عندما يجف هذا العفن
سارة حسن عمرها الآن ثلاثون عامًا، سمراء، متوسطة الطول، لها وجه طفولي جميل على جسد رياضي متناسق وساقين ممتلئين بالمشاوير، وهي وآدم في طريقهما للزواج، وإذا سألتهما: متى؟ يقولان لك: قريبًا، قريبًا جدًّا، ودائمًا قريبًا جدًّا منذ أن التقيت بهما بباص العاشرة قبل ثلاثة أعوام، ولكنني عندما سألت آدم اليوم، قال في قرف: عندما يجف هذا العفن سنتزوج. وأشار إلى المستشفيات التي ترقص في أعماقها الضفادع وأبو مقص، وتطفو على سطحها الجيف المتقيحة. قلت: ومتى يجف هذا العفن؟ قالت سارة مبتسمة: ومتى يجف هذا العفن؟
كان الطبيب رجلًا يناهز الستين من العمر؛ أي في عمر المختار، له شعر رمادي ولحية بيضاء ترقد على حلقه، وكان ثرثارًا لا يصمت له فم، حديثنا عن جنون مرضاه وطرائفهم، وعن إمكانيات المستشفى الضئيلة وعن أطفاله والسجن، وكل شيء دفعة واحدة، وعندما خطفت لحظة صمت من بين جمله المتدفقة كالعاصفة. قلت: أريدك في موضوع هام جدًّا وسري للغاية.
وكما رغبت تمامًا؛ فإنَّ كلمة سري جعلته يشد حبل كلماته السائب وينتبه فجأة، كما لو أنه سمع صفارة إنذار.