رجل البحر
لمعت نظرات الكراهية في عيون الرجلين، وفجأةً اندفعا ليلقيا بأنفسهما على الشقيقين، ونجح أحدهما في الخروج من الباب بينما قبض «روي» على الرجل الأشقر، ودخل معه في معركة، تمكن أخيرًا من القبض فيها على رأسه، وفجأة وجد في يده الشعر الأصفر، بينما اندفع الرجل هاربًا وقد ظهر رأسه أصلع تمامًا. أدهشت المفاجأة الشقيقين ولكنهما عادا يطاردان اللصَّيْن … اللذين كانا قد وصلا إلى المصعد، وأسرعا به إلى أسفل، وقفز «كيم» و«روي» السلالم … ولكن المصعد كان أسرع منهما … فما إن وصلا إلى الدور السفلي، حتى كان اللصان قد اختفيا … تمتم «روي» من بين أسنانه: يا لها من فرصة، لقد فشلت في القبض عليهما … كيف استطاع أن يخدعنا بشعره الأصفر، إنه نفسه «ريكس بارتون» المزعوم …
كيم: هو بعينه!
اتجها إلى «توني»، كان الطبيب قد نجح في إعادته إلى وعيه، وسمعاه وهو يضحك معه ويطلب منه ألا يشرب قهوة مرة أخرى مع الغرباء …
صعد الأربعة إلى الحجرة، وجلسوا يتناقشون … وفجأة رن جرس التليفون، وأمسك «روي» بالسماعة وإذا بصوت يقول: الشقيقان «كيم» و«روي راسي» … اخرجا من أيسلاند بسرعة! … وانتهت المكالمة.
نظر «روي» إليهم … وصمت الجميع، وأخيرًا قال «كيم»: يجب أن نتصل بأبي، ونخبره بما حدث …
روي: الذي يُحيرني هو لماذا يُريدون خروجنا من هنا، إن مهمتنا حتى الآن هي العثور على «ريكس بارتون»، لماذا ومن هم الذين يُريدون أن تفشل المهمة؟!
لم تصل المناقشة إلى جديد، وأخيرًا اقترح «توني» أن يخرج مع «مودي» في الهواء الطلق، إلى أن يتصل «روي» و«كيم» بأبيهما …
وبمجرد خروجهما، دخل «رافي» … صافحهما صائحًا أنه قد تمكن من العثور على الشخص الذي يبحثون عنه، نظرَا إليه في دهشة، فجلس ضاحكًا وقال: لقد قمت بأعمال المخبر البوليسي بدلًا منكما … تذكرت أن هناك بحارًا عجوزًا في الميناء يعرف تقريبًا جميع البحارة في أيسلاند، ذهبت إليه، وسألته عن «ريكس بارتون»، قال إنه يوجد «ريكس» واحد في أيسلاند اسمه «ريكس مارا»، ومارا معناها بحر، ربما يكون قد غيَّر اسمه عندما استقر هنا، وقد خرج للصيد عند الساحل الجنوبي!
قال «روي»: حقيقة ربما كان هو، يجب ألَّا نترك أي دليلٍ في بحثنا، سنتوجَّه إليه غدًا … شكرًا لك يا «رافي» …
وقف «رافي»: لا شكر على واجب، سأترككما الآن فورًا للقيام ببعض المهام … أراكما فيما بعد …
خرج «رافي»، وبدأ «روي» يعد الجهاز للاتصال بوالده، وهو يحمد الله على أن اللصوص لم يصلوا إليه، عندما اندفع «توني» إلى الحجرة صائحًا: تعالوا … هيا بسرعة … هنا شخص يجب أن تروه!
في لحظات كان يقودهم إلى أسفل، إلى صالون الفندق حيث وجدوا «مودي» يتحدث ضاحكًا إلى «سونيا» المضيفة الحسناء …
التفوا حولها مرحبين وصافحتهم بحرارة … وجلست معهم حول مائدة مريحة … همس «مودي» في أذن «روي»: ما رأيك، ربما كان في إمكان «سونيا» أن تساعدنا؟! … استدار لها «روي» وسألها: «سونيا» … نريد أن نصل إلى بحَّار، اسمه «ريكس مارا»، في الساحل الجنوبي، هل تستطيعين مساعدتنا؟!
قالت «سونيا»: بسيطة … سأرتب لكم كل شيء في الحال!
قامت إلى التليفون، وتحدثت فيه ثم عادت وابتسمت قائلة: إن عمي «سامبسون» هو قائد شرطة السواحل، وقد اتصلت به، وهو في انتظاركم ليقدم لكم كل ما تحتاجون إليه …
شكرها الشباب بحرارة، وبعد قليل استأذنت منهم لتعود إلى عملها …
صعد الأربعة إلى حجرة «كيم» و«روي» … وأخرج «روي» جهاز اللاسلكي، واتصل بوالده … وأخبره بكل ما حدث له … ورد عليه أبوه أن يكونوا على حذر، وأخبره أن الشخص الذي يطاردهم اسمه «كاري» … وأن عنده عددًا من جوازات السفر بأسماء عديدة وجنسيات مختلفة، كما أخبرهم أن الشرطة في أيسلاند تعرف أنهم مشتركون في قضية البحث عن رائد الفضاء …
أخفى «روي» جهاز اللاسلكي وقال: سأذهب أنا و«كيم» إلى عم «سونيا»، بينما يبقى «توني» و«مودي» للمراقبة هنا …
كان السيد «سامبسون» عم «سونيا» في انتظارهما، رجل متوسط العمر باسم الوجه رمادي الشعر، قابلهما مرحبًا وقال: يُسعدني أن أقابل أبناء أشهر شرطيٍّ سريٍّ في العالم، أعتقد أنه قد درَّبكما أحسن تدريب …
ابتسما سعيدَيْن بهذه المجاملة … وقصا عليه قصة «ريكس بارتون»، وقال «روي»: نريد أن نرى «ريكس مارا» … ربما كان هو …
قال «سامبسون»: حسنًا … إنه الآن يعمل في سفينة الصيد «الطائر الأسود» … وقد خرج إلى عرض البحر قرب الجزر الزجاجية … وسأرسلكما إلى هناك!
وسأله «كيم»: كيف سنذهب إلى هنالك!
قال وهو يشير إلى نموذج لمركب على المكتب: إنها نموذج لمركب الشرطة المتجول … وستسافر غدًا في رحلتها المعتادة، وهي أكبر المراكب عندنا، وتقضي في رحلتها أربعة عشر يومًا، ولكنكما طبعًا، لن تحتاجا إلى هذه المدة، وسنعيدكما بمجرد انتهاء مهمتكما في باخرة أخرى …
ثم ودعهما حتى الباب، وهو يؤكد عليهما أن يحضرا غدًا في الثانية تمامًا …
عندما عادا إلى الفندق، وجدا مفاجأة أخرى، رسالة ثانية من أحد المدعوين «ريكس بارتون» يسكن في مكان يسمى هاراجوريف، ويقول إنه ربما كان الشخص المطلوب …
احتار «روي»، ماذا يفعل، ولمن يذهب أولًا، وأخيرًا اقترح عليه «مودي» أن يذهب هو و«توني» إلى صاحب الرسالة، وأن يذهب «كيم» و«روي» إلى «ريكس مارا» …
وكان هذا هو الحل الأمثل …
اليوم التالي … في الثانية تمامًا … كان كابتن المركب في انتظار الشقيقَيْن، رحَّب بهما … وأخذ يدور بهما في المركب شارحًا لهما كل ما فيها، وكانت باخرة جميلة، أنيقة، ومريحة، ولاحظا وجود مدفعٍ في مقدمة المركب، وبعض الأسلحة.
قال الكابتن: إن كثيرًا من المراكب الأجنبية تدخل مياهنا الإقليمية لصيد السمك؛ ولذلك نهاجمها ونقبض عليها … فليس من المعقول أن نترك ثروتنا السمكية تضيع …
سارت المركب تخترق البحر، ومضت مدة، وقف فيها «روي» و«كيم» يشاهدان الطبيعة الفاتنة حولهما … وقال «كيم» سعيدًا: لقد بدأت أتمتع بالرحلة …
فجأة صاح الكابتن مناديًا عليهما … صعدا إليه بسرعة … كان ينظر بنظارة مكبرة، قال وهو يقدمها ﻟ «روي»: ها هي مركب غريبة قد دخلت مياهنا الإقليمية!
نظر «روي» في النظارة … ورفعها عن عينيه، ثم عاد ينظر مرة أخرى … وأخيرًا … صرخ: «كيم»! «كيم»! إنه المجرم «كاري»!