ما يشبه صديقتين
علاقتي بنوار سعد توطدت بشكل غير متوقع، وأصبحنا ما يشبه صديقتين، كان يُعجبني فيها صدقها وصراحتها وثقافتها أيضًا، ولكنها تزعجني عندما تبدي رغباتها الجنسية، ولا تتردد إطلاقًا في أن تقول لرجل أعجبت به: أنا أريدك!
تقولها بأي أسلوب، وهي بارعة في استخدام الأسلوب المناسب مع الرَّجل المُناسب، كانت تقول إنَّ الرجال ثلاثة: رجل جريء يبدي رغبته بشكل مباشر وواضح، فهو مبادر.
رجل خجول لا يبدي رغبته بشكل واضح، ولكنه يلمح تلميحات تستطيع المرأة الذكية التقاطها والتفاعل معها دون أن تشعره بالحرج، فهو لماح.
رجل جبان مشحون بالرَّغبة إلى صوف رأسه، ولكنه ما في نفسه شيء، ولا يلمح ولو تلميحات غامضة مبهمة، بل يظل ساكنًا كعلبة الكبريت وفي قلبه النار فهو مُتعب.
كانت نوار سعد تفضل الرجل النحيف المثقف، ويا حبذا لو كان برأسه قليل من الشيب، لا تستطيع أن تُقاوم إغراء رجل عقب في ندوة بشكل جيد ينم عن ثقافة ووعي بالأشياء ونضج، وتكره نوار سعد رجلين: جاهل، وعلى حد تعبيرها: «لا يعرف كوعه من بوعه.» والرَّجل الآخر: العسكري، ولأنَّها تعتبره شخصًا لا تكتمل فحولته إذا لم تكن بقربه آلة تحسم الحوار لصالحه بإسكات الآخر للأبد.
وهي دائمًا جميلة، جميلة جدًّا كروح فراشة، وهي دائمًا رقيقة بها أنوثة دافقة «وهذا سلطانها» كما يؤكد أمين محمد أحمد: «بها أجمل رمش رأيته في حياتي.» وكانت تقول بأنَّ جمال الرجل ليس في شكله مثل المرأة، لا، فقد يمتلك الرجل القبيح الشكل جاذبية تتواضع أمامها جاذبية ووسامة المقنع الكندي، وبهاء طلعة يوسف النبي.
وكنت دائمًا ما أُحرج عندما تجرني جرًّا لمخاطبة شخص لا نعرفه، وكل ما يصلنا به هو جاذبيته أو رائحة إبطه، لا أكثر، وبالرغم من ذلك كنتُ أجد فيها صديقة وفية، صادقة، صريحة وواضحة.