في الأشياء الأخرى
بحديقة مايازوكوف أشجار العرديب شامخة كنحت آلهة لمثَّال سكران …
بحديقة مايازوكوف أشجار الصفصاف عليها البجعات والسنبر.
بحديقة مايازوكوف معمل عرق العرديب وأطيار الكلج كلج، والنعامات والحبارات، وأيضًا ما يطير من أحلامه الكثيرة في فراغات الدنيا …
بحديقة مايازوكوف الأرانب والسلاحف وأشجار الباباي تتوسط عشب المحريب العطري.
بحديقة مايازوكوف الشمس على هامات العرديب والتبلدي والجبيل المرح الحارس لبئر الموسيقى ونصب مداح المدح.
بحديقة مايازوكوف نصب مداح المداح والريح نائمة في ظل أناشيد الرُّعاة السوريين وأساطير الآشوريين.
بحديقة مايازوكوف الورد الإنجليزي ينتظم الممر إلى حجرة نومه والأرض نجيل البنذيما …
بحديقته هو، وجدناه جالسًا بالصالون وحيدًا مشحونًا بالأشياء مهمومًا. نهض من مجلسه مُبتسمًا وقبض على أيدينا بحرارة وحُبٍّ، قال له حافظ: إنك تبدو حزينًا أليس كذلك يا سارة؟
قال مايا العزيز مُبتسمًا: هذا صحيح إنَّهم يطلبون مني مغادرة البلاد.
قلت وسارة في آن واحد: لماذا؟! وماذا فعلت لكي يطردوك؟
– بالتأكيد لم أفعل شيئًا، وإنهم لا يحتاجون لمبرر لطردي.
فلا حقَّ لطائر بنخلة البستاني، ولو أنَّه بنى بها عشًّا من الذَّهب، قال الجملة الأخيرة بمرارة وحرقة.
لمايازوكوف أصدقاء وزراء وقضاة، شُعَراء شيوعيون وليبراليون ورجعيون أيضًا، لمايازوكوف أصدقاء صعاليك، ولكنه أكد لنا أنَّه لن يذهب لأحد يحميه … قال: لا أدري متى سأغادر؟