الفصل الثاني
من تاني ملعب
المنظر الأول
(مبروكة فقط)
مبروكة
:
دي عذِّبتْني ونشِّفِتْ رِيقي، وهيا زي الولاد الصغار، أجيبها من هنا تروح من
هنا، ما صدَّقت اللي أكَلْنا ودخَّلْتها في أوضتها تلبس، يخي أقول لكم الطشاش
أحسن من العما، أدحنا على كل حال عملنا لنا شغلة على الصبح وقضينا حاجة نكسب
منها كام نص، يخي دي باين عليها بتحبُّه من زمان؛ ما صدَّقْت لما قلت لها، قال
وكانت عاملة رُوحها ما هيش عارفة! يوه من النِّسا وحِيَلْهم وتُقْلُهم! اجرن
الخواجة نخلة بيقول لي دي ما تقولش حاجة، باين عليه هوَّا التاني فاهم بقلبها،
لما يا عيني بيقابلوا بعض كل ليلة في السهرة وعين الحب ما تتخبَّاش. أما الحاجة
مبروكة بردها بنت فن، أنا قلت له ان الست بنبة غيها على واحد تاني، فكأن البعيد
جن لما سمع الكلام دا، وقال لي: أنا الخواجة نخلة ما ارجعش في كلامي، وتربة
أبويا، إذا قضيتي لي المشوار دا يا حاجة أعطيكي عشرة فنتي. أما انا نصبت عليه
بعشرة جنيه. يخي خلينا دلوقت من العبارة دي، لما نشوف حكاية البربري ابن الكلب
ده ويَّا كعب الخير الزَّرْبونة؛ لأنه إذا ما صحِّتش عبارتهم خسرت عبارتي.
(تنده بصوت عالي) يا بو ريدة، يا بنت يا
كعب الخير، يا كعب الخير، تعالوا هنا الست عاوزاكم.
المنظر الثاني
(مبروكة وكعب الخير وأبور ريدة)
كعب الخير
(تدخل في يدها طاجن)
:
مين بيندهني؟
أبو ريدة
(يدخل ومعه مقشة)
:
ادهنا جايين نكنس وننفض.
مبروكة
:
تكنس إيه وتنفض إيه؟! جاتك البلاوي. (في
نفسها) البربري دا مخبل.
كعب الخير
:
انتي بيندهني ليه يا مي الهاجة؟
مبروكة
(في نفسها)
:
حتى الجارية التانية أمَرّْ ودق سبيل. (إلى كعب
الخير) انتي رايحة تفضلي من غير جواز لإمتا؟
كعب الخير
:
أنا ما بدكيش اتجوِّزي.
أبو ريدة
:
بجا راه تجد آزب؟! موش أهسن تتجوِّزي ويبجالك بنات وولاد؟!
كعب الخير
:
اكرسي موش شغلك انتي موش سامأ الباب بيكبَّت، روهي شوفي مين.
مبروكة
:
أيوا يا بو ريدة، رُوح قبلا شوف مين. (في
نفسها) يكنش الخواجه نخلة؟! حقَّا، صدق من قال: ذكرنا القط جانا
ينط.
أبو ريدة
:
ادهنا رايهين. (إلى مبروكة بصوت خفي) بس
في أرضك يا مي الهاجة، تهلي كأْب الهير ترضا (ثم
يخرج).
مبروكة
:
روح انتا ما تفتكرش. (إلى كعب الخير)
وانتي ادخلي المطبخ وابقي تعالي لما اندهلك.
كعب الخير
:
طيب يا مي الهاجة مفروكة (ثم
تخرج).
أبو ريدة
(يرجع)
:
دا الهواجة نهلة، والَّا فهلة، موش آرف، أهي واجف برَّا في الهوش.
مبروكة
:
قول له يتفضل، انا هنا.
أبو ريدة
:
هاضر (ثم يخرج).
المنظر الثالث
(مبروكة ثم نخلة)
مبروكة
:
أما الراجل دا باين عليه مُغْرَم صبابا! طيب ابن حلال دا أنا قايلة له يجي
بعد ساعة على الكلام، دا لازم يكون قدِّم
ساعته لاجل ما يجي يا عيني قبل الميعاد، مسكين! العشق يعمل أكتر من كدا، ودا
حتى لخمة في نفسه، عمْرُه ما عشق غير المرة دي، لكن جا يحصَّلْهم سبَقْهم. أما
الحاجة مبروكة دلوقت رايحة تتبغدد خلاصها. صحيح إن له عندي عشرة فنتي وأوعدني
يعطيني كمان عشرة لكن الخواجة نخلة راجل شبعان عنده أربعين فنتي وحياتي أنا في
الجزمة، أهو داخل لما نشوف شطارتي وياه، يعني رايح يلاقي ست أحسن
مِنْدي.
نخلة
(وهو على الباب)
:
دستور.
مبروكة
:
دستورك معاك، يخي ادخل ما حدِّش هنا غيري.
نخلة
(يدخل)
:
إزاي؟! والست بنبة فين؟ هيا خرجت برَّا؟
مبروكة
:
لأ، دي دخلت أوضتها.
نخلة
:
قولي لي شفتيها وكلمتيها قبل ما دخلت.
مبروكة
:
شفتها وكلمتها لكن …
نخلة
:
لكن إيه؟
مبروكة
:
يوه! يا عيني العجلة من الشيطان، يعني أنا ما عنديش شغلة غير شغلتك؟ اللي
يسمع كدا يقول دي رايحة تغنيني ولكم؟
نخلة
:
إذا ما كفوكيش العشرة فنتي أعطيكي عشرين.
مبروكة
:
يا دل كرم عشرين فنتي إيه؟! دا انا من بعد ما فُتَّك ندَهْني واحد تاجر تعرفه
بس ما احبِّش أقول لك على اسمه، سألني رايحة فين يامَّه الحاجة قلت له أنا
رايحة عند ستي بنبة. فنط وقال لي: إيه؟ حقَّا إذا حكيتي للست بنبة وخطبتيها لي
لأعطيكي تلاتين جنيه مصري كمان موش إنجليزي، أمَّا امَّك الحاجة يا خواجة نخلة
ما تبِعْش أصحابها، عندي أخدمك بلاش ولا آخُدْ من غيرك الأَلَفات، يعني يا بني
دي دنيا فانية، مين بيموت وياخدهم معاه؟!
نخلة
:
عشتي يامَّه الحاجة، مالك إلَّا رضا خاطرك، بس فهِّميني قالت لك إيه؟ قولي لي
الحق وحياتك وحياة العشرين جنيه الحُمْر دول (يوضع
يده في جيبه ثم يخرج المبلغ)، خُدِي.
مبروكة
:
يوه! لا هو انتا رايح تهرب يا بني؛ دول في الجيب، يعني انا كلي منين موش من
خيرك؟! والله أنا إذا خدمتك لا احمد ولا اشكر.
نخلة
:
وحياتي تاخديهم.
مبروكة
(تاخدهم)
:
بس أنا ما احبش أقهرك، بقا شوف يا سيدي احنا حكينا وتمِّمْنا.
نخلة
:
لما اروح افرَّح امِّي.
مبروكة
:
يخي لا ما تستعجلش، طولة البال كلها بركة.
نخلة
:
ليه هناك في مانع؟
مبروكة
:
يخي لا دا مانع بطال.
نخلة
:
السيرة إيه؟
مبروكة
:
الست عندها جارية وبربري خدَّام.
نخلة
:
طيب وايش دَخْلُهم؟
مبروكة
:
يوه! يا عيني، إن الله مع الصابرين إذا صبروا، بقا البربري عاشق الجارية
وبدُّه يتجوِّزها، أما بنت الزَّرْبون موش راضية فيه، فكان وقع في عرض الست؛
لأنه خدَّامها من قديم ومضبوط، فأوعدته وحلفِتْ له بأنها لازم ترضي الجارية،
أمَّا كعب الخير عنادية، دماغها وألف قبقاب قال ما تاخدش البربري.
نخلة
:
وإيش دخلني أنا بين كعب الخير وأبو ريدة، أما دي نادرة عجيبة تكتب بماء
الفسيخ!
مبروكة
:
قلت لي، بقا لما كلِّمْتها عليك وخلِّيتْها رضيتْ من بعد كل نفس زهقتها
الموت، لكن بعد إيه! بعد حين ومين لما فطَّرت قلبي قالت لي: أنا لا اخطب ولا
اتجوِّز إذا لم تنهي لي عبارة البربري مع الجارية. قلت لها: إيش دخل دا فدا؟
قالت لي: ما اعرفش، أهي كلمة.
نخلة
:
دا شي أسهل ما يكون، قولي لكعب الخير إن إذا رضيت أقطع لها عشر بدل باريس
وصوف وحرير من اللي يعجبها، وانتي تعرفي إن الجوار يعجبهم الغندرة.
مبروكة
:
أما دي شورة! أهي يا عيني الست طالعة من أوضتها، بس اسكت، اعدل طربوشك كدا
وابرم شواربك وبص لها كويس، وما تستحيش، مال وشك احمر؟!
نخلة
:
أما انا حاسس بنفسي خجلان، في عرضك كلِّميها انتي عواضي.
مبروكة
:
يوه! دا انتا باين عليك غشيم في الحب.
المنظر الرابع
(بنبة والمذكورين)
بنبة
(تدخل)
:
اديني لبست يامي الحاجة. (تشوف نخلة) ها
هوا اجا.
مبروكة
:
يخي قومي يا عيني، انتي مستحيَّة والَّا إيه؟! دا الخشو في الرجال يارث
الفقر، في النِّسا يارث ابصر إيه، وبالله عليكي، رايحة تختشي من إيه؟! الخواجة
نخلة تعرفيه، وإذا ما تكلمتوش بالحنك تتكلِّموا بالعين، يكنش مستحية مني، دانا
زي امك يا بنتي، يالله قيمي عنيك من الأرض. (إلى
نخلة) وانت التاني افرد طولك وقِيم راسك لفوق وبصوا لبعض، يوه!
هوا انتو ولاد كُتَّاب ولا إيه؟! (تمسك أيادي
الاتنين) سلِّموا على بعضكم كدا وانبهجوا وانسرُّوا، والله ما
قدَّامكم إلَّا الفرح، دا نهار مبارك.
بنبة
(وهي تسلم على نخلة)
:
انت شرفتنا يا خواجة نخلة.
نخلة
:
الشرف لنا، نحن اتشرفنا بمقابلتك.
مبروكة
:
أيوا كدا. (إلى بنبة) ساكتة ليه؟ ما تقولي
له كلمة غير دي.
بنبة
(تضحك)
:
اتفضل ارتاح (هي تجلس).
مبروكة
(إلى نخلة)
:
داه دي! ما بتقول لك اتفضل ارتاح، يعني اقعد يا عيني، انت عقلك فين؟ يوه
يبقا! ما حدش عشق غيرك؟! اقعد اقعد.
نخلة
(يجلس)
:
يا ست بنبة.
بنبة
:
نعم.
مبروكة
(إلى نخلة)
:
بتقول لك نعم، ما ترد عليها.
نخلة
:
أيوا أيوا، أنا بس كان بدي، كنت أريد، كنت عاوز.
مبروكة
:
كان بدك إيه وكنت عاوز إيه؟ ما تفسَّر.
نخلة
:
أريد أسأل عن صحة الست.
مبروكة
:
وما تقول لها إيش حالك. زي الناس اللي خلقها ربنا. (إلى بنبة) يا ستي، الخواجة نخلة قلبه عليكي، وبيسأل عن
كيفك.
بنبة
:
لله الحمد، أنا بخير.
نخلة
:
دا شيء يسرنا، إنشا الله دايمًا تكوني حايزة الصحة التامة.
مبروكة
:
إنشا الله ياعيني، إنشا الله دايمًا تكوني حايزة الصحة التامة، ربنا يجعل
عيشكم هنا وسرور، حقَّا بعد الفرح أمكم مبروكة تسيب الدلالة والبيع والشرا وتجي
تسكن عندكم.
بنبة
:
مرحبا بك، البيت بيتك.
مبروكة
:
عشتي يا ستي. (إلى نخلة) سامع الكلام
الحلو؟!
نخلة
:
الست بنبة مشهورة بالفصاحة، كل الناس تشهد لها بكدا.
بنبة
:
دا بس من لطفك.
مبروكة
(في نفسها)
:
الجماعة انفردوا.
نخلة
:
الحاجة مبروكة عرفتني انها أخبرت حضرتك بما تجاسرت بطلبه، وان جنابك من حسن
أخلاقك منِّيتي على داعيكي بما كان متعشِّم به، فجزاكي الله كل خير. أمَّا من
جهتي أنا كوني ميقنة، لأني ما أهمل في فعل منما تأمريني به، وأن أبذل غاية جهدي
حتى أجعل حياتك هَنا؛ لأن لله الحمد الخير باليزيد، ووالدتي اللي حضرتك ما
تجهليش طِيبة قلبها زاد فرحها وسرورها لما أخبرتها من كام يوم بأن مرادي اتأهل
بك، وقالت لي انها تعرفك غاية المعرفة من أيام المرحومة امك، وأن أحبَّما عليها
أن يكون لها كِنَّة صاحبة فضايل وذو لطف ورقَّة متل جنابك، فالعبد الفقير أهو
بين يديكي.
مبروكة
:
كل دا يا عيني كلام محرق يقطع القلب، يا كبدي عليك يا خواجة نخلة!
بنبة
:
برده عشمك في محله.
مبروكة
:
افرح بقا يا خواجة نخلة، افرح.
نخلة
(إلى بنبة)
:
يدك يا ستي لما اقبلها (يعزم على أخذ
يدها).
بنبة
:
العفو يا سيدي. (إلى مبروكة) أما احنا في
عبارة أبو ريدة، انتي عارفة بحلفاني.
مبروكة
:
يوه! الله يلعن أبو ريدة وساعة جا من بيلاده؛ دانتي ما نسيتهش.
نخلة
:
يخي لا دي عبارة قريبة، ما فهِّمتك يا ما الحاجة على الطريقة.
مبروكة
:
فاكرة، بس اسكتوا، وانا ان ما كنتش أفُضَّلكم المشكِل دا ما ابقاش الحاجة
مبروكة على بعضي، خدوا كراسيكم، واقعدوا على جنب، وانا أفرَّجْكم شطارتي، انتو
بتستهزوا فيَّا ولا إيه؟!
نخلة
:
أستغفر الله (يقرب كرسيه جنب بنبة).
مبروكة
(تنده)
:
يا بو ريدة، يا بو ريدة، تعالى يا بو ريدة.
نخلة
(إلى مبروكة)
:
انتي بتندهي أبو ريدة ليه؟ الراجل راضي ما بيقلش حاجة.
مبروكة
(إلى نخلة)
:
دا شي موش شغلك. (تنادي) يا بو
ريدة.
المنظر الخامس
(أبو ريدة ثم المذكورين)
أبو ريدة
:
مين بيندهيني؟ هما المسماسيلات جاتت؟
نخلة
(إلى بنبة)
:
المسماسيلات دول إيه يا ستي؟
بنبة
:
ستات افرنك أصحابي، عازماهم للغدا.
مبروكة
:
احنا ما احناش في المسماسيلات يا بو ريدة، احنا في جوازك.
أبو ريدة
:
اتجوِّزيني يا هاجة، اتجوِّزيني؛ أهسن الهُب مموِّتْيني.
مبروكة
:
يو! أنا أتجوِّز بربري؟! بعد الشر! البركة بابو ابراهيم جوزي، والَّا قالوا
لك قِلَّة رجَّالة؟!
أبو ريدة
:
لا موش انتي اتجوِّزيني، اهنا ما نفسناش في العجايز.
مبروكة
:
هوا انا عجوزة يا بربري؟! جاك عجز في عينك! والله، ما تستاهل إني أتوسَّط لك.
(إلى بنبة) أقول لك يا ستي، والله، يا
خسارة كعب الخير في البربري دا!
أبو ريدة
:
كأْب الهير هسارة فينا؟! آه! الهُب الهُب، هوا الهُب اللي بسمَّأْنا الكلام
الجاسي المر، اهنا وجَعنا في أرضك يا هاجة مفروكة اشفَجي ألى أبو ريدة.
نخلة
:
سامحيه يا حاجة، على شان خاطرنا.
مبروكة
(إلى نخلة)
:
والله، لولا خاطر عيونك يا خواجة نخلة ما كنت أتوسَّطله واكلم له كعب
الخير.
أبو ريدة
:
أيوا يامه الهاجة، على شان هاطر أُيون الهواجة نهلة كلِّمي لنا كأْب
الهير.
مبروكة
:
طيب بس المهر فين؟
أبو ريدة
:
المهر أهو في جيبنا، انتي يهسب اهنا مفلِّس. (ثم
يُخرج من جيبه ريالات) افتهي إيدك ياما الهاجة الأجوزة.
مبروكة
:
قلت لك ما تقولش عجوزة، ما عجوز الَّا انتا.
أبو ريدة
:
طيب افته إيدك يا صبية.
مبروكة
(تفتح يدها)
:
وادي إيدي.
أبو ريدة
(يَعدُّ)
:
واهِد، الله واهد، اتنين، أبو ريدة وكأْب الهير.
نخلة
(إلى بنبة)
:
حتى بربريكي لطيف يا ستي.
بنبة
:
أنا باحبُّه على شان بيضحكنا، وغير كدا بقاله عندنا زمان.
نخلة
:
خدَّام الأمين لا بد من مجازاة.
أبو ريدة
(إلى مبروكة)
:
بجا اهنا جلنا كام؟
مبروكة
:
قلنا اتنين.
أبو ريدة
:
صهيه يا صبية صهيه، بجا واهد الله واهد، اتنين أبو ريدة وكأْب الهير، تلاتة
اهنا وأمي مفروكة، أربعة وستي بنبة ويانا، همسة والهواجة نهلة ألى البيئة، وبس
ما بجاش معنا ولا همسة.
بنبة
(إلى مبروكة)
:
رجعي له فلوسه؛ المهر دا عليَّ. (تعطيها عشرين
ريالًا) خدي.
أبو ريدة
:
كتر هيرك يا ستي، الله يهليكي. (يقول إلى
مبروكة) هاتي لنا بجا الهمسة فرانسا يا هجَّا.
مبروكة
(تَضَع جميع الريالات في جيبها)
:
بعدين؛ يعني انا رايحة أهرب بهم ولا رايحة آكلهم؟!
أبو ريدة
:
لأ، اهنا ما نشككوش، هات الريال بتوعنا.
نخلة
(إلى أبو ريدة، يعطيه الريالات من جيبه)
:
خد.
أبو ريدة
(ياخدهم)
:
تنك طيبة يا هواجة.
مبروكة
:
والله خسارة فيه! طيب روح انده لي كعب الخير.
أبو ريدة
:
لا لا، إذا اهنا اندهتو ما يجيناش، اندهتيها انتي.
مبروكة
:
على عيني، بس كدا؟! (ثم تنده) يا كعب
الخير.
المنظر السادس
(كعب الخير والمذكورين)
كعب الخير
(تدخل)
:
ثم يا ستي الجدا لسا ما كلصتوش.
مبروكة
:
إحنا ما احناش في الغدا، إحنا في ابو ريدة قال بدُّه يتجوِّزك، والمهر أهو:
عشرين ريال (توريهم لها).
كعب الخير
:
يروه تدِّيهم لبكيتة اللي تهبَّها، اهنا ما اهناش عاوز الفلوس بتاعه، كلِّيها
تجوري هيا ويَّاهم.
بنبة
(إلى كعب الخير)
:
بخيتة إيه انتي التانية؟! أبو ريدة ما يحبِّش غيرك.
نخلة
(إلى كعب الخير)
:
أبو ريدة جدع لطيف، وتستاهلوا بعض، انتي اتجوِّزيه والجهاز تعالي عندي بكرة
في الدُّكَّان ونقي اللي يعجبك من حرير واسطوفة وصوف.
مبروكة
:
معدن والله، بركة يا بنتي، ما اكون منك لارضا.
كعب الخير
:
ما ارديش والسلام.
أبو ريدة
:
ما ترضيش والله، رايهين نأمل زي الكانتو، يا كأْب الهير ترضي تتجوِّزيني بجا
شوفي لما أجول: ألا أونة، وألا دوه، وأهصل لجولة ألا تريه وانتي تجولي لأ،
والله، وهياة النبي يموِّت نفسنا فطيس، يلا أدِهْنا ألا أونة يا كأْب الهير
تتجوِّزينا؟
كعب الخير
:
جلتي لكي لأ.
أبو ريدة
:
ألا دوه، يا هبيبتي يا كأْب الهير، تتجوِّزيني؟
كعب الخير
:
جلتي لكي لأ.
أبو ريدة
:
اسها دي الآهِر يا كأْب الهير، واذا كلتي لأ. يموِّت نفسنا فطيس ويبجا ذنبنا
في رجبتك، ألا تريه، تتجوزينا يا كأْب الهير؟
نخلة
:
أنا في عرضك يا كعب الخير، قولي له أيوا. أعطيكي اللي تريديه، أعمل لك بدلة
بقصب.
بنبة
:
بلا دلع يا كعب الخير.
مبروكة
:
يوه! دي الجارية بتعزِّز كأنها بنت أمير! حتى الجوارِ لهم يوم، يوه جاتك
اخاشة.
أبو ريدة
:
ما ترضي بس جولي أيوا.
كعب الخير
:
أنا جلتي لكي لأ.
مبروكة
:
يو! بخاطرها، أنا أجيبلك ست ستها، والله، ما اجوِّزك الَّا جارية واحد
باشا.
أبو ريدة
:
لأ، اهنا ما نفسناش الَّا كأْب الهير.
كعب الخير
:
انتي نفسك في بكيتة، روهي أوجدي ويَّاها.
أبو ريدة
:
راه تشوفي. (يقلع عمته من فوق راسه ويعقدها في
رقبته، ويعطي الطرف منها إلى مبروكة والطرف الآخَر إلى كعب الخير
ويقول) امسكوا طيب بجا، راه تتجوِّزينا يا كأْب الهير ولا
لأ؟
كعب الخير
:
جلتي لكي لأ.
أبو ريدة
:
بجا شوفوا انتو الاتنين، انتو يشدوا. (ويعقد العقدة
في رقبته طيب وينخنق ويدلي لسانه ويقول) كمان كمان، لسا ما متناش
فطيس.
مبروكة
:
يا دهوتي! دا احنا بنخنق البربري، ودلوقت عفريتُه يطلع هنا، ونروح فين من
الحكومة؟! (تسيب ما في يدها ويد كعب الخير ثم تقول في
نفسها) أما ادي الحب الجد بتاع قديم الجدود، شوفوا ازاي رايح
يموِّت نفسه يا عشتني. (إلى كعب الخير) ارضي
بقا يا بنت الزَّرْبون، جاتك داهية!
كعب الخير
:
ما نرضيش والسلام، يروه لبكيتة.
أبو ريدة
:
ادهنا رايهين لبكيتة، بس جيف وانتو تشوفوا أجايب شجل الرجال. (يروح ويرجع بيده سكينة) بجا تاهديني ولا
لأ؟
كعب الخير
:
ما اهدكش، ما اهدكش.
أبو ريدة
:
الله أكبر، موت يا بو ريدة فطيس من الهُب. (يرفع
يده بالسكينة ويعزم على ضرب نفسه).
كعب الخير
(تمسك يده ثم تحوشو وتقول بحرقة)
:
انتي بجا بتهبِّيني يا هبيبي، وراه يموِّت نفسك ألى شاني، راه أكوديكي،
أكوديكي.
مبروكة
(تزغرط)
:
عقبال عند الحاضرين.
نخلة
:
دا يوم مبارك.
مبروكة
:
بفرحك ويا الست بنبة، الله يجازي البرابرة وحبهم!
كعب الخير
:
بجا أقبال أندكم يا هواجات النهار ده راه نكتبو الكتاب (ثم ترقص).
أبو ريدة
:
وتزربوا برابرة سجيرين يهدموا سياس أندكم يا هواجات.
(تم بخير.)