وجه المختار
بصعوبة صدقت عيني عندما ظهر فجأة وجه المُختار من بين الحضور، سألته من الذي أخبرك بالاحتفال؟
قال: أرسل لي مايازوكوف، ولو أنني لم أنس تاريخ وفاة المداح لأنني كنت أنتظر مجيئك إليَّ بالغابة لنأتي معًا، وعندما أسرفت في التأخر جئت.
هل فاجأتك؟
كنتُ أتمنى أنْ يقول لي: «لقد اشتقت إليك.» بدلًا من … «هل فاجأتك؟» وكنت أعرف أنَّه اشتاق إليَّ حقًّا، ولكنه لا يفصح عن مشاعره أبدًا، وبحسِّ المرأة في ذلك الحس المرهف الذي لا يخطئ أعلم علمًا باطنيًّا أنه يحبني، ولكن …
لماذا عليَّ أن أفكر هكذا؟ قلت له: إذن لقد التقيت مايازوكوف؟
– كنت معه قبل قليل، إنَّه شخص مُدهش كُلَّما ألتقيه أكتشفه من جديد، أين نوار سعد التي قلت لي عنها كثيرًا؟
– هل تشتاق لرؤيتها؟
قال بتحفظ: لقد أخبرتني عنها كثيرًا.
قلت: إنها كانت معي قبل قليل، ولكنها ذهبت في صحبة صديق إلى جهة ما داخل هذه الغابة، ولكنها ستحضر وستراها. قال: تقصدين البابايات والمحريب؟! إذن فلنذهب نحن إلى بئر الموسيقى نستمع لخرير المياه ونطعم طيور الود أبرق النعسانة المنزعجة بالضوء … قلت: أحب أن ألتقط بعض ثمار الباباي على موسيقى البئر، كم يكون ذلك رومانسيًّا.
– لا أدري لماذا في هذا اليوم بالذات كانت تتملكني شهية طارئة وملحة للغزل، ليس للتجانس تمامًا، ولكن لشيء قريب من ذلك، ولو قُبلة عميقة على عشب المحريب، ولو همسة.