من ممكن
لا يهم كم عدد الرسائل التي كتبتها إليك، أو كم عدد الرسائل التي أرسلتها إليك بقدر ما يهم الزَّمن المُتَضايق الذي حَرَّك صبرها بين أصابعي، عندما التقتيك بالكلية يوم السبت عند عودتك من اليابان حاولت — وبكل ما لدي من ممكن — أن أجعلك تحسين بحرقان الحب الذي أعانيه، وما محاولتي أن أسمعك آخر قصائدي التي كتبتها بالرغم من الجو الماطر ونقيق الضفادع إلا في ذلك. ولو أنَّك أبديت الاهتمام والرغبة في السماع وتحمست نحو عاطفتي، إلا أنَّ ذلك ليس إلا من باب الأمومة والتبني كما كنت تؤكدين، فأنا لا أريد عطفًا، أو أمومة ورعاية، أنا أريدك أنت كامرأة ممتلئة بالأنوثة … لا يهم كم عمرك … لا يهم كم عمري … لا يهم … هكذا بكل وضوح وعفوية، وهناك نقطة يجب أن أؤكدها، وهي مسألة القديسة والمختار ورأيهما بشأني وشأنك، فليس هناك فرق من أن يعرف أننا عاشقان فأين هي طريقنا الذاتية؟ أين هي الحرية التي علَّمها محمود محمد طه لنا جميعًا؟ كل إنسان له طاحونه الذي يزكيه لنار الحياة، ولي طاحوني وهو أنت، ولك طاحونتك … شئتِ أم أبيتِ … الذي هو … أنا.