حرف الياء
- يا بخت اللي نفَّع واستنفع: كلمة شائعة على لسان المصريين، وهي تدل على فساد شائع في الخلق؛ لأن معناها ما أحسن بخت الذي ينفع وينتفع؛ أي يأخذ الرشوة ويقضي الحاجة. وهو خير عندهم من الذي لا يأخذ رشوة ولا يقضي شيئًا، ومعنى هذا أن الرشوة تحلُّ وتستحسن إذا اقترنت بقضاء الحوائج.
- يابن الحلال فضك من الخصام: ابن الحلال تقال للمدح، وعكسه ابن الحرام. وفضك من الخصام بمعنى اترك، وهو كثير في كلامهم، يقولون: فضك من كده، وفضك من الكلام الفارغ، فهي مرادفه لكلمة بلاش، فبعضهم يقول: بلاش كلام فارغ، وبعضهم يقول فضك من الكلام الفارغ.
- يا خبر بفلوس بكرة يبقى بلاش: بلاش؛ أي بلا ثمن، وهو تعبير يعني أن هذا الشيء اليوم بثمن لندرته، فغدًا يكون بلا ثمن لكثرته.
- يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها: تعبير يعني لا تتدخل بين المتخاصمين فيلحقك الأذى.
- يا دار ما دخلك شر: تعبير يقال عند انتهاء المسألة من غير أن تثير شرًّا.
- يا دوب قعدنا وجه فلان: هذا تعبير عامي غريب، يقال إذا حصل الشيء تمامًا في وقت الشيء الآخر، أو عقبه بقليل، يقولون: يا دوب ركبنا والقطر مشي؛ أي عقب الركوب مَشَى القطار، يا دوب دخل البيت ووقع مات؛ أي عقب دخوله مات.
- يا رايح قول للجاي ويا شاهد قول للغايب: تعبير يعني ليخبرْ بعضكم بعضًا.
-
يارمز: كانت في القاهرة طائفة يسمون «يارمز» لا أعرف اشتقاقها، وكان من أوصافها أنهم
يلبسون جلبابًا أزرق، ويتحزمون عليه، ويرفعونه حتى يكون له منهم عب، ويلبسون
طربوشًا من غير عمامة، وله زر أزرق، ويحركون رقبتهم حركة متتالية حتى يدور الزر
بسرعة، ويصفع كل منهم وجه الآخر، فتكون لعبة يُتضاحك عليها.
وقد يحملون طبلة تحت إبطهم يطبلون عليها وفقًا لحركات الزر، وهم أشبه ما يكونون بطائفة الأدباتية التي ذكرناها.
- يا روحي على كِدَه: كلمة تقال في الغالب لمغازلة السيدات.
- يا ريت اللي جرى ما كان: تعبير يقال عند الندم على ما حدث.
- يا زرع البداري، يا جني العَصَاري: زرع البداري تقال للجسيم؛ لأنهم يعتقدون أن ما زُرِعَ مبكرًا يسرع إليه النموُّ، وجَنْي العصاري؛ أي إنهم يجنونه في العصر، وهو خير أوقات الجني.
- يا سلام: تعبير يقال في مواضع كثيرة، فمثلًا تقال يا سلام سلِّم عند الرعب والطلب من الله السلامة، فيقولون مثلًا: من عينيه يا سلام؛ أي يا ربِّ سلم من تأثير عينيه، ويقول المريض عند الوجع: يا سلام. ويقول المتعجب عند العجب: يا سلام على كده مثلًا.
- يا عدوي: نداء ينادى به على الولد التائه أو البنت التائهة فهم يقولون: يا من شاف ولد صفته كذا، ويلبس كذا، واللي يلاقيه له الحلاوة يا عدوي، والعدوي هذا شيخ ينسب إليه أنه يحضر التائه.
-
يا فرج: يمشي في القاهرة رجل يلبس جلبابًا أبيض، ويضع عصا مستعرضة على كتفيه وينادي:
يا فرج! فمن سمعه فهم منه أنه يخرج الثعابين من مكانها، فإذا نودي عليه أدخل
مظان الثعابين وعزَّم تعزيمات فيخرج الثعبان لشيء يحمله هذا الرجل يشتهيه
الثعبان أو غير ذلك.
على كل حال هذا هو ما شاهدته، ومن وظائفه أيضًا أنه ينزل الدود من أنف الأطفال بما يدعيه من العزائم، وكثيرًا ما يكون ذلك من وضع دود في كمه ينزل من أنف الطفل بحركة سريعة منه.
- يا ليلة بيضة يا نهار سلطاني: تعبير يقال عند الفرح والسرور، والنهار المشرق الجميل يسمى نهار سلطاني، والسكة الواسعة الممتدة تسمى سكة سلطاني.
- يَامَا: يستعملونها بمعنى كثير، فيقولون: ياما رأيت؛ أي رأيت كثيرًا، وياما قلت؛ أي قلت كثيرًا، وأحيانًا يستعملون «يا» زائدة، فبدل أن يقولوا ما أكثر فلوسه، يقولون: يا ما أكثر فلوسه! ويقولون: «يا ما» باعتبارها صفة، فمثلًا يقال: «فلوسه يا ما»؛ أي كثيرة؛ وكذلك «خيره يا ما».
- ياما ناسْ متعذبهْ ومن الغلا متلهلبهْ: هو تعبير ظريف؛ أي إنَّ قومًا كثيرين في عذاب من الغلاء، كأنهم في لهلوبة نار.
- يا مِستكْتَر الدهر أكتر: تعبير يعني لا تغتر بكثرة ما في يدك، فالزمان يستطيع أن يضيِّع الكثير.
- يا مِيتْ ندامة: يستعملون ميت بمعنى مائة، فيقولون يا ميت ندامة، بمعنى ما أكثر ما يستحق الشيء من الندامة، ونحوه يا ميت حسرة، ويا ميت مرحبة.
- اليانصيب: هي كلمة ينادى بها على أوراق «اللوترية»، سموها كذلك؛ لأنها تكون من مئات الآلاف، ثم يربحها عدد محدود من غير سبب معروف، وقد يكون رابحها أبعد الناس عن استحقاقها، ومحرومها أكثر استحقاقًا لها. فيربحها الغني المفرط في الغنى، ويخسرها الفقير الممعن في الفقر، فكأن ربحها أو خسارتها مبنيان فقط على البخت، أو بعبارة أخرى النصيب؛ ولذلك نادوا عليها: يا نصيب، وانتشرت هذه الكلمة عند الإفرنج بأن المصريين أكثر الناس اعتقادًا في القضاء والقدر والبخت والنصيب، كما أخذوا منهم كلمة «قسمة»، وهي تساوي «قدر».
- يا نموت سوا يا نعيش سوا: يستعملون يا بمعنى إما؛ أي إما أن نموت سوا وإما أن نعيش معًا. ومثله قولهم يا كده يا كده، وتقول الأم لولدها، يا تيجي يا اضربك.
- يا نهار زي بعضه: تعبير يعني أنه نهار لا يسر.
- يا هل ترى: تعبير كثيرًا ما يستعمل بمعنى الاستفهام عن الشيء، هل يحدث في المستقبل أو لا يحدث، تقول: هل ترى نعود إلى بلادنا، أو نعيش طول العمر كده.
- يا هَنَاي لمَّا افرحْ بيكْ: تعبير يعني إذا فرحتُ به فما أهنأني.
- يا ويل اللي ما يرضى عنه أبوه وأمه: أي ويل له.
- يبوس إيده وش وضَهْر: تعبير يقال إذا أنعم على الإنسان بنعمة؛ لأنهم اعتادوا أن يقبلوا أيديهم ظهرًا وبطنًا علامة على شكر الإله وحمده.
- يتعلم الحلاقة في رءوس اليتامى: تعبير يقال لمن يستحقر أفرادًا يتعلم فيهم صنعة كمعلم الجراحة يعلم طلبته الجراحة في رءوس المجرمين.
- يخلق من الفسيخ شربات: تعبير يعني أنه يعمل من الشيء الرديء شيئًا حلوًا.
- ياد العدي: تعبير يستعمل كثيرًا على ألسنة النساء، تقول: ياد العدي يا فلانة.
- يرد الروح: تعبير يعني أنه جميل جدًّا، حتى ليكاد يرد الروح على من فارقته.
- يزمزأ: تعبير يعني يغضب ويضجر.
- يصبر على الأسية: تعبير يعني أنه إذا أسيء إليه صبر.
- يصوم يصوم ويفطر على بصلة: تعبير يقال لمن يصبر على الشيء ثم لا ينال شيئًا يكافئ صبره.
- يضرب بلطة: تعبير يقولونه لمن يتمشى سبهللا؛ أي لا لغرض.
- يعملها الصغار، ويقع فيها الكبار: تعبير يعني أن الشيء يأتيه الصغير، ويقع فيه الكبير، كقول العرب «معظم النار من مستصغر الشرر.»
- يضيع المستكي، ويحافظ على الورقة: تعبير يعني أنه يضيع الشيء الهامَّ، ويحتفظ بالتافه كقولهم: «سرق الصندوق يا محمد، لكن مفتاحه معايه.»
- يعملوها ويخِيلوا: تعبير يعني يأتون بالعَمْلة فتكون منسجمة منهم ويخيلوا، يقال إذا لبس أحد ثوبًا وانسجم معه خال عليه، والمضارع يخيل.
- يفضل الإنسان يتعلم لحد ما يموت: تعبير يعني أنه يتعلم طول حياته.
- اليفط: أولع المصريون باليفط، كتبت بخط جميل ووضع عليها لوح من الزجاج، ثم صنع لها إطار من خشب، فتجد في القاعات: «بسم الله الرحمن الرحيم»، «وإنك لعلى خلق عظيم»، وتجدها في الدكاكين، وخصوصًا: «إن الله هو الرزاق العظيم»، و«رب يسر ولا تعسر»، ووضع على رأس القضاة: «العدل أساس الملك»؛ تذكيرًا لتحقيق العدل، وكثيرًا يستغنون بها عن صور المناظر الطبيعية أو صور الفنانين.
- يفهمها وهيَّ طايرة: تعبير يعني أنه سريع الفهم قوي الذكاء.
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته: تعبير يعني أنه يعمل العمل، ثم يماري، حتى لا يظن أنه هو الذي عمل.
- يكلمك ومناخيره لفوق: تعبير يعني متكبر.
- يَمُّه: أي ناحيته، تعبير يستعملونه بمعنى ناحية يقولون إن رحت يمه، قول له كذا.
- اليمنى واليسرى: يعتقدون البركة في البدء باليمنى سواء كانت يدًا أو رجلًا، فيلبسون النعل اليمين قبل النعل اليسار، والكم اليمين قبل الكم اليسار، ويتعمدون أن يدخلوا البيت والمسجد بالرجل اليمنى، وعلى العموم يتيمنون باليمنى ويتشاءمون من اليسرى.
- يموت الزَّمَّار واصباعُه يلعب: ومثله قولهم، الليفهْش ما يخلهْش.
- اليهود: في مصر طائفة كبيرة من اليهود، امتازوا بالمحافظة على جنسهم، والانطواء على أنفسهم، كما هو شأنهم في كل بلاد العالم ولهم حارة في القاهرة تسمى حارة اليهود، ولا يسكنها غيرهم. وقد عُرِفُوا ببياض بشرتهم وزرقة عيونهم، وامتازت وجوههم بسحنة خاصة يعرفها من اختلط بهم. ولهم شهرة واسعة في الأعمال التجارية وصياغة الحليِّ. عرفهم المصريون بالبخل، ولهم في ذلك النوادر اللطيفة الكثيرة عنهم؛ فإذا رأوا من المسلمين من يبخل ويدقق في الحساب قالوا له: أنت يهودي. وهم لأنهم أقلية أكثر ما يكون تعاونًا بعضهم مع بعض وامتاز بعض نسائهم بالجمال، وهم حيثما كانوا يحترفون التجارة ويسيطرون على المال، حتى إنهم في أمريكا وعددهم فعلًا لا يتجاوز الستة ملايين ظهروا على سكانها وهم نحو أربعمائة مليون. ولهم نظر نفّاذ في نوع العمل الذي يسيطرون به على الأمة التي يسكنون فيها، من طبٍّ وأعمال بنوك واستيلاء على الصحافة وتدريسٍ ونحو ذلك. ولهم مهارة في نشر الآراء والتعاليم التي تزلزل العقائد وترج الإيمان، وفي حرب فلسطين حاربوا الأمم الإسلامية بغاية ما وصل إليه العلم والسياسة من الأساليب الحديثة، يحاربون بها التقاليد القديمة.
- يهون عليك دا كله: تعبير يعني هل يسهل عليك هذا؟
- يوضع سره في أضعف خلقه: مثل قوله تعالى: اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ.
-
يوم الجمعة: يعتقدون أنه يوم مبارك، وتُستجاب فيه الأعمال، ولكن فيه ساعة نحس لا يعرف متى
هي، وهي يوم راحة للمسلمين تغلق فيه أكثر الدكاكين ويستراح فيه من أعمال
الأسبوع، ويزاحمه في ذلك يوم الأحد؛ لأنه عند النصارى كيوم الجمعة. ومن كان
يعمل عند النصارى اضطر بحكم الضرورة أن لا يعمل يوم الأحد.
وهناك يوم جمعة يقال له الجمعة اليتيمة، ذلك أنه كان في زمن الفاطميين أربعة مساجد: الأنور، والأزهر، والأقمر، ومسجد عمرو بن العاص في مصر العتيقة، فكان الخليفة يصلي كل جمعة في مسجد من هذه المساجد، ويجعل آخرها في مسجد عمرو، فيسمونها الجمعة اليتيمة؛ أي الجمعة التي لا جمعة بعدها في رمضان. ولا تزال هذه العادة جارية إلى اليوم مع تعدد المساجد وكثرتها، وذلك كقولهم: «أربعاء لا يعود» وهو الأربعاء الذي قبل شم النسيم.