مايازوكوف
عندما خرجت من المُدَرَّج كانت الساعة تُشِيرُ إلى العَاشرة إلا ثلثًا، وأنا أَتَّجِه إلى محطة الباص، سمعت صوتًا نسائيًّا يناديني: نحن هنا.
إنه صوت سارة حسن، الذي تميزه بحة خفيفة.
– كنَّا ننتظرك منذ وقت طويل، رُبَّما منذ بدء مُحاضرتكم مباشرة.
سارة حسن، آدم وحافظ ومعهم أيضًا صديق يكتب الشعر، أعرفه منذ أن حضرت إلى الجامعة، وهو أمين محمد أحمد، كانت معهم أيضًا نوار سعد، التي تشع جمالًا وحيوية وهي تقفز هنا وهنالك كغزالة شاردة، ولم يكن بصحبتهم مايازوكوف أستاذ النحت المجنون والأكثر عقلًا من الجميع، قالت لي سارة: لدينا مشوار مهم ونريدك معنا. قلت: لكني سأعود إلى الغابة، فالمُختار في انتظاري اليوم وأنا لم أره منذ ثلاثة أيام.
قالت سارة في إصرار: لا … اليوم هو يوم مايا العزيز، هل تعلمين أين مايازوكوف؟
– إنه في منزله يحتفل بالذكرى السَّادسة لوفاة صديقه المغني السوري مداح المداح، ألا تتشوقين إلى احتفالات مايا العزيز؟
وقبل أن تسمع رأيي في مسألة الذهاب زجَّ بي الأصدقاء زجًّا في باص الجامعة، الذي كان ينتظرني مشحونًا بالطلاب وأساتذة الفنون وآخرين من المجانين الذين انفجروا بالغناء والصفير، وأيضًا الصراخ والزغاريد.