في الريح
لا تزال السماءُ تُعلن عقرها فتحبل السحابات البيضاء بالريح والانتظار.
ولا تزال الأشجارُ الرَّمادية النَّائحة تصرخ عندما تحتك فروعها بفروعها بالريح.
الريح موسيقى العطش.
والريح لا تزال تأتينا من الشمال، وتحترق الغابة وتغلي المدينة فتعز مياه الشرب، يعلن الراديو أنَّ هيئات الإغاثة العالمية في طريقها إلى البلاد، تصحبها البواخر مشحونة بالقمح الأمريكي الأحمر وزيت الحوت …
النُّهير يتخور.
يعلن الراديو أن …
تتعلق خراطيم وابور مزرعتنا الشفاط ما بين الماء والشط، عملنا لساعات طوال لإطالته. في ذلك الصيف أنتجنا كمًّا هائلًا من البطيخ، شحنَّا «لوريين» إلى سوق المدينة، فتخاطفه الناس الجوعى والعطشى، سألوا: أهو مستورد؟
– أهي الباخرة الأولى القادمة من واشنطن؟
غادرنا نوار سعد بعد شهر من التواصل الإنساني، تركت فينا أشياء اكتشفناها بعد أن ذهبت، أشياء مُهِمَّة، قال المُختار ذات يوم: هل بإمكاننا الخلاص بعد أن زارتنا نوار سعد؟