جيرترود يوحنا فوكر (١٨٧٨–١٩٦٨)
كانت جيرترود فوكر عالمة كيمياء سويسرية، ومن أُوليات الأساتذة الإناث في سويسرا (في برن)، وواحدة من أنشط الدعاة للسلم وكاتبة في حقوق الإنسان. كانت مجالاتها العلمية هي البحث في العمليات التحفيزية ومشاكل الكيمياء الحيوية، وكانت عضوة نشطة في اللجنة المعادية للحرب العلمية التابعة لرابطة المرأة الدولية للسلام والحرية.
•••
ولدت جيرترود يوحنا فوكر في ١٦ ديسمبر عام ١٨٧٨ في برن، وترعرعت في كنف أسرة من الأكاديميين ورجال الدين؛ فقد كان أبوها فيليب فوكر أستاذًا لتاريخ الدين والتاريخ بجامعة برن، وأمها ابنة راعي أبرشية. كانت الابنة الكبرى ولديها أخ واحد يدعى هيرالد وأخت واحدة هي إلسا. تلقَّت تعليمًا جيدًا نسبيًّا، بقدر ما يُسمح به للبنات في ذلك الوقت. وأرادت أن تدرس في الجامعة ضد رغبة والديها، واجتازت امتحان القبول كطالبة خارجية في ١٨٩٨. ومن ١٨٩٨ حتى ١٩٠٠ كانت تحضر دورات لتصبح مدرسة (لمدارس البنات). ومن ١٩٠٠ حتى ١٩٠٣ درست الكيمياء والأحياء في جامعة برن حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء برسالة عن الكيمياء العضوية، وكانت أول امرأة سويسرية تحصل على درجة الدكتوراه في جامعة برن. ومن ١٩٠٣ حتى ١٩٠٥ درست في جامعة برلين، ولكن كضيفة فقط؛ لأنه لم يكن مسموحًا للنساء بارتياد الجامعات في بروسيا (لم يُسمح بذلك رسميًّا إلا من ١٩٠٨-١٩٠٩). شاركت بين أخريات في الدورات التي يمنحها ياكوبس هنريكوس فانت هوف (١٨٥٢–١٩١١) وعالم الكيمياء الحيوية والصيدلي هيرمان تومس (١٨٥٩–١٩٣١).
بعد أن عادت جيرترود فوكر من برلين في ١٩٠٥، كان عليها أن تتعامل مع مشكلة البحث عن منصب أكاديمي، وهو أمر بالغ الصعوبة لأنها كانت امرأة؛ لذلك عملت أولًا في برن مدرِّسةً في مدرسة ثانوية. وفي ١٩٠٦ سألت عن إجراءات العمل محاضِرةً خاصةً في جامعة برن، وفي يناير ١٩٠٧، حصلت على ترخيص بتدريس تاريخ الكيمياء والفيزياء هناك، وكانت محاضرتها الأولى تحت عنوان «مشاكل بحوث التحفيز» التي وصفت البرنامج البحثي وأصبحت موضوعها البحثي للعقود المقبلة.
من ١٩١١ حتى تقاعدها في ١٩٥١ كانت جيرترود فوكر رئيس معمل البيولوجيا الفيزيائية-الكيميائية بجامعة برن، وبحثت هي وشركاؤها في المعمل مشاكل التحفيز، ودرسوا المشاكل الكيميائية الحيوية. بعد نشر الجزء الرابع من سلسلة «التحفيز» في ١٩٣١ في شتوتجارت، وأخيرًا في ١٩٣٣ أصبحت أستاذًا في جامعة برن.
أصبحت جيرترود فوكر مشهورة وحصلت على تكريم عالمي بسبب إسهاماتها في الحركة النسائية الداعية للسلم وحركة حقوق الإنسان. كانت منهمكة في هاتين الحركتين طوال حياتها؛ لذلك في ١٩٢٨، طلبت منها المحررة إلجا كيرن، الصحفية البلجيكية، كتابة سيرتها الذاتية والتي نشرتها في كتاب «نساء رائدات في أوروبا». وفي العشرينيات من القرن العشرين نشرت جيرترود فوكر عدة منشورات من أجل «اللجنة المعادية للحرب العلمية التابعة لرابطة المرأة الدولية للسلام والحرية» والتي تم توزيعها في البلدان المتحدثة بالإنجليزية والألمانية والفرنسية. على سبيل المثال، كتبت منشورًا بعنوان «جحيم من السم والنار»، مع رسم للفنانة الألمانية كيتي كولفيتس (١٨٦٧–١٩٤٥)، ووزعت منه مائة ألف نسخة في جميع أنحاء أوروبا. نُشر كتابها «الحرب المقبلة بالغاز السام» أولًا في ١٩٢٥، وبحلول ١٩٣٢ كان قد نُشر منه تسع طبعات، وعالجت فيه الحرب المقبلة بالغاز السام. كما ترجمت للألمانية تقرير اللجنة الخبيرة لعصبة الأمم، وفي الفصل الثالث، وصفت تركيب الغاز السام وآثاره، وتحريمه ومكافحته. وأرسلت طلبات للعلماء من مكتب جنيف التابع لرابطة المرأة الدولية للسلام والحرية؛ ولذا يمكننا القول إنها أصبحت معروفة جزئيًّا بفضل الإعلام المطبوع. وفي سويسرا حرصت جيرترود فوكر على توزيع منشوراتها على نطاق واسع بواسطة المكتب المركزي في جنيف، وكذلك بواسطة القسم السويسري من رابطة المرأة الدولية للسلام والحرية. وبعد ١٩٤٥ اندمجت جيرترود فوكر في حملة ضد أخطار الحرب النووية ومن أجل نزع السلاح.
كان موضوع البحث الرئيسي لجيرترود فوكر هو التحفيز. بين ١٩١٠ و١٩٣١ كتبت أربعة أجزاء من كتابها «التحفيز». علاوة على ذلك، قامت بنشر العديد من المقالات في سلسلة «المناهج الكيميائية والفيزيائية للعلماء الأحياء والفيزياء»، التي حررها إميل أبدرهالدن (١٨٧٧–١٩٥٠). في عشرينيات القرن العشرين، درست أيضًا مشاكل الكيمياء الحيوية، على سبيل المثال، آثار المواد الكيميائية في جسم الإنسان وبحوثًا عن العناصر الأساسية في النباتات عند استخدامها كعناصر دوائية. ونشرت آخر أعمالها، مجلدين بعنوان «كيمياء القلويات الطبيعية»، في ١٩٥٣ و١٩٥٦.
درَّبت جيرترود فوكر الكثير من طلبة الدكتوراه الذكور والإناث، كذلك أجرت بحوثًا لمشروعات كيميائية ودوائية في سويسرا، وكانت واحدة من رائدات الكيمياء العضوية في سويسرا. وباعتبارها نشطة في الحركة السويسرية والدولية للمرأة والسلام، شنت حملات ضد أخطار الحرب والحروب السامة والأسلحة النووية. ومنذ ١٩١٥ حتى وفاتها كانت عضوًا في رابطة المرأة الدولية للسلام والحرية، وتوفيت جيرترود فوكر في ١٣ سبتمبر عام ١٩٦٨ في مصحة الطب النفسي لبرافرجاي على بحيرة نونبرج.
المراجع
-
Ogilvie, M., Harvey, J. (Eds) (2000) The Biographical Dictionary of Women in Science. Pioneering Lives from Ancient Times to the Mid-20th Century, vol. 2, Routledge New York and London, pp. 1391–1393.
-
Poggendorff, Biographisch-Literarisches Handwörterbuch zur Geschichte der exakten (Natur)wissenschaften, vol. III (1898), vol. IV (1904), vol. V (1926), p. 1387; vol. VI (1937), pp. 2916-2917, VIIa (1956ff.), VIIb (1968ff.), pp. 1062-1063, Leipzig u. a.
-
Vogt, A. (2007) Vom Hintereingang zum Hauptportal? Lise Meitner und ihre Kolleginnen an der Berliner Universität und in der Kaiser-Wilhelm-Gesellschaft, vol. 17, Franz Steiner Verlag, Pallas&Athene, Stuttgart.
-
von Leitner, G. (1998) Wollen wir unsere Hände in Unschuld waschen? Gertrud Woker (1878–1968) in Chemikerin & Internationale Frauenliga 1915–1968, Weidler Buchverlag, Berlin.
-
Woker, G. Die Chemie der Natürlichen Alkaloide, Verlag Enke, Stuttgart, vol. 1 (1953), vol. 2 (1956).
-
Woker, G. (1928) Woker, Gertrud Johanna (Selbstdarstellung (autobiographical sketch)) in Führende Frauen Europas (ed E. Kern), Ernst Reinhardt Verlag, München, pp. 138–169 (with photo).
-
Woker, G. (1925) Der kommende Gift-und Brandkrieg und seine Auswirkungen gegenüber der Zivilbevölkerung, Leipzig (6–9 Aufl. Leipzig 1932).
-
Woker, G. (1913) Die Chemikerin in Das Frauenbuch, Frauenberufe und Ausbildungsstätten, Stuttgart, pp. 100–102.
-
Woker, G. Katalyse. Handbuch, Verlag Enke, Stuttgart, vol. 1 (1910), vol. 2 (1915), vol. 3 (1924), vol. 4 (1931).