في الغابة
تجولنا بالغابة زرنا مزرعتنا على الشاطئ، تحدثنا عن أشياء متنوعة ومُتعددة، وعن الحب والثورة والاستشراق وعن الهند وعن الجوعى والمشردين وظاهرة التسول بالعاصمة، وعن سعر الدولار وهبوط قيمة صرف العملة الوطنية بشكل مخجل أمام كل عملات الدنيا، وكانت نوار سعد بأناقتها ولباقتها وحريتها في التحدث؛ أكثرنا عطاء وثرثرة إلى أن اصطدمت أخيرًا بالمختار، ذلك عند منتصف الليل، نهضت من فراشها، شعرتُ بها فسألتها: أتودين الذهاب إلى المرحاض؟
لأن المرحاض كان بعيدًا بعض الشيء، وربما احتاجت إليَّ كي أوصلها، ولكنها قالت: سأذهب إلى المختار …
– ماذا تفعلين؟! هو نائم في هذه الأثناء.
قالت وهي تخرج: أريده … أريده … ألا تفهمين؟
فتركتُها وشأنها لأنني أعرف النتيجة مسبقًا، ولكنني لم أستطع النوم إلى أن عادت وهي تجهش بالبكاء.
وعند الفجر ذهبت.