حرف الزاي
- زاد به الحدّ: تعبير يعني طغى عليه الأمر.
-
الزار: تسمى شيخة الزار الكدية؛ فتقوم الكدية وتضع كرسيًّا في وسط المجلس وتجلس عليه
صاحبة المنزل الذي أقيم لها الزار، وتحضر فرختين وديكًا، وتربط أرجلها، ثم تضع
الديك على رأسها والفرختين على أكتافها، ثم تتلو قراءات معهودة، وتنشد أناشيد
والفراخ تقابل نشيدهن بالزعيق، وجميع الحاضرون يقلن: «دستور يا أسيادي مدد يا
أهل الله يا أسيادي»، والكدية وأعوانها يضربن بالدف وينشدن الأناشيد على نغمات
مختلفة، ثم يقربن من صاحبة المنزل ويسرعن في الدق وصاحبة المنزل هذه تركع أمام
الضاربات، ثم تجيء إحداهن معها ملابس الأسياد، وهي عباءة مزركشة بالقصب وطربوش
مكلل باللؤلؤ، وسيف وخنجر ملبسان بالفضة، فتتقلد السيف وتمسك الخنجر بيدها،
وتقف متمايلة أمام ذلك الجمع، والآلات تضرب، والأناشيد تنشد؛ ثم تقف صاحبة
المنزل وتقول: السلام عليكم، فيقال لها: أهلًا وسهلًا، من أنت؟ تقول هي: أنا
الشيخ عبد السلام، مثلًا، فتضرب حين ذلك على الدف نغمات تسمى الشيخ عبد السلام،
فترقص صاحبة المنزل رقصًا عجيبًا يناسب الشيخ عبد السلام؛ حتى إذا فرغ الدور
قامت الكدية، وكبست صاحبة المنزل، فينصرف الشيخ عبد السلام إلى حاله، ثم تدعي
صاحبة المنزل أنه قد لبستها زوجة الشيخ عبد السلام، فتقول بصوت رفيع: السلام
عليكم يا ستات! فيحضرون لها ملابس نسائية تناسب زوجة الشيخ عبد السلام، كل بدلة
من الحرير، ولها لون خاص، وخواتم وخلاخيل وأساور، ثم يضربن لها الضربات التي
تناسب الشيخ عبد السلام؛ وكل ذلك وهم في وهم.
ولنذكر الآن بعض الأناشيد المستعملة في الزار:
- (١) فاتحة الحفلة والصلاة عليه، صلوا عليه، النبي العربي، صلوا عليه … ماما الهدى، آه يا ماما، بدر التمام يا محمد، نصبوا الكراسي لماما، برّ السماح لماما، برّ الهدى يا ماما، صاحب العوايد ماما، صاحب الدبايح ماما، نصبوا الميدان يا ماما، آه يا زهر الورد يا ماما … إلخ.
- (٢) سلام على أم غلام، يا مرحبة يا أم غلام، سلام على أم غلام، يا مرحبة بأم غلام، ردوا السلام على أم غلام، يا بنت ماما يا أم غلام؛ يا أم الغلام والعفو منك، يا أم الغلام بيني برهانك، يا أم الغلام واشفي عيانك، يا أم الغلام والطبل طبلك، يا أم الغلام والليلة ليلتك.
- الزايرجة: يستعينون بها على عمل التنجيم، وهي جدول ينسب إلى إدريس، ويقسم الجدول إلى مائة خانة صغيرة في كل منها حرف، ويتلو من يستشير الجدول الفاتحة وآية: وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلخ … ويضع بعد أن يغمض عينيه إصبعه على الجدول فيقع على حرف، فيقيده ويدون الحرف الخامس بعده، والحرف السادس بعد الحرف الثاني له؛ وهكذا حتى يكون جملة يقرؤها لتبين الطالع … ولهم فيها تعاليم كثيرة لا حاجة لذكرها.
-
الزبرجد: الزبرجد حجر من الأحجار الكريمة أحمر، أكثر ما يستخرج من جزيرة بالبحر الأحمر
تسمى جزيرة الزبرجد، وقد كان الزبرجد يسرق من الجبل، حتى تعاقد جماعة في سنة
٩٠٥ من بينهم عبد الرحمن بك كامي من أعيان السويس، ومسيو مكسيوس، على أن يستخرج
الطرف الأول الزبرجد ويرسله للأخير لبيعه في جنيف، على أن يأخذ ثلاثين في
المائة من الأرباح الصافية، وعلى أن يتعهد الطرف الثاني بأن يفحص المناجم،
ويتصرف فيها بما يراه ملائمًا، ويتولى بنفسه طلب امتياز استخراج هذا المعدن
والبحث عنه.
وقد كان المصريون يستعملون الزبرجد في حليهم كثيرًا، ولذلك كانت تجارته تجارة رابحة.
- الزجل: نظم من الشعر العامي على أوزان خاصة، وقد أثر عند المصريين الزجل وتنوعت أشكاله، وللمصريين أزجال ظريفة، خفيفة الروح خفيفة الوزن، واشتهر منهم في الأيام الأخيرة الشيخ النجار، والشيخ القوصي، وعبد الله نديم، وحسن الآلاتي، وإمام العبد، وغيرهم، ولطائفة من العوام وهم المسمون «بالأدباتية» أزجال لطيفة يسألون بها الناس؛ ويقولون بعضها ارتجالًا، ولعبد الله نديم قصة مشهورة في مولد السيد أحمد البدوي، إذ جاءه بعض الأدباتية هؤلاء، فنازلهم بالزجل حتى غلبهم كما تقدم، ولا نطيل في ذكر أمثلة منها، فله كتب معروفة.
-
الزراعة: الزراعة هي الحرفة الأولى للمصريين من قديم الزمان، وأما ما عدا ذلك من تجارة
وصناعة فثانوية بالنسبة لهم، وإذا كان القيام بالزراعة قديمًا أتقنها الفلاحون
على مر الأيام، فهم يتقنون الزراعة ولوازمها، ويساعدهم في ذلك جودة الأرض
وسهولة زرعها، ولكنهم مع الأسف يلتزمون الزراعة على الأنماط القديمة، من غير أن
يدخل العلم الحديث تحسينًا كبيرًا، فالآلات الزراعية لا تزال هي الساقية
والشادوف، ولا يزال في ريهم وحرثهم ودرسهم وبذرهم يسيرون على النمط
القديم.
ولم تدخل الآلات الزراعية الحديثة إلا في أطيان الأمراء والأغنياء، والمنتظر أن تعم هذه الآلات.
والفقراء عادة يعتمدون على النيل في الري، ولكن هذا لا يكفي إلا الزراعة النيلية، فاتجهوا أخيرًا إلى الآبار الارتوازية، ولا لزوم لوصف الزراعة وآلاتها، فهي معروفة عند الكافة، والزراعة عادة تنقسم إلى قسمين: يسمون أحدهما زراعة شتوية، كالقمح والشعير والفول والعدس والترمس والحلبة، وزراعة صيفية، كالقطن والذرة والأرز والكتان، وأهم ما يزرع الآن القطن؛ وقد أدخله محمد علي باشا على زراعة مصر فأتت الأرض بخير أنواعه، ولا يزال يعد المحصول الأول، والقمح هو المحصول الثاني.
وإذا كان الفلاح شقيًّا تتوالى عليه المظالم من كثير من العمد وشيوخ البلد والملتزمين والصرافين والكشافين، والوجبات والمال ونحو ذلك من قديم الزمان، ورث أهل مصر الذل لأن أكثر البلاد حتى المتعلمين أبناء فلاحين، فللفلاحة أخلاق خاصة استلزمها نوع المعيشة.
وفي الأيام الأخيرة زاحمت الصناعة الزراعة فتغير تبعًا لذلك خلق الأهالي (انظر فلاح وكشاف وملتزم ووجبة)، وكثيرًا ما تصاب الزراعة وخصوصًا القطن بدودة صغيرة تتلف محصولة قليلًا أو كثيرًا، وتأمر الحكومة الأهالي بتنقيتها قبل استفحالها؛ لأنه على محصول القطن تتوقف ثروة البلاد، ولم يعن من عهد محمد علي إلى الآن بدراسة هذه الدودة علميًّا وكيف يقضى عليها، والفلاحون لا يزالون يعتقدون أن الزراعة إذا نجت من الدودة فمن الله، وإذا ساءت فمن الله؛ ويسمون ذلك ندوة، وهم معذورون في ذلك بعض العذر؛ لأنهم يشاهدون أنه قد يكون هناك قطعتان متجاورتان من الأرض تنجح إحداهما وتسوء الأخرى، ولكن الحكومة تعتقد أن من نجحت منهما فلسبب علمي، ومن لم تنجح فلسبب آخر علمي، ومع ذلك فلم تعتمد الحكومة على أخصائيين يعرفون أسباب الدودة وعلاجها.
- زَغَر له: بمعنى حدق فيه.
-
الزغرودة: اعتاد النساء في مصر أن يزغردن عند المناسبات السارة كوجودهن في الفرح، أو
عند سماعهن خبرًا سارًّا، أو لرؤيتهن المحمل على جمل، وإذا حضر حاج من الحجاز
أو نحو ذلك.
ولهم في الزغرودة طريقة يلعب فيها اللسان، فيفهم من يسمعها أن هناك شيئًا سارًّا حدث.
وهن يسمين النغمة الأخرى الحزينة «صواتًا» وربما كانت الكلمة تحريفًا عن الأصوات؛ وهي نغمة أخرى يعلم من سمعها أن هناك حادثة وفاة أو خبرًا محزنًا، والأذن المصرية يمكنها أن تفرق بين الصوتين بسهولة، فتعلم أن هذا دليل على فرح أو حزن، وعلى كل فالصوت سواء كان صوت زغرودة أو صوت صوات يحمل الناس المتجاورين من رجال ونساء على تجمعهم لاكتشاف سر الخبر.
- زقزقت عصافير بطنه: تعبير يعني جاع.
- زكِّي عن جمالك: تعبير لطيف، يقال للسيدة أو الآنسة إذا كان عندها جمال فيجب أن تزكي عنه بالوصال كما يزكى عن كل مال.
-
الزلزال: يعتقد بعض العوام أن الدنيا طبقات ترابية على طبقة مائية، وأن هذه الطبقة
المائية على طبقة صخرية، والطبقة الصخرية محمولة على ثور ذي قرنين، يحمل هذه
الطبقات على قرن واحد، فإن تعب من حملها نقلها إلى القرن الثاني، وهذا الانتقال
يسبب الزلزال، وهنا ينتقل الذهن إلى الثور الذي يحمله يقولون إنه محمول على
القدرة.
ومن لطيف ما في الأمر أن صديقًا كان له صديق ذو بغلة، وكانت البغلة رديئة فقال له:
لك يا صديقي بغلةليست تساوي خردلةتهتز وهي مقيمةفكأنما هي زلزلة - الزمان معاندني: تعبير يعني أن الحوادث تجري على غير ما يأمل.
- الزمن معاكس: تعبير يعني أن الزمن لا يساعده على إتيان عمله، بل يعاكسه حتى لا يعمله.
-
الزنا: يقولون فلانًا ابن زنا؛ أي إنه خبيث شرير، والعامة تعتقد أن ابن الزنا يأتي
شريرًا خبيثًا، وهم يقولون أيضًا: «ابن الزنا إما قواس أو مكاس»، وهما وظيفتان
دنيئتان.
فالقواس هو السايس الذي يجري أمام فرس سيده ويصيح لإفساح الشارع له، وأحيانًا يكون السائس من أبناء العرب والسيد تركيًّا، فيصيح السائس بكلمات في سب سيده، فقد بلغني مثلًا أن السائس الذي كان يجري أمام قاسم باشا ناظر الحربية كان يقول بأعلى صوته «أوعى يا واد التور السناري جاي»، ويوجد إلى الآن من يطلقون عليه اسم قواسين يجلسون مع الحجاب ويلبسون ثوبًا من البفتة مصبوغًا بلون أزرق، وتقتصر وظيفتهم على قضاء مصالح وقتية داخل ديوان المديرية أو ديوان المركز
وهذه الوظيفة آخذة في التلاشي، خصوصًا وقد كرهها الأوروبيون وعدوها عادة همجية وحشية، وهذا المثل وضع أيام سلطة هاتين الوظيفتين، فكان القواس يلازم باب الرئيس من أكبر مصلحة إلى أصغرها، وكان يطلع على أسرار الرئيس كما يطلع السكرتير الخصوصي، وكثيرًا ما يكون الواسطة بين الناس وبين الرئيس في أخذ الرشوة، وإنهاء العمل مع الحاكم، وكان في القرى يشمخ بأنفه، ويتعجرف في كلامه، ويتجبر ويسب اعتمادًا على سلطة سيده، وإذا كان الحاكم في القديم حاكمًا مطلق السلطة فقد كان قواسه صورة مصغرة من سيده.
وأما المكاس فهو مأخوذ من المكس، وهي دراهم كانت تؤخذ من بائع السلع في الأسواق، ويطلق اسم المكاس في الوقت الحاضر على أولئك الإخوان الذين يقفون عند مدخل المدن لجباية الضريبة المفروضة على ما يدخلها من حاجيات الغذاء؛ وكان اسمها الرسمي الدخولية، وكان فيها كثير من الظلم والجور والعسف والغش.
وقد أدركتها في آخر أيامها، وكان أبي رحمه الله يشتري من الإمام الشافعي الفراخ، ويشتري البيض أربع عشرة بقرش صاغ، وكان عند الإمام مكاس يلبس بدلة زرقاء، وكان يعتقد في أبي الصلاح، فإذا وصلنا إليه سمح لنا بالدخول من غير ضريبة، وهذه كانت مكسبنا، ثم أبطلت تلك العادة وقد كان منهم سفلة يعرون النساء بدعوى أنهم يفتشون لعل في لباسهن شيئًا مهربًا، ويحسسون على بطن الحبلى ليتحققوا إن كان في بطنهن جنين أو شيء مما تؤخذ عليه الضريبة، ولهذا اعتبرهم اليهود أمام دولتهم أنجاسًا، وسموهم العشارين، ولم يسمحوا للمكاس أن يدخل الهيكل، أو أن يشهد المجالس؛ ولهذا قالوا في المثل: إن ابن الزنا إما قواس أو مكاس، وأراحنا الله من القواسين والمكاسين، وللزنا أساليب مختلفة، وللنساء فيه حيل غريبة، وقصص عجيبة، وقد كثر في مصر لحرارة الجو وقوة الشهوة البهيمية، ولم يمنع منه حجاب أو سفور، وقد كان هناك في المدن بعض أحياء للعاهرات تعطيهن الحكومة ترخيصات، وأخيرًا ألغتها وحرمتها بعد أن أعدت العدة لتسريحهن.
-
الزواج والطلاق: الزواج عادة شائعة في جميع الأمم، وقد اشتهر عن المسلمين تعدد الزوجات؛ ولكن
والحق يقال: إن تعدد الزوجات بين الطبقة الراقية والوسطى قليل في مصر، ولا يفشو
إلا في الطبقة الدنيا، وكان لا يصح في عرف المصريين أن يرى الزوج زوجته قبل
زواجها، ولكنهم يرسلون الخاطبة، وقد يرسلون أمهاتهم أو أخواتهم لرؤيتها، حتى
إذا ارتضينها يرسل الزوج الشبكة، وهي هدية قبل العقد، ثم يعقد العقد، وحينئذ
يحل له أن يراها.
وجرت عادات قبل الزواج في إقامة العرس، منها ليلة الحنا وليلة الدخلة، وسنذكرهما في محلهما.
والزواج يختلف اختلافًا كبيرًا بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة، فإذا كانت الطبقة غنية بالغ أصحابها في نفقات الأفراح وبذل الأموال من غير حساب، سواء في المآدب أو معالم الأفراح، ولا يكتفون بليلة الدخلة بل يقيمون ثلاث ليال قبلها، وكان العريس يجمع في منزله قبل يوم الزفاف أصدقاءه الأخصاء ممن يجيدون الغناء والعزف على الآلات الموسيقية، ويسمون هذه الليالي ليالي الضممة، وفي ليلة الزفاف يرسل العريس العربات الفخمة مع والدته لأخذ العروس من بيت أهلها، وتكون العربة المخصصة لها، مزينة بالشيلان الكشميري والورود والأزهار، يجرها اثنان أو أربعة من جياد الخيل، ويخفرها اثنان من الفتوات، وأحيانًا من رجال مخصصين لذلك يسمون الضوية، وهما يرتديان شيلانًا من الكشمير ثم تتقدم والدة العريس على العروس لتقودها إلى المنزل، ثم تتلوها والدة العروس؛ ويسير هذا الموكب خلف الموسيقى في بعض الشوارع الهامة، ثم يعرج على منزل العريس، فيتقدم العريس لاستقبال عروسه فتتأبى وتمتنع؛ ولا تنزل إلا بعد إلحاح، ثم تنحر الذبائح على عتبة الباب، ويسير العريس مع عروسه إلى داخل البيت محجوزين بالشيلان الكشميرية حتى لا يراهما الناس، ثم يستقبلهما العوالم ويسرن أمامهما إلى الكوشة، وهي عرض مزخرف أعد خِصِّيصَى للعروسين، وفي أثناء ذلك تبدر البدر، وهي عبارة عن نقود ذهبية صغيرة من ذات الخمسة قروش، أو فضية من ذات القرش الواحد، يبدرها العريس أو أقارب الزوجين؛ والغرض من ذلك صرف الحاضرات عن النظر للعريسين منعًا للعين، ويخرج العريس بعد تناول العشاء يحوطه جماعة من أصدقائه يحملون باقتين من الورد، ويتقدمه بعض الأصحاب يحملون الفنايير، ويؤلفون موكبًا يسمى زفة؛ وتسمى الزفة زفة العريس تسير أمامهم الموسيقى، ويسيرون جميعًا إلى المسجد حيث يصلي العريس ركعتين، ثم يعود بموكبه إلى المنزل، ويدخل على العروس فيرفع ما على وجهها من نقاب، ويراها لأول مرة، ويجلس بجانبها، وعند ذلك يقدم لهما الشربات ثم يختفيان عن العيون.
أما الزواج في الطبقة الفقيرة فكان وضيعًا؛ فتحمل المشاعل بدل الفنايير والطبل البلدي بدل الموسيقى، والبوظة بدل الشربات والخمر، ويرقص الناس رقصًا بلديًّا أمام المزمار، ويتزاحم الفتوات على الرقص أمام المزمار، وتمشي العروس في ناموسية بدل الشيلان الكشمير، وتركب التختروان إلى منزل العريس، وربما كان أفخم زواج وأفراح أفراح الأنجال، والمراد بالأنجال أنجال الخديو إسماعيل، وقد كان في عهد أبيهم إسماعيل، وإلى الآن يُسمى شارع المنيرة بشارع أفراح الأنجال، وقد زوج إسماعيل أولاده توفيق وحسين وحسن، وقد ابتدأت هذه الحفلات بعقد العقد، حضره الوزراء والعلماء وكبار الأعيان في سلاملك القصر العالي، وكان يرأسهم خليل أغا، وهو أغا والد إسماعيل، وهذا ما يدعو إلى العجب؛ إذ كيف يترأس هذا الأغا على هؤلاء كلهم، ولكن كانت سلطته عظيمة، وهو الذي أشرف على بناء مسجد الرفاعي، وإنشاء المدرسة المعروفة باسمه «مدرسة خليل أغا»، وقد ابتدئت الحفلة بالقرآن الكريم، ودخل الشهود على باب العروس المسدول عليه الستار وسألوها: هل تقبلين أن يكون فلان زوجك؟ ولا يزالون يكررون هذا حتى قبلت، ودامت الحفلات أربعين يومًا كاملة، يأكل الحاضرون ويشربون ويهرج الطلبة فيها كما يشاءون، وتنوعت فيها موسيقى الغناء، وغنى فيها عبده الحمولي وألمظ وغيرهما، وأقيمت فيها الملاعب البهلوانية وعرض جهاز كل عروس على المتفرجين، من حلي مرصعة بالألماظ، ومفروشات ثمينة وغير ذلك.
والأغوات يستقبلون المدعوات الحريم وتضرب لهن الموسيقى، وكان من المدعوات بعض الإفرنجيات، وكان يستقبلهن بعض من يعرف لغاتهن، وهكذا … وبطلت تلك العادة كلها حتى أصبح العريس يقود عروسه بعد الحفلة البسيطة، فيذهب بها حيث شاء من غير زفة ولا غيرها.
وكلنا نعرف أن الشريعة الإسلامية تجيز تعدد الزوجات في حدود، والعادة أن يمهر الزوج الزوجة، وفي الطبقة العالية قد يبلغ المهر ألف جنيه، وفي الطبقة الفقيرة يمهرها نحو خمسة جنيهات، والذي يدعو إلى اقتصار أغلبية المصريين على زوجة واحدة هو تساوي عدد الرجال بالنساء تقريبًا.
والطلاق هو حل عقد الزواج، وهو جائز في نظر المسلمين؛ ومن أسباب الطلاق أنه قديمًا كان الأب بصفته وليًّا يزوج ابنه أو بنته في الصغر، فإذا كبر لم يوافق الزوج هذا الزواج، فأدى ذلك إلى الطلاق، وقل ذلك الآن، ومن الأسباب أيضًا أن تكون المرأة مصابة بعقم أو بمرض شديد، أو أن تخلف بنات فقط، فيستحل الزوج لنفسه أن يتزوج غيرها.
وقد تعاون تعدد الزوجات وملك اليمين على فساد الأسرة، والعداوة بين الأولاد من أمهات مختلفة، والرجل الشرقي في العادة حاكم مستبد في بيته، والنظر إلى المرأة كان نظرًا وضيعًا، وكانت تعتبر أحط منزلة من الرجل إلا في القليل النادر، وهذا أفسد نفس الأبناء، لأنهم لا يجدون جو محبة يسود البيت.
وتعدد الزوجات آخذ في القلة لانتشار العلم، وكثرة الطلاق كذلك آخذة في القلة أيضًا لرؤية الزوجة قبل الزواج، ونفوذ الرجل آخذ في القلة بسبب تعلم المرأة.
- زي التعبان يقرص ويلبد: معنى يلبد يختفي.
- زي أم العروسة فاضية ومشغولة: تعبير يقال للرجل يشتغل بأتفه الأشياء، وقريب منه قولهم: زي اللي رقصت على السّلم، لا شافوها أهل تحت، ولا أهل فوق.
- زي البدر ليلة ١٤ شعبان: يعتقدون أن أحسن الأقمار قمر شعبان في ليلة أربعة عشر.
- زي تنابلة السلطان: التنابلة جمع تنبل، وهو الكسلان المفرط في الكسل، وتنابلة السلطان كسلاء ليس لهم من عمل إلا الأكل والنوم من غير عمل، ويحكون أن السلطان غضب على قوم منهم فأمر برميهم في البحر، فركبهم عربة إلى البحر، فأشفق عليهم رجل وقدّم لهم أكلًا يحتاج إلى تقشير وغسل، فقالوا حَنغسِل ونْقَشَّر، ودي ع البحر.
- زيّ الجوَارِ، كل يوم عند ياسرجي: الجوار؛ أي الإماء، والياسرجي، تاجر الرقيق، تعبير يقال للمرأة الحرة تتزوج ثم تطلق، فهي كالجارية تنتقل في أيدي بائعي الأرقاء.
- زيّ خلع الضِّرس: تعبير يعني أنه صعب كما يخلع الضِّرس.
- زيّ سَبْع البُرومْبة: وأحيانا يقولون، سبع البرومبة، الذي نايم على جنبه، ولا يقولون الذي إلا في هذا الموضع، وما عداه يقولون اللي؛ أي إنه نافش منتفخ.
- زيّ المسطول: تعبير يعني متعاطي المنزول.
- زي مضغ الزلط: تعبير يعني أنه صعب ثقيل كمضغ الزلط.