الخدعة
جلس «روي»، استعاد وعيه جيدًا وسأل: ماذا وجدت؟
كيم: القطعة الضائعة … أمسك «روي» بقطعة صغيرة من الصلب، وأسرع يضعها في الجهاز، وفي دقائق … كان جهاز اللاسلكي جاهزًا للإرسال!
لم تمضِ مدة طويلة، حتى كان «روي» قد نجح في الاتصال بشرطة الشواطئ التي أخبرتهم أنها سترسل لهم طائرة في الحال …
وأنعشهم الأخبار، فأسرعوا يقفون خارج الطائرة غير مهتمين بالبرد، ومضت ساعة، ثم ظهرت طيارة الشرطة … قفز منها شرطيٌّ أسرع يطمئن عليهم … واصطحبهم في طائرتِه وهو يسألهم عمَّا حدث …
قص عليه «روي» قصة اختطافهم … ودوَّن رجل الشرطة ما حدث في محضرٍ رسمي … وهنأهم على نجاتهم … وسأله «روي» إذا كان من الممكن أن يوصلهما إلى أكواريري … فوافق الرجل بكل ترحاب …
بمجرد وصولهم إلى أكواريري … أسرعا إلى فندقٍ نظيفٍ فاستحما، وتناولا إفطارًا شهيًّا، ثم قرَّرا النوم ساعتَيْن … ولكنهما عندما استيقظا، كان النهار قد مضى كله … وبدأ المساء، غضب «روي» وقال: كان يجب أن نطلب من عامل الفندق أن يُوقِظنا …
أسرعا إلى عنوان «ريكس بارتون»، كان منزلًا صغيرًا في مواجهة مصنعٍ للأسماك في أحد الشوارع الضيقة في آخر المدينة …
قرعا الجرس فتحَت لهما البابَ خادمةٌ، أخبرتهما أن «ريكس» موجود، وقالت لهما إن شخصًا آخر قد حضر منذ قليلٍ ليقابله، ولكنه لم يجده …
دخلا إلى حجرةٍ في الداخل، وجدا بها رجلًا عجوزًا أصلع تمامًا يجلس على كرسي … رحب بهما … ثم تحدث في التليفون بصوت منخفض ولغة أيسلاندية لم يفهماها … ثم استدار إليهما …
وبدأ يقص عليهما قصة طويلة عن حياته، وعمله في البحار، وكيف تحطمت به المركب في سويسرا، ولاحظ الشقيقان أن القصة لا تنطبق على التفاصيل التي أخبرهما بها والدهما.
قال «كيم»: ماذا حدث بعد أن ذهبت إلى اليونان وعملت بها؟!
قال الرجل: ياه … أنت تعرف التفاصيل … عملت بها مدة ثم …
أكمل «كيم»: ثم ذهبت إلى تركيا … وسوريا … وأخيرًا … هنا …
قال الرجل: نعم … نعم … هذا صحيح …
نظر الشقيقان إلى بعضهما … أصبح واضحًا أن الرجل كاذب تمامًا، فهذه التفاصيل اخترعها «كيم» على الفور …
قال الرجل: كم المبلغ الذي سآخذه؟!
أجابه «روي»: خمسة آلاف دولار … سنرسل للشركة تقريرًا لترسلها لك … هيا بنا يا «كيم»!
صافحا الرجل، وخرجا … عند الباب كان الظلام مخيمًا، وفجأة اندفع شعاع من الضوء، سقط فوقهما … ثم شعرا بهجوم مفاجئ … وضربات متلاحقة، ولم يعودا يشعران بأي شيء!
بعد قليل … بدآ يستردان الوعي … وكانت الآلام في رأسهما تتزايد، واهتزت الرؤية أمام «روي» عندما فتح عينيه، ووجد وجه «مودي» يطل عليه … وسمع صوته يقول: اطمئنا أنتما بخير، لقد فرَّ المعتدون …
ومضت دقائق طويلة، قبل أن يستعيدا وعيهما تمامًا … وجدا نفسيهما وسط أكوام من الأسماك في المصنع المواجه … و«مودي» يقص عليهما ما حدث.
عندما تأخرا في العودة، استقل «مودي» طائرة عادية إلى أكواريري وقام على الفور بزيارة «ريكس بارتون»، ولكنهما لم يكونا قد وصلا، فقام بجولة في المدينة حتى حل الظلام وعاد إلى المنزل، ولاحظ وجود رجلين مختفيين في الحارة المجاورة … كمن قريبًا منهما يراقبهما، حتى خرج «كيم» و«روي» وإذا بالرجلين يهاجمانهما، ثم يجرانهما إلى المصنع، أسرع «مودي» وراءهم … ولكنهما عندما شعرا بشخص غريب، أسرعا يفران من باب جانبي …
عاد الثلاثة إلى الفندق … وناموا حتى الصباح، ثم استقلوا الطائرة إلى ريكجافيك …
وما إن وصلوا إلى باب الفندق، حتى رأوا منظرًا عجيبًا، كان «توني» يسير أمام الباب متثاقلًا بلا هدف … وعندما ناداه «روي» نظر إليه بنظرات غريبة غير مستقرة … ناداه مرة أخرى فاقترب منه مطيعًا كالطفل … صرخ «روي»: «مودي»! خذه إلى الفندق واستدعِ طبيبًا، إنه مخدَّر، تعالَ معي يا «كيم» إلى حجرتنا، أرجو ألَّا يكون جهاز اللاسلكي قد سرق!
عندما وصلا إلى باب الغرفة … شعرا بأن بداخلها شخصًا غريبًا، وضعا المفتاح في القفل بهدوء … وأدار «روي» المفتاح، ثم فتح الباب فجأة … وإذا به وجهًا لوجه مع عدوهم اللدود الرجل الأشقر، وزميله الذي أنقذه منهما في الجزيرة!