تفحص وجهي
تفحص وجهي جيدًا، حملق في عيني مليًّا، ثم طلب من زوجي ومَنْ بالحجرة الخروج، وعندما غادر آخرهم قال لي بهدوء: اسمي محمد المختار، ما اسمك؟
ثم أخذ مَجلسًا قُرب رَأسي وأخذ يتلو: سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ، ثم تحدَّث بشكل متواصل عن أشياء عادية جدًّا ومتنوعة، وكان غالبًا ما يسألني عن رأيي فيما يقول مرددًا: أليس كذلك؟ ثم يُواصل حديثه بحرفية وثقة وبيقين تام، مرة كنت أراه يعبث بعمق، ومرة كنت أحسه كنبي، قال: تحدثي عما تشائين.
حدثته عن السفر الطويل، الطويل نحو بلد بعيدة عن رجل قصير وسيم ينتظرني في نهاية الطريق لأهبَه بنتًا جميلة، رجل ميت.
حدثته عن طارق الباب الذي لا أحد! حدثته عن خطوات الأشخاص غير المرئيين، حدثته عن نور الدين زوجي وقُلتُ إنه لا يُطاق، وإني لا أحبه، وإنه وأبي قتلا محمد آدم. قال: ومن هو محمد آدم؟
داوم على زيارتي في البيت من حين لحين …
اختفى ولم أره إلا عندما جاءني في الجامعة، وبعدها لم نفترق …