ بسرعة!
وأسرعا يختفيان وراء جدار … وظهرت في الطريق عربةٌ صغيرة، يقودها رجلٌ يتطاير شعره الأشقر مع الهواء! إنه نفس الرجل الذي كان يطلبهما في استعلامات المطار …
توقف بعربته بجوار العربة الجيب، ونظر إليها قليلًا ثم استمر في السير!
انتظر «روي»، حتى ابتعدت العربة، وجذب «كيم» معه وقفز إلى الجيب، وصاح هاتفًا ﺑ «رافي»: هل ترى هذه العربة الصغيرة؟! اتبعها أرجوك!
قفز «رافي» بدوره إلى العربة ومعه «توني» و«مودي» … وفي لحظات كان في أثر السيارة الصغيرة، ولكن حركة المرور كانت سريعة، وباعدَت بينهما إشارة مرور، وما إن سمحت لهما بالسير، حتى أدركوا أنهم قد فقدوا أثر السيارة الصغيرة، وأخذوا يتجوَّلون في بعض الشوارع بلا فائدة … فقد اختفت تمامًا …
نظر «رافي» في ساعته وقال: نحن الآن في موعد الغذاء، ما رأيكم سأدعوكم إلى بعض الطعام الوطني في مطعم صغير في ميدان بلازا بمنتصف المدينة، إنه مختص بالأسماك على الطريقة الأيسلاندية!
قفز «توني» في الهواء قائلًا: بسرعة … من فضلك!
كان الطعام لذيذًا، وإن بدا طعمه غريبًا، ولكن الجلسة الجماعية والمطعم الصغير، والأكل الشعبي كان داعيًا لمزيد من السرور والبهجة، ومما زاد هذا الشعور، أن دقت الموسيقى في الطريق، وعندما نظروا من النافذة المجاورة، كان هناك موكب في الميدان، وفي وسطه سيارة مكشوفة بها ثلاثة من رواد الفضاء، أوسطهم يضع قبعته حتى عينيه، وضحك «توني» وهو ينظر إليه وقال: إنه بلا شك الكابتن «ماك جورج».
رافي: نعم، إنهم يودعون رواد الفضاء بمناسبة عودتهم، إنها آخر رحلاتهم قبل الرحلة العظيمة التالية إلى القمر …
روي: يا لهم من أبطال … إنهم أعظم أبطال هذا العصر!
ومضى الموكب … وعادوا إلى طعامهم يتناولونه بمزيد من الشهية … بعد الغذاء، قضوا طوال فترة بعد الظهيرة، في الدوران على باقي الصحف، حتى نشروا الإعلان فيها جميعًا، ثم عادوا إلى الفندق …
تركهم «رافي» على موعدٍ في الصباح … وصعدوا جميعًا إلى حجرة «كيم» و«روي» الذي قال: إنني أتوقَّع رسالةً لاسلكية من أبي هذا المساء … سأُدير الجهاز وأنتظر …
كيم: أعتقد أنه سيُرسلها في وقتٍ متأخرٍ من الليل، حين يكون الجو صافيًا تمامًا …
وفعلًا … بعد أن أوصل الجهاز بالراديو … وأخذ يدير محطاته، مضى الوقت ساعةً وراء الأخرى. حتى اقتربت من الثانية عشرة، وهنا بدأ الإرسال، ظهر صوت والدهم واضحًا … قال: كانت مباراة كرة القدم رائعة … وقد فاز فريق القرود بثلاثة أهداف، وإذا استمروا هكذا، أتوقَّع أن يفوزوا بالدوري …
انتهَت الرسالة، وبقي الدور الأهم … حل الشفرة، أمسك «روي» بالكتاب في يده، وأخذ يراجع الرسالة حرفًا حرفًا على الكتاب وما إن بدأَت أول جملة تظهر حتى حملق فيها الأربعة بدهشةٍ كان حل الرسالة يقول: إن أحد رواد الفضاء الكابتن «ماك جورج»، قد اختطف في أيسلاند!