اختطاف في الفضاء
بدءوا يبحثون بجنون، ولكن أصوات صرخاتهم ضاعَت وسط الهدير الصاخب لتيار الكبريتيك، والذي كان يشبه قيام عشرات الطائرات النفاثة في وقتٍ واحد …
اندفع «توني» في اتجاه القفاز، والتقطه، في نفس اللحظة التي ظهر فيها «كيم» قادمًا من وراء الأنبوبة الضخمة، وأشار إليهم بيده، فاندفعوا جميعًا في اتجاه مكان هادئ، بعيدًا عن الأصوات الهادرة، حيث يمكنهم أن يسمعوا بعضهم …
وصرخ «روي»: لقد ظننا أنك سقطت في العين الكبريتية!
أجاب «كيم»: آسف … لقد كنت أختبر أنبوبة الكبريت!
فجأة سأل «رافي»: ترى! من هو صاحب القفاز؟!
كان نفس السؤال يطوف برءوس الشقيقَيْن وأصدقائهما … هل يمكن أن يكون صاحبه هو رائد الفضاء المفقود؟!
سأل «روي» «رافي»: متى أمطرت السماء ثلجًا لآخر مرة؟
قال «رافي»: صباح أمس.
سار الجميع في اتجاه العربة، وتأخَّر «كيم» و«روي» حتى يتمكنا من الحديث.
روي: إذا كانت السماء قد أمطرت صباح الأمس فهذا معناه أن الكابتن «ماك جورج» قد عاد إلى هنا بعد ذلك؟! هذا إذا كان هو صاحب القفاز … لماذا عاد؟ هذا ما يجب أن نعرفه؟!
كيم: ولكن كيف نتأكد من حقيقة صاحب القفاز؟
روي: سنحضر قفازًا من قفازات سلاح الطيران من المطار، ونقارنه به!
ولحقا بالباقين … وعادت بهم العربة إلى الفندق … وكلٌّ منهم غارقٌ في أفكاره …
بعد الغداء … طلب «كيم» من «مودي» و«توني» أن يبقيا في الفندق، ويراقبا الأحداث، بينما اصطحب معه «كيم» إلى المطار، وهناك استطاعا الحصول من أحد رجال سلاح الطيران على قفاز، بعد أن وعداه بإعادته … وعادا إلى الصيدلية القريبة، وطلبا من صاحبها أن يسمح لهما باستعمال الميكرسكوب الخاص بالصيدلية …
وكان الفحص دقيقًا … ولكن من أول نظرة، وضحت الحقيقة للعيون … لم يكن هناك شك في أن فردة القفاز التي عثروا عليها هي واحدة من قفازات سلاح الطيران … فقد كان من نفس النوع … والجلد … والصناعة!
سأل «كيم»: هل نخبر الشرطة؟ … قال «روي»: لا … لا ليس الآن!
عادا إلى الفندق، هناك كان «مودي» و«توني» ينتظرانهما بأخبار مثيرة! لقد وصل ردٌّ على الإعلان من «ريكس بارتون».
كانت الرسالة من رجل يقيم في مدينة أكواريري في الساحل الجنوبي، يقول إنه هو «ريكس بارتون» المطلوب، وإنه في انتظارهما …
قال «كيم»: رد بسيط جدًّا.
روي: أكثر من اللازم، يجب أن نكون حريصين!
كيم: إنه الحرص يا صديقي!
مودي: دائمًا تشكُّون في كل شيء …
توني: فعلًا! فلماذا لم يحضر بنفسه، لو علمت أن لي نقودًا في مكان لذهبت إليها فورًا!
اتفق الأربعة على أن يطير «كيم» و«روي» إلى أكواريري. بينما يبقى «مودي» و«توني» للمحافظة على جهاز اللاسلكي وانتظار الرسائل.
ذهب «روي» إلى مكتب حجز التذاكر بالفندق، لم يجد الموظفة المعتادة، وإنما موظف جديد لم يرَهُ من قبل. اعتذر له عن عدم وجود أي طائرات إلى أكواريري حتى مساء اليوم التالي، واقترح عليه أن يؤجر طائرة صغيرة خاصة … وافق «روي» … فطلب منه الرجل أن يكونوا في المطار في الساعة الثانية عشرة تمامًا …
صعد «روي» إلى أصدقائه في الحجرة، واصطحب معه «كيم»، وأخذ كتاب الشفرة، ووضعه في خزينة أمانات الفندق، ثم اتجها إلى المطار …
هناك وجدا موظف حجز التذاكر في انتظارهما، قادهما إلى طائرة صغيرة تستعد للإقلاع، وأخبرهما أن الطيار لا يعرف الإنجليزية، وأنه سيوصلهما إلى أكواريري في أقل من ساعة!
ارتفعت الطائرة. وجلس الاثنان في مكانهما بعد أن تنهدا بارتياح … وكان «روي» يجلس بجوار النافذة، أخذ ينظر حوله باهتمام، وفجأة قال: «كيم» … أليس من المفروض أن نتجه جنوبًا؟! … كيم: طبعًا! … روي: ولكن، انظر، إننا نتجه نحو الشمال!
وقف «كيم» … أسرع إلى كابينة الطيار، فتح الباب، وفوجئ بالشخص الذي أمامه، كان عدوهم الأشقر!
أغلق الباب، ونظر إلى شقيقه كان واضحًا أنهما قد اختطفا، كان الشقيقان قد تدرَّبا على الطيران من قبل، فهما من الطيارين المهرة، قال «روي» بعد أن نظر من النافذة: إننا فوق أخطر جزيرة ثلجية، ولكن يجب أن نتصرف، سأهجم عليه، وأمسك أنت مقود الطائرة … وبمجرد أن نسيطر عليها، سنحاول الهبوط ثم نتصل بالمطار في طلب النجدة …
فتحا الباب فجأة، واندفع «روي» مهاجمًا الطيار، ولكن الطيار تحرك بسرعة مبتعدًا عن طريق «روي»، الذي فقد توازنه، فتلقاه الرجل بلكمة ثقيلة في ذقنه …
أسرع «كيم» ليساعد شقيقه، واندفع نحو الطيار، واشتبكا، وسقطا بعيدًا عن آلة القيادة … وترنحت الطائرة، وبدأت تهوي في الفضاء، وصرخ الطيار في لغة سليمة: اتركني، أيها المجنون! سنموت جميعًا، دعني أسيطر على الطائرة!