الفرق والمذاهب المسيحية منذ البدايات حتى ظهور الإسلام
«من المعلوم، بحسب العقيدة المسيحية، أن السيد المسيح اجتمع فيه اللاهوت والناسوت؛ الإله والإنسان. والغاية من هذا هو أن يتألَّه الإنسانُ الخاطئ، وبذلك ينجو من آثار الخطيئة، وأهمُّها الموت الذي هو ثمرتها.»
اتَّسمت العقيدة المسيحية بتعدُّد كَتَبة كِتابها المقدَّس، فقد دُوِّنت الأناجيلُ في القرن الثاني الميلادي وقُسِّمت إلى قسمَين؛ أناجيل معتمَدة وهي أربعة: متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا؛ وأناجيل غير معتمَدة ومنها: بطرس وتوما ومريم. وقد جاء هذا الكتاب ليفتح الباب على مِصراعَيه للبحث في الأناجيل المتعدِّدة، والتعرُّف على المذاهب المسيحية وتطوُّرها التاريخي. ويرى المؤلِّف أنَّ نشأة المسيحية في أجواء الحِقبة الهلنستية — حيث سيادة الثقافة الإغريقية في بلاد المشرق العربي، وتفاعُلها مع ما استقرَّ فيها من ثقافات موروثة — كان لها تأثيرٌ كبير في التفاعل بين الإيمان والفلسفة، أخرَج الديانةَ المسيحية من الإيمان البسيط إلى اللاهوت المعقَّد، وأدَّى إلى تشعُّب المذاهب وتعدُّد الرُّؤى المتعلِّقة بطبيعة «يسوع المسيح».