فاتحة
عندما كُنَّا صغارًا كان أستاذ الجغرافيا يحدِّثنا عن نظرية لابلاس في نشأة الكون وتشكُّل العوالم من الكتل السديمية الأولى وتحوُّلاتها. وكُنَّا في جدال دائم حولها وخصام. قال البعض إنها هراء يتعارض والكتب المقدسة التي تقول بخلق السموات والأرض في ستة أيام، وقال آخرون إننا في عصر لا نستطيع فيه غضَّ الطرف عن الحقائق والمكتشفات العلمية، بحجة التمسُّك بأهداب الدين. وأذكر أنني مضيت إلى أبي يومًا أسأله كيف خلق الله العالم في ستة أيام والعلم يقرِّر أن الكون قد تشكَّل ببطء عبر مليارات السنين؟ وكان حديثًا طويلًا استمرَّ إلى ساعة متأخِّرة من تلك الليلة الشتائية.
فتح القرآن الكريم وقرأ لي بعض آيات أذكر منها:
ثم قال: ما طول اليوم الواحد من تلك الأيام الستة التي خلق فيها الله الكون؟
أكان ألف سنة ممَّا نعد، أم خمسين ألف سنة، أم عددًا آخر من السنين لا يعرفه إلا الله؟
في اليوم التالي مضيت إلى المدرسة بآراء جديدة أحاول من خلالها تقريب وجهات النظر المتعارضة.
مرَّت الأيام وعرفنا أن نظرية لابلاس لم تعد صالحةً لتفسير النشأة الأولى، وأن نظريات أخرى قد حلَّت محلَّها. ولأمر ما يتعلَّق بتلك النقاشات القديمة بقي اهتمامي قائمًا بتتبُّع أخبار الاكتشافات والفرضيات العلمية، المتعلِّقة ببدايات تشكُّل المادة والعوالم والحياة، والغايات التي تسعى إليها الجمادات والحيوات. ولعل هذا الاهتمام هو الذي قادني إلى عالم الأسطورة، حيث وجدت البحث في البدايات والغايات، همًّا أساسيًّا من همومها. وتذكَّرت نظرية لابلاس والمجادلات القديمة وتساءلت: نظرية كبيرة أخذت مكانها في مساحة العلم ردحًا، ثم دُحضت، فما الفرق بينها وبين الأسطورة؟ أليست أساطير التكوين بدورها نظرياتٍ قامت للتفسير والتعليل؟ أليست محاولةً من العقل، في نشأته، للتصدي للأسئلة الكبيرة المطروحة عليه؟
على أن الإنسان، بعد تاريخ طويل مليء بالمرارة والألم والإخفاق في السيطرة على محيطه بعلمه الزائف ذاك (السحر)، اتجه إلى الدين. فإذا كان العالم قد تمرَّد حتى الآن على الإنسان، مثبتًا عدم خضوعه لتلك الترابطات المفترضة، فلا بد إذن من وجود قوًى خارقة تقف وراء المظاهر المتبدية لهذا العالم، قوًى إلهية، مفارقة له، فعالة فيه. ولا بد أن يكون الكون تبديًّا ماديًّا لتلك الطاقات الإلهية، ومظهرًا لفعاليتها وقواها المستمرة. وبذلك ابتدأت مرحلة جديدة تتميَّز بالتقرُّب لتلك القوى واجتذاب عطفها، ومحاولة تفهُّم رغائبها، وآلية فعلها وشروطه. فظهر الدين وتطوَّر بشقَّيه؛ الشق الأول: اعتقادي يستخدم الأسطورة أداةً للمعرفة والكشف والفهم. والثاني: طقسي، يستهدف استرضاء الآلهة والتعبُّد لها.
فالأسطورة، والحالة هذه، هي التفكير في القوى البدئية الفاعلة، الغائبة وراء هذا المظهر المبتدي للعالم وكيفية عملها وتأثيرها، وترابطها مع عالمنا وحياتنا. إنها أسلوب في المعرفة والكشف، والتوصُّل للحقائق، ووضع نظام مفهوم ومعقول للوجود، يقنع به الإنسان ويجد مكانه الحقيقي ضمنه، ودوره الفعَّال فيه. إنها الإطار الأسبق والأداة الأقدم للتفكير الإنساني المبدع، الخلاق، الذي قادنا على طول الجادة الشاقة، التي انتهت بالعلوم الحديثة، والمنجزات التي تفخر بها حضارتنا القائمة.
إلا أن الفكر الإنساني في وثبته الدائمة لا يقف عند إطار، ولا يهدأ في مُستقَرٍّ يطمئن إليه، أو يركن لمعرفة يظنها مطلقةً لا يأتيها الباطل؛ فهو في حركة دائبة تتجاوز أبدًا ما وصلت إليه. فتهاوت الأسطورة تحت مطارق الفلسفة، وتجرَّع سقراط السم جزاء اجترائه على آلهة اليونان، ومن بعده تابع أفلاطون وأرسطو المهمة. وتعاونت، مع الفلسفة، الديانتان المسيحية والإسلامية. فتبنَّت المسيحية بضع أساطير أساسية، كوَّنت منها هيكلها، كأسطورة هبوط الإله من السماء وموته وبعثه بعد ذلك، وصعوده إلى السماء. وهدمت ما تبقَّى من صرح الأساطير القديمة. أمَّا الإسلام فقد أثبت بعض ما أوردته الأساطير، وقدَّمه في صيغة مختلفة تمامًا، مرجعًا إياه إلى أصله السماوي القديم، قبل تحريف الكلام عن مواضعه، بسبب التقادم أو سوء الطوية. ثم أدَّى تبلور المناهج العلمية مع مطلع العصور الحديثة إلى الازدراء الكامل للأسطورة وإنزالها إلى مرتبة الحكاية المسلية؛ لِمَا تحتويه من عناصر غيبية تتنافى والتفكير العلمي السليم. كما ادَّعى العلم، في بعض مراحله، القضاء على الفلسفة والدين معًا.
(١) الأسطورة باعتبارها فنًّا أدبيًّا وحكمة
(٢) الأسطورة وظواهر الطبيعة
(٣) الأسطورة والأيتيولوجيا
(٤) الأسطورة باعتبارها تاريخًا
ويتقدَّم أصحاب هذه المدرسة بأمثلة متعدِّدة تدعم وجهة نظرهم هذه، منها أساطير الطوفان، أو الدمار الشامل بالنار السماوية، أو الأعاصير. فشمولية هذه الأساطير وتكرُّرها لدى معظم الشعوب دلالة على تجارب وخبرات عاناها الجنس البشري في مطلع حياته.
(٥) الأسطورة والطقس
أسَّس هذا الاتجاه رائد الأنثروبولوجيا الحديثة السير جيمس فريزر. ورغم النقد الذي يوجِّهه إليه علماء الأنثروبولوجيا المعاصرون، بعد مرور ثمانين عامًا تقريبًا على ظهور كتابه الفريد «الغصن الذهبي»، فإن تأثير ذلك العبقري ما زال ماثلًا، وآراءه ما زالت تلقى الاحترام لدى الكثيرين.
(٦) الأسطورة والذرائعية
أسَّس هذا الاتجاه عالم الأنثروبولوجيا الشهير مالينوفسكي، الذي قضى شطرًا من حياته في دراسة تجريبية مع قبائل التروبرياند في غرب المحيط الهادي إبَّان الحرب العالمية الثانية، والذي يُعَد من أشهر ناقدي جيمس فريزر وأصحاب المدرسة النفسية أيضًا كفرويد.
(٧) الأسطورة والكبت، فرويد
لقد فتح فرويد بابًا واسعًا لم يُغلق بعدُ أمام التفسير النفسي للأسطورة، وتابع الرحلة بعده تلامذته وناقدوه من أمثال يونج ورانك وفروم وغيرهم.
(٨) الأسطورة والنماذج البدئية، يونج
(٩) اللغة المنسية (إريك فروم)
ولغة الرموز هي اللغة التي تنطق عن الخبرات والمشاعر والأفكار الباطنة، كما تنطق لغتنا المحكية عن خبرات الواقع، مع فارق هام يكمن في شمولية لغة الرمز وعالميتها، وتجاوزها لفوارق الزمن والثقافة والجنس. والأسطورة، كما الحلم، تكمن أهميتها في تقديمها حكايا تشرح بلغة الرمز، حشدًا من الأفكار الدينية والفلسفية والأخلاقية. وما علينا إلا أن نفهم مفردات تلك اللغة لينفتح أمامنا عالم مليء بمعارف غنية ثرة.
(١٠) الأسطورة، مغامرة العقل الأولى
بعد هذا الاستعراض السريع نود أن نوضِّح رؤيتنا الخاصة للأسطورة، والتي تشكِّل أرضية هذا الكتاب، في عجالة بلا إطالة؛ فهدفنا دراسة الأسطورة لا التنظير لها.
عندما انتصب الإنسان على قائمتَين رفع رأسه إلى السماء ورأى نجومها وحركة كواكبها، وأدار رأسه فيما حوله فرأى الأرض وتضاريسها ونباتها وحيوانها. أرعبته الصواعق، وخلبت لبه الرعود والبروق. داهمته الأعاصير والزلازل والبراكين، ولاحقته الضواري. رأى الموت وعاين الحياة. حيَّرته الأحلام ولم يميِّزها تمامًا عن الواقع. ألغاز في الخارج وأخرى في داخله. غموض يحيط به أينما توجَّه وكيفما أسند رأسه للنوم. تعلَّم استخدام اليدَين وصنع الأدوات، وفي لحظات الأمن وزوال الخوف، كان لدى الطفل متسع للتأمُّل في ذلك كله. لماذا نعيش؟ ولماذا نموت؟ لماذا خُلق الكون وكيف؟ من أين تأتي الأمراض؟ إلى آخر ما هنالك من أسئلة طرحت نفسها عليه، كما تطرح نفسها على طفل العصر الحديث. كان العقل صفحةً بيضاء لم يُنقش عليها شيء، عضلة لم تألف الحركة خارج نطاق الغريزة، وبعد حدود ردِّ الفعل. ومن أداته المتواضعة هذه، كان عليه أن يبدأ مغامرةً كبرى مع الكون، وقفزةً أولى نحو المعرفة، فكانت الأسطورة. وعندما يئس الإنسان تمامًا من السحر، كانت الأسطورة كل شيء له. كانت تأمُّلاته وحكمته، منطقه وأسلوبه في المعرفة، أداته الأسبق في التفسير والتعليل، أدبه وشعره وفنه، شرعته وعرفه وقانونه، انعكاسًا خارجيًّا لحقائقه النفسية الداخلية. فالأسطورة نظام فكري متكامل، استوعب قلق الإنسان الوجودي، وتَوقه الأبدي لكشف الغوامض التي يطرحها محيطه، والأحاجي التي يتحدَّاه بها التنظيم الكوني المحكم الذي يتحرَّك ضمنه. إنها إيجاد النظام حيث لا نظام، وطرح الجواب على ملحاح السؤال، ورسم لوحةً متكاملةً للوجود؛ لنجد مكاننا فيه ودَورنا في إيقاعات الطبيعة. إنها الأداة التي تزوِّدنا بمرشد ودليل في الحياة، ومعيار أخلاقي في السلوك. إنها مجمع الحياة الفكرية والروحية للإنسان القديم.
والأسطورة حكاية، حكاية مقدَّسة، يلعب أدوارها الآلهة وأنصاف الآلهة. أحداثها ليست مصنوعةً أو متخيَّلة، بل وقائع حصلت في الأزمنة الأولى المقدسة. إنها سِجل أفعال الآلهة، تلك الأفعال التي أخرجت الكون من لجة العماء، ووطَّدت نظام كل شيء قائم، ووضعت صيغةً أولى لكل الأمور الجارية في عالم البشر. فهي معتقد راسخ، الكفر به فقدان الفرد لكل القيم التي تشده إلى جماعته وثقافته، وفقدان المعنى في هذه الحياة.
والأسطورة حكاية مقدَّسة تقليدية؛ بمعنى أنها تنتقل من جيل إلى جيل، بالرواية الشفهية، ممَّا يجعلها ذاكرة الجماعة التي تحفظ قيمها وعاداتها وطقوسها وحكمتها، وتنقلها للأجيال المتعاقبة، وتُكسبها القوة المسيطرة على النفوس. فهي الأداة الأقوى في التثقيف والتطبيع والقناة التي تُرسِّخ من خلالها ثقافةٌ ما وجودها واستمرارها عبر الأجيال. وحتى في فترات شيوع الكتابة لم تفقد الأسطورة الشفهية قوتها وتأثيرها؛ ذلك أن الألواح الفخارية كانت محفوظةً في المعابد وفي مكتبات الملوك، ولا تلعب إلا دَور الحافظ للأسطورة من التحريف بالتناقل. وبقي السمع هو الوسيلة الرئيسية في تداولها. وفي أكثر من مناسبة دورية كانت الأساطير تُتلى أو تُنشَد في الاحتفالات الدينية العامة، من ذلك مثلًا أعياد رأس السنة في بابل، حيث كانت تُتلى وتُمثَّل أسطورة التكوين البابلية، وأعياد الربيع حيث كانت تُتلى وتُمثَّل عذاباتُ الإله تموز.
والأسطورة نص أدبي، وُضع في أبهى حلة فنية ممكنة، وأقوى صيغة مؤثِّرة في النفوس، وهذا ممَّا زاد في سيطرتها وتأثيرها. وكان على الأدب والشعر أن ينتظرا فترةً طويلةً قبل أن ينفصلا عن الأسطورة. لقد وُضعت معظم الأساطير السورية والسومرية والبابلية في أجمل شكل شعري ممكن. وقام هوميروس بصياغة معظم أساطير عصره المتداولة، شعرًا في الأوديسة والإلياذة. وإلى جانب الشعر والأدب، خلقت الأسطورة فنونًا أخرى كالمسرح، الذي ابتدأ عهده بتمثيل الأساطير الرئيسية في الأعياد الدينية. كما دفعت فنونًا أخرى كالغناء والموسيقى وغيرهما.
أمَّا الحكاية الشعبية فإنها كالخرافة لا تحمل طابع القداسة، ولا يلعب الآلهة أدوارها. كما أنها لا تتطرَّق، كما هو شأن الأسطورة، إلى موضوعات الحياة الكبرى، وقضايا الإنسان المصيرية، بل تقف عند حدود الحياة اليومية والأمور الدنيوية العادية، وذلك كمكر النساء ومكائد زوجات الرجل الواحد، وقسوة زوجة الأب على الطفلة المسكينة التي تتدخَّل العناية الإلهية لإنقاذها، وما أشبه ذلك من موضوعات. هذا وقد تتداخل الحدود بين الخرافة والحكاية الشعبية، أمَّا الأسطورة فتبقى نسيجًا متميِّزًا. ورغم أن كُلًّا من الخرافة والحكاية الشعبية والحكم والأمثال الشعبية قد تلعب دورًا ثقافيًّا شبيهًا بدور الأسطورة، إلا أنها لا تمتلك قوة التأييد الذاتي التي تمتلكها الأسطورة، والنابعة من قداستها وطابعها الاعتقادي والإيماني وقالبها الفني، و… نبالتها.
لا أريد في هذه العجالة أن أتقدَّم برؤيا أحادية؛ فأنا أومن بتعدُّد المستويات لفهم الأسطورة؛ فقد تحتوي بعض أساطير الخلق على عناصر نفسانية كثيرة، وقد تحتوي بعض الأساطير الأخلاقية على عناصر تاريخية كأسطورة الطوفان البابلية، وأسطورة جلجامش. كما أننا نلمح تأثيرًا كبيرًا لنمط الإنتاج الاقتصادي على مضمون وصياغة الأسطورة. وسنقوم في حينه بإبراز هذه المستويات كما تتبدَّى لنا، مع التركيز على المستوى الأهم في رأينا لفهم الأسطورة كمغامرة فكرية جريئة لإنسان العصور القديمة، تهدف إلى كشف الحقائق وفتح آفاق المعرفة.
•••
وبعدُ هذا كتاب في أسطورة الشرق القديم، هدفنا من ورائه التعريف بالأسطورة في سوريا القديمة وبلاد الرافدَين. وقد بذلت غاية الجهد في الحصول على النصوص الكاملة لأهم الأساطير المعروفة وتقديمها اعتمادًا على أكثر من نص وأكثر من ترجمة. وحاولت أن تكون ترجمتي أمينةً دون تدخُّل أو تزويق، مع عدم الإخلال بالشكل الفني الرائع لتلك النصوص. وهي معادلة صعبة نجحتُ فيها أحيانًا وأخفقتُ أحيانًا أخرى. ولم يكن جهدي في الشرح والتفسير والتقديم مُنصبًّا على كل أسطورة، بمعزل عن الأخرى، بل حاولت رسم صورة متكاملة عن الموضوع، بحيث تأخذ كل أسطورة مكانها في تلك الصورة، وتستمد تفسيرها من البنية الإجمالية للعمل. وكان منهجي في تقديم الأساطير يعتمد على جمعها في مجموعات وفق موضوعاتها، لا وفق تسلسل زمني أو توزُّع جغرافي؛ لاعتقادي بأن تفسير أسطورة ما يبدو عصيًّا إذا لم يُنظر إليها من خلال منظور شامل، يجمعها مع غيرها من الأساطير التي تعالج الموضوع نفسه. وهو منهج جديد في دراسة أساطير المنطقة على ما وصل إليه عِلمنا. كما قمت من خلال أسفار الكتاب بمقارنةٍ شاملة مع كتاب التوراة العبرانية، فيما يتعلَّق بالنصوص الأسطورية الواردة فيه؛ لإظهار مدى اعتماد الثقافة اليهودية على الثقافة السورية والبابلية في صياغة أهم مرجع ديني وثقافي لدى الشعب اليهودي. كما أظهرنا علاقة الأساطير السورية والبابلية بأساطير الشعوب المجاورة كالمصريين والإغريق. وتتبَّعنا، كلما أمكن ذلك، الأصول الشرقية للأساطير الإغريقية.
(١١) ملاحظات لقراءة النصوص
-
إن جميع النصوص الواردة في هذا الكتاب مترجمة عن الإنجليزية. وقد جاءت النصوص العربية التي أثبتناها هنا، نتاج تحقيق طويل، ومقارنة دقيقة بين ترجمات إنجليزية مختلفة للنص الواحد. وقد حاولت قدر الإمكان ألَّا أتصرَّف بالترجمة إلا في مواضع قليلة استدعتها الضرورة، مع الإشارة إلى مثل هذا التصرُّف عند حدوثه. كما حاولت الإبقاء على الطابع الأدبي لتلك النصوص الشعرية، دون الإخلال بالمعاني والمرامي الأصلية. أمَّا عند وقوع التعارض بين الصياغة الأدبية والترجمة الأمينة، فقد الْتزمنا الأمانة العلمية على حساب القيم الجمالية. كما بذلت جهدًا في إعطاء الأسماء نطقًا ساميًّا، قد يختلف أحيانًا مع ما تعوَّدنا قراءته في الترجمات الحرفية عن اللغات الأوروبية. فالإله مردوك هو في الواقع مردوخ، والإلهة تيامات، كما تنقلها لنا بعض الترجمات، هي تعامة، وأداد هو حدد …
-
[ ] القوس المنكسر في النصوص دلالة على وجود نقص في الشعر، ناشئ عن كسور أو تشوُّهات في اللوح الفخاري. فإذا احتوى القوس على كلمات [القوس المنكسر] فمعنى ذلك وجود تشوُّه غير تام في السطر، وأن ما تبقَّى من حروف ومقاطع يكفي لاستعادة الكلام الأصلي أو ما شابهه. أمَّا إذا احتوى القوس على نقاط […]؛ فمعنى ذلك أن التشوُّه تام. وفي هذه الحالة لم نسمح لأنفسنا بإملاء الفراغات الحاصلة.
-
( ) القوس العادي هو إضافة مني، أو من المترجم الأصلي على السطر لغرض توضيح المعنى، ولا وجود للكلمات المحصورة في هذا القوس في النص الأصلي. وقد أبقيتُ مثل هذه الإضافات في حدِّها الأدنى المطلوب، وغالبًا ما لجأت إليها لضرورات جمالية.
وبعض تلامذته ممَّن أطلق عليها اسم النظرية الوظيفية.
A. R. Radcliffe-Brown, The Andaman Isianders, Cambridge, 1922.
راجع أيضًا ترجمة بو علي ياسين، دار الحوار، اللاذقية، سوريا، ١٩٨٥م.
راجع أيضًا ترجمة عبد الكريم ناصيف، دار منارات، عمان، ١٩٨٧م.