أولا هامبرج (١٩١٨–١٩٨٥)
كانت أُولا مارجاريتا هامبرج (٢٠ أكتوبر ١٩١٨–٢٢ مارس ١٩٨٥) واحدة من أبرز علماء الكيمياء الحيوية الفنلنديين في فترة حياتها، وكانت رائدة شجاعة من رواد التعاون الدولي، وواحدة من أوائل دارسي ببتيد البراديكينين.
•••
من الأسباب التي شَهَرَتْ هامبرج طول ومستوى إسهاماتها على الصعيد الأجنبي والمحلي، وقد كتبت ثمانيًا من أوراقها البحثية المبكرة من ١٩٤٨ إلى ١٩٥٣ أثناء عملها مساعِدة للبروفيسور يو إس فون أويلر (١٩٠٥–١٩٨٣) (الذي حصل فيما بعد على جائزة نوبل في الطب عام ١٩٧٠) بمعهد كارولينسكا في استوكهولم. بعد ذلك انتقلت إلى ساو باولو في البرازيل بوصفها باحثًا مشاركًا في معهد الأحياء وكلية الطب جامعة ساو باولو من ١٩٥٤ حتى ١٩٥٨. وكان أهم من شاركوها في الكتابة البروفيسور إم روشا إي سيلفا. وقد قضت فترة بسيطة بجامعة ويسكونسين من عام ١٩٥٦ إلى ١٩٥٧ مع إتش إف دويتش، وتبعتها إقامة أخرى في كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية مع آي إتش بيدج من ١٩٥٩ إلى ١٩٦١. وكانت على صلة بجامعة هلسنكي من ١٩٥٩ ونشرت أوراقًا بحثية مع إيه آي فيرتانن (١٨٩٥–١٩٧٣) (الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام ١٩٤٥) ثم مع إيه فارتيانين وجيه إركاما. من عام ١٩٦٥ أصبحت عالمة مستقلة، وشغلت مناصب مثل عالم باحث في مجلس البحوث القومي للعلوم من ١٩٦٦ حتى ١٩٧٦، ومن يونيو ١٩٧٦ حتى وفاتها شغلت منصب أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة هلسنكي. وكانت قد حصلت سابقًا على منصب دائم أستاذًا مشاركًا للكيمياء الحيوية في جامعة توركو في ١٩٦٧ ولكنها استقالت منه بعد أقل من سنتين.
في ١٩٤٧، نشرت أول مقال لها مع فيرتانن حول نزع مجموعات الأميد من البروتينات النباتية. كان فيرتانن قد حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام ١٩٤٥، وكان شغله الشاغل هو الكيمياء الحيوية للنبات والتطبيقات الزراعية. ولكن أُولا كان لديها خطط أخرى؛ فقد غادرت معمل فيرتانن وذهبت إلى معهد كارولينسكا في استوكهولم لتتعلم علم الصيدلة والكيمياء الحيوية الحديث. وكان فون أويلر قد اكتشف النورادرينالين وبيَّن أهميته في توصيل الإشارات في الجهاز العصبي. ومن بين أعضاء المجموعة التي تعاونت معها أُولا أيضًا سوني بيريستروم، الذي اكتشف البروستاجلاندينات فيما بعد، وحصل مثل فون أويلر على جائزة نوبل.
كانت أهم إسهامات أُولا هامبرج منذ ذلك الوقت هي كتابة مقالات مفيدة عن النورادرينالين وفصله عن الأدرينالين (الإبينفرين). كما أثبتت أن النورادرينالين مدعم في لب الغدة الكظرية. في ذلك الوقت كان العلماء الاسكندنافيون ينشرون أبحاثهم في الجرائد الاسكندنافية؛ ولذا ظهر عملها الأشهر عن تحليل النورادرينالين في جريدة «أكتا فيسيولوجيكا سكاندينافيكا». ومع ذلك، فقد نشرت أيضًا في مجلة «نيتشر» و«ساينس» و«بيوكيميكال جورنال». ونظرًا لأهمية هذا العمل، فقد حظيت أُولا بالشهرة. وأرادت أن تواصل العمل في كيمياء البروتينات وانضمت إلى معمل العالم البرازيلي إم روشا إي سيلفا في بداية الخمسينات. وكان هذا العالم مشهورًا بسبب اكتشافه البراديكينين، وهو ببتيد يتكون من تسعة أحماض أمينية ويوجد في بلازما الإنسان.
يمتلك البراديكينين تأثيرات علاجية قوية؛ إذ يخفض ضغط الدم نتيجة توسيع الأوعية الدموية، وقد أثبتت باستخدام سم ثعبان أن البراديكينين يفرَز من بروتين ذي وزن جزيئي عالٍ في البلازما، وظهرت أهمية هذا الاكتشاف فيما بعد. بالإضافة إلى ذلك اكتشفت أُولا أن إنزيم التريبسين الحال للبروتين له تأثير مماثل، وينبع البراديكينين من الكينينوجينات، وأصبح من الضروري بالنسبة لها أن تواصل دراساتها عن البروتينات ذات الأهمية الوظيفية الموجودة في البلازما. ولذلك، فبعد إقامتها في البرازيل بدأت دراسة البلازمينوجين وتنشيطه، والبلازمينوجين هو المُوَلِّد المباشر للبلازمين، ويتكون من الانشطار الناتج عن التحلل البروتيني. وقامت بعزل اليوروكيناز واستخدمت البلازما المنشطة بالاستربتوكيناز للحث على تنشيط البلازمينوجين، وللبلازمين دور مهم في انحلال الفيبرين، وتعد آلية وتنظيم نشاطه ذات أهمية محورية.
وصفت أُولا في عدة مقالات تنشيط البلازمين وتكوين تركيبات معقدة من البروتينات في البلازما.
بعد ذلك عادت إلى بحث البراديكينين، ونشرت عدة أوراق بحثية عن الكينينات ومولدات الكينينات وتنظيمها.
يظل عملها المبكر مع فون أويلر هو أهم إسهاماتها العلمية. وقد تمتعت بخلفية صيدلانية، أدت إلى اهتمامها طوال مسيرتها العلمية بالمواد النشطة دوائيًّا، ولا سيما بروتينات البلازما والببتيدات المشتقة منها. حظيت أُولا باحترام كلِّ من عاصروها، ولكن أثناء فترة أبحاثها اللاحقة لم تواكب التطورات في كيمياء البروتينات. ومع ذلك، ظل عملها وصفيًّا، ويبدو أن الآليات الجزيئية لتشكيل الببتيدات كانت صعبة الحل بالنسبة لها، ورغم ذلك؛ فقد خرج من تحت يديها مجموعة جيدة من الطلاب الذين تخصصوا في بروتينات البلازما، وتُعتبر إسهاماتها العلمية متميزة، في ظل الموارد المالية المحدودة التي كانت لديها.
تمتعت قلة قليلة من عالمات الدول الاسكندنافية بشهرة مماثلة، وكانت أُولا بلا شك تُعتبر من رواد تطوير الكيمياء الحيوية في فنلندا، ومن الأهمية بمكان أنها بينت أن العالمات من النساء يستطعن تحقيق إنجازات كبيرة في البحث، وقد ألهمت هذه الحقيقة بالتأكيد الكثير من الطالبات ليتخذن المسار العلمي.
خصصت أُولا في وصيتها للجمعية الفنلندية للعلوم والآداب، التي كانت عضوًا نشطًا فيها، منحًا لأبحاث السرطان.
المراجع
-
Bergström, S., von Euler, U. S. and Hamberg, U. (1949) Isolation of nor-adrenaline from the adrenal gland. Acta Chemica Scandinavica, 3 (3), 305-305.
-
Hamberg, U. and Silva, M. R. E. (1957) Release of bradykinin as related to the esterase activity of trypsin and of the venom of bothrops-jararaca. Experientia, 13 (12), 489-490.
-
Hamberg, U. and Silva, M. R. E. (1957) On the release of bradykinin by trypsin and snake venoms. Archives Internationales de Pharmacodynamie et de Therapie, 110 (2-3), 222–238.
-
Virtanen A. I. and Hamberg U. (1947) On the splitting of the amide group from proteins – the amides of zein. Acta Chemica Scandinavica, 1(9), 847–853.
-
von Euler, U. S. and Hamberg, U. (1949) Colorimetric estimation of noradrenalin in the presence of adrenalin. Science, 110, 561-561.
-
von Euler, U. S. and Hamberg, U. (1949) Colorimetric determination of noradrenaline and adrenaline. Acta Physiologica Scandinavica, 19(1), 74–84.
-
von Euler, U. S. and Hamberg, U. (1949) L-noradrenaline in the suprarenal medulla. Nature 163, 642-643.