احذروا الأنبياء الكذبة
صعد شاب على شجرة تبلدي عِملاقة نادى في الجمع أن يجتمعوا إليه؛ فتجمعنا قال وهو يمسك ثمرة تبلدي بيده: أنا شَخْصٌ مثلكم شخص عادي، كأي صفصافة، كأي شجرة عرديب بهذه الغابة.
كالرِّيح.
شخص عادي.
وأنتم، وأنتم أيضًا أشخاص عاديون وطيبون، وعرفت ذلك من طريقة مشيكم وأسلوب تناولكم لعرق وعصير العرديب الذي حباكم إياه مايا العزيز.
فأنتم عاديون وطيبون …
لكني إذا ادعيت النبوءة، بلا شك ستتحولون إلى ماكينات للأسئلة، ماكينات شرسة، وتراجعون ذقني ولبسي ورباط حذائي وتهمسون لبعضكم: أشربَ كثيرًا من عرق العرديب أم إنه لا يسكر؟ ولكني أعرف أنَّ السيد المسيح عيسى بن الإنسان هتف فيكم قائلًا: «احذروا الأنبياء الكذبة.»
وأنا واحد منهم، نبي كاذب فاحذروني.
ثم أخذ يأكل ثمار التبلدي بكل هدوء وطمأنينة، ويبصق البذور على رءوسنا، نحن الذين جئنا للاستماع إليه تحت شجرة التبلدي العملاقة!
سخر منه البعض، صدقه رجل مغرم بالنور عثمان أبكر، كذَّبه البعض وقال عنه آخرون: إذا صدقناه فإننا اعترفنا بنبوته الكاذبة، وإذا كذبناه نصبناه نبيًّا صادقًا، وإذا ضحكنا عليه كأنما ضحكنا على أنفسنا.
ثم التقينا بأمين محمد أحمد، وكان في صحبة سابا تخلي الحبشية صديقة نوار سعد، قال إنه ناقش مدعي النبوة هذا من قبل، وطلب منه معجزة تُبرهن بعثه إلينا، فرد ساخرًا: لقد انتهى زمن المعجزات بعد أن خلق الله أمريكا وهيأ للإنسان الكمبيوتر، عدسات العيون اللاصقة والكوندومز.
قال أمين إنه وسابا سيزوراننا بالمحراب، قالت سابا للمختار: إذن أنت رجل الغابة الذي نعرفه ولم نره؟ قال مبتسمًا: أنا هو بالتأكيد، كما أنك سابا تخلي حفيدة عشيقة رامبو التي نعرفها ولم نرها.
أما أنا فقد قابلت سابا عدة مرات مع نوار سعد في منزلها الخاص «بالحلة الجديدة» فهي فتاة جميلة وذكية وحبشية.