حرف الطاء
- طاب واستوى: تعبير يعني نضج.
- طاسة الخضة: يزعمون أن الإنسان إذا خُض فربما كان من نتائج تلك الخضة مرضه بأمراض عصبية خطيرة، وبالزهري مع أنه ثابت طبيًّا أن مرض الزهري لا يأتي إلا من الاتصال الجنسي بمريض من هذا القبيل، ويعتقدون أن طاسة الخضة تزيل كل هذه الأمراض، وهي طاسة من نحاس مرسوم عليها صور طيور، أو مكتوب عليها كتابات غير واضحة، يوضع فيها ماء ثم تعرض في الليل للندى، ثم يشربه المريض، ويوجد حول الطاسة نحو أربعين قطعة معدنية رقيقة كالصفيح كذلك، فإذا فقدت واحدة منها زال مفعولها.
-
الطالع: يعتقد عامة المصريين في تأثير النجوم في الأرض، من سعادة وشقاء، وغنى وفقر،
ويقسمون السماء اثني عشر قسمًا، لكل قسم برج، وأسماء الاثني عشر برجًا هي:
الدلو وعلاقته بشهر يناير، والحوت بفبراير، والحمل بمارس، والثور بأبريل،
والجوزاء بمايو، والسرطان بيونيو، والأسد بيوليو، والسنبلة بأغسطس، والميزان
بسبتمبر، والعقرب بأكتوبر، والقوس بنوفمبر، والجدي بديسمبر.
وطريقة الاستخدام أن يغمض الطالب عينيه ويضع إصبعه على إحدى خانات منطقة البروج، وهي صورة مصورة مقسمة إلى خانات، ثم يفتح عينيه ويتبع الخط الذي فيه النمرة المذكورة، متجهًا من اليمين إلى اليسار، حتى يصل إلى العمود الذي فيه البرج الذي وضع يده عليه، فيجد عددًا يدل على الصفحة الموجود فيها جواب السؤال المطلوب.
ويعتقدون أن العالم المادي لا توجد فيه الأشياء على طريق المصادقة، بل بتأثير النجوم، فلا يقابل قاهري إسكندرانيًّا، أو رجل لرجل بطريق المصادفة، ولكن ذلك بتأثير الطوالع وتحقيقًا لغاية خصصتها يد الطبيعة، وكذلك جميع الحوادث؛ فالنجوم وسائر السيارات تؤثر في أحداث الأرض.
فمثلًا الشمس مصدر الحرارة والحياة تهيمن على العواطف النبيلة والمشاعر العالية والوجدانات الحية … وللقمر تأثير عظيم على الأرض وعلى ساكنيها، ومفعوله ظاهر في المد والجزر، فمتى كان القمر هو الكوكب الرئيسي في الطالع أثر في الإنسان وخاصة في مجموعه العصبي وقوة تخيله، فيجعل من بعض الناس أديبًا أو فنانًا، وأحيانًا يجعل منه مجنونًا، وإذا كان هو المهيمن على زلازل الأرض والعواصف والبراكين كان أيضًا ذا اتصال بالحروب الأهلية والأجنبية والنوازل الطبيعية والمصائب الاجتماعية، وهكذا كل نجم من النجوم، وبعبارة أخرى كل برج من الأبراج.
وقد ألفت الكتب الكثيرة في هذا الموضوع من عربية وعجمية، بعضها فيه تخريف كثير، وبعضها معتدل.
وهم يعتقدون أيضًا أن كل من ولد في برج أو بعبارة أخرى في شهر خاص يقابل في حياته حوادث خاصة، لا كالذي ولد في برج آخر أو شهر آخر.
وكثيرًا ما تُستهوى النساء بمثل ذلك، فنجد في بعض الجرائد والمجلات أن المولود في أسبوع كذا من شهر كذا يدل طالعه على كذا، ويهتم العوام بذلك كثيرًا.
ومن الأغاني الشعبية «حسبت نجمك لقيت لك وفق وياي»، فإن من حساب الطالع أن بعض البروج تناسب بعضًا، وبعضها لا يناسب بعضًا، فإذا كان الرجل والمرأة مولودين في برج واحد أو في برجين منسجمين دل ذلك على الوفق وإلا فلا.
ويقولون فلان طالعه سعيد، وفلان طالعه غير سعيد، ومن تعبيراتهم أيضًا: «فلان نجمه عالي أو صاعد»، علامة على النجاح، وفلان طالعه سافل علامة في الفشل، ويقولون فلان طالعه طالع السعد؛ أي إنه مبخت، وفلان كانت وقعته زحل؛ أي شقي؛ لأن زحل من النجوم المشئومة.
ومن ذلك ما فعل الشيخ عبد الهادي نجا الإبياري، فقد ألف كتابًا في اسم إسماعيل باشا سماه «الطالع السعيد» ذكر فيه أنواع علوم مختلفة، اشتقاقًا من اسم إسماعيل.
ويكثر في مصر استشارة أهل الخبرة، وخصوصًا عند نية الزواج، زواج رجل بامرأة أو امرأة برجل، أو الإقدام على عمل من هذا القبيل، وأظن أنه لو استحصي جميع من ولدوا في يوم واحد، أو ساعة واحدة، لوجد بعضهم شقيًّا وبعضهم سعيدًا، ولكن العقيدة لا يغلبها غالب.
- طبق في زُوره: تعبير يعني أمسك به إمساكًا شديدًا.
- الطرحة: نوع من الشاش مصبوغ بالصبغ الأسود وقد يكون من الحرير، يلبسها بعض الممدّنات خصوصًا في الأحزان، وأكثر ما يلبسها الفلاحات، وتستخدمها الفلاحة كغطاء للرأس، وفي تغطية وجهها عمن لا تحب أن تراه، وفي كلامهم القسم بتلبيسه الطرحة؛ أي بالغلبة عليه حتى يكون أشبه بالمرأة.
-
الطعام: للطعام في عرف المصريين نظام قد يخالف الأمم الأخرى، وللأغنياء طريقة
وللفقراء طريقة أخرى، فمثلًا والدة إسماعيل كانت تجلس في حجرة الأكل في السراي
مع من يوجد من البرنسيسات على شلت مغطاة بقماش مزركشة بالقصب، وتوضع أمامهن
صينية من الفضة وأدواتها، إلا في الدعوات الخاصة فتكون من ذهب، وقد توضع
الصينية فوق كرسي عال بعض الشيء، ويقوم بالخدمة جوار يرتدين اللباس الفاتح، وفي
أيدي بعضهن منشات ينش بها على الأكل، وفي الطبقة الوسطى كذلك بشكل أرق
حالًا.
وقائمة الأكل عادة شربة، ثم نوع من اللحم، ونوع أو أكثر من الخضراوات، ثم الأرز، ثم الحلوى، ثم تقدم فناجين القهوة.
أما الطبقة الفقيرة فتكتفي بما حضر من غير احتفال، مش أو بيسارة، أو عدس أو فول نابت، أو نحو ذلك، والفلاحة عادة تذهب إلى زوجها في الغيط، وتحضر له شيئًا من هذا فيأكله مع الفجل أو البصل أو نحو ذلك.
-
الطقطوقة: هي أغنية خفيفة تسود عليها الشخلعة في الغناء، مثل: «جمالك ربنا يزيده» و«شوي
شوي»، وهي عكس الأدوار المتزنة الرزينة غالبا، وفي العادة في ليلة الفرح تغني
بعض الأدوار، ثم تغني بعض الطقاطيق.
ويطلقونها مجازًا أحيانًا على الفتاة الصغيرة الدلوعة، أو الحديث الخفيف غير المقيد بقواعد، وأحيانًا تطلق أيضًا على الوعاء الصغير الذي تنفض فيه السجاير.
-
الطَّلسم: يعتقدون أنه إذا تليت عزائم سحرية خاصة على المادة المصنوعة المعدّة لذلك،
سببت المراد منها، كالطلسم الموجود في الأزهر؛ يقولون: إنه يمنع العصافير من
الدخول في المسجد، مع أنه مكان مناسب لذلك، ويزعمون أن بالإسكندرية طلسمًا لمنع
الحدأة، ولذلك لا توجد في جو الإسكندرية.
ويزعمون أنه يمكن عمل الطلسم لحراسة الدار والمال بصنع صنم من حجر الكدّان كامل الخلقة وبيده سيف ويتعمد عمله عند سلطة المريخ في الساعة الأولى أو الثامنة من يوم الثلاثاء، ويذبح عند ذلك دجاجة سوداء ليس فيها إشارة، ويطلى بالدم جميع الصنم، إلخ … الخ …
ويظهر أن قدماء المصريين كانوا أيضًا يصنعون هذه الطلاسم ويعتقدون فيها لشهرتهم في الأعمال السحرية، ولهذا كانت معجزة موسى عليه السلام إبطال سِحْر السحرة المصريين، وقد روى الجاحظ في كتابه الحيوان أنه لما زار حمص لم يجد فيها عقارب، فسأل عن ذلك فقالوا له: إن بها طلسمًا يمنعها من البقاء فيها، فلم يرض عن ذلك، وعلله بأنه ربما كان جو حمص لا يناسب العقارب، أو أن فيها بعض الحيوانات التي تهاجمها، فهربت منها.
- طِلِعْ: لهم في هذه الكلمات استعمالات كثيرة، فيقولون، طلع من باب الجمال؛ أي خرج سالمًا وطلع فيها بمعنى اغتر بنفسه وتجبّر، وطلع نقبُه على فاشوش؛ أي إنه بعدما اجتهد وتعب لم ينل شيئًا، وطلعت عليه الجنونة، وأحيانًا يقولون طلعت عليه الغزالة، بمعنى أنه أصابته لوثة من الخبل، وطلع يجري؛ أي أخذ يجري، وكذلك «طلع راجل»؛ أي اتضح أنه رجل، و«البيض طلع كتاكيت» و«الكلمة دي لا طلعت ولا نزلت»؛ أي لم تزد شيئًا ولم تنقص شيئًا فليس لها قيمة، وكذلك «طِلِعْ بوش»، و«طِلِعْ من المولد بلا حُمص»؛ أي لم يُسفر عمله عن نتيجة، وكذلك «طلع القرافة»؛ أي زارها.
- طِلِعْت أشمّ الهوا: تعبير يعني أتنزه.
- طلعت المسألة فيسكو: تعبير يعني لا قيمة لها.
- طِهِقتْ وبقيتْ روحي في مناخيري: تعبير يعني تململت.
- طول عمرك يا ردا وأنت كدا: أصل الردا الرداء، وهو الثوب يقال للشيء يصدر عنه ما اعتيد منه.
-
الطِّيب: يحب المصريون الطيب رجالًا ونساء، فيتطيبون بدهن الورد وبالعنبر وبالمسك
وبالعطر، وقد يبالغ بعض النساء فيه.
وكان لا يتحرّج الرجل من التطيب، وقد يضع شيئًا منه في منديله فتفوح رائحته إذا أخرجه، وقد يقدّم الطيب للضيوف كالقهوة.
وفي كثير من البيوت مبخرة ليتبخر الضيوف منها، وقمقم لرشّ ماء الورد والعطر ونحو ذلك.
وهم يحبون أيضًا الأزهار العطرية، ويفضلونها على غيرها، كالورد والفلّ والياسمين، وتمر الحنّا، وهم إذا شمّوا رائحة طيبة قالوا: اللهم صلى على النبي، وكثيرًا ما تدخل المسجد فتشم منها الروائح العطرية؛ لأنهم أمدوا المسجد بها أو أطلقوا فيه البخور.
وتجدهم أيضًا يرسلون أمام الميت في جنازته طائفة يحملون المباخر، وقد يحمل بعض هؤلاء قماقم ماء الورد والعطر، يرشون بها على الواقفين في جانبي الطريق.