وداع الطائر
هذا اليوم لن ينساه واحد مِنَّا، نحن أصدقاء مايازوكوف وعصافير جنته، وهو يوم وداع الطائر الجميل مايا العزيز.
قيل إنه استيقظ عند الفجر حينما خرج إلى حديقته ليودع أشجار التبلدي والعرديب والبابايات، وأيضًا أرانبه المنتشرة تحت أعشاب المحريب العطرية.
نعاماته وحباراته، سلاحفه المعمرة التي أتى بها من جبال أثيوبيا البعيدة، كان يَحتَضِنُ أشجار الباباي والعرديبات الباسقات، يقبل سوقهن كأنهن نساء حبيبات …
ويبكي.
كان مايازوكوف رجلًا عاطفيًّا وإنسانًا رائقًا كالنسيم، عاش عمره عازبًا، ولكنه يمتلك كل شيء ولا يمل، فقلبه شارع عام، وملك مشاع لا تحده جدران السياسة أو الفكر، وبيته كقلبه، بيت لجميع الناس، أبوابه مشرعة.