في الروح
في الحق احتفال مايازوكوف السَّنوي بيوم صديقه مداح المداح؛ له إغراء لا يُقاوم، فهو مهرجان للخبل والعته والجنون، مهرجان للانطلاق، مهرجان للرُّوح، أو كما تقول نوار سعد: مداح المدَّاح كان مُغَنيًا سهل الروح، صعلوكًا ومَرِحًا، لا يعرف الحزنُ لقلبه سبيلًا، وكان يُحِبُّ كل شيء: المأزق، حرب حزيران، المرأة، السلام والخمر، ولو أنه كان يعشق جمال عبد الناصر إلا أنه كان لا يرى في الصراع العربي الإسرائيلي إلا سوء تفاهم، مجرد سوء تفاهم بين طفلين لأم واحدة وهي الأرض.
في الحق لم ير أيٌّ منا مداح المداح، ولكن من خلال الاحتفال السنوي بذكراه.
كان المحاضرون ومايازوكوف والمغنون والأصدقاء الذين يفِدون من سوريا خصِّيصًا لحضور مهرجان مايازوكوف، كانوا يحصرون كل شاردة وواردة في حياة مداح المداح بدءًا من أسلوبه في الغناء، انتهاء بنسائه واستمنائه.