حرف الخاء
-
الخاطبة: هي امرأة اعتادت أن تدخل البيوت بصفة بلانة أو دلالة، فتتعرف إلى نساء البيت
وفتياته؛ وهي توصى عادة بالبحث عن زوج للفتاة أو زوجة للفتى، فتكون صلة التعارف
بينهما، وكثيرًا ما تبالغ في جمال البنت وغناها، أو تبالغ في جمال الشاب وغناه؛
وذلك نظير جُعل تتقاضاه منهما بعد أن يتم الزواج، ولما تقدمت المدنية شاهدت هذا
العام في إحدى قهاوي رمل الإسكندرية امرأة قيل لي: إنها خاطبة، يوسطها من شاء
من الشبان والشابات فتجمع بينهما، لنظر بعضهما إلى بعض، فإذا أعجب كل الآخر تم
الزواج وإلا لا.
وإذا كان السفور معتادًا أمكن نظر كل منهما إلى الآخر وتقابلهما مرارًا حتى يتم الزواج أو يتم الانفصال.
وكان ينشأ في العهد القديم من الخاطبة متاعب كثيرة، فقد يتبين أن الزوجة ليست كما وصفتها الخاطبة من جمال أو غنى، أو أن الفتى ليس كما وصفته من استقامة أو غنى، ولكن يكون ذلك بعد انتهاء العقد وتمام الروابط؛ وكان هذا في أيام الحجاب أشد وأعنف.
- الخالق الناطق هو: تعبير يعني يشبهه تامًّا.
-
خان الخليلي: إنما ذكرناه دون غيره من أحياء القاهرة؛ لأنه محتفظ بصفته الشرقية، فهو حتى
في شكل بنائه من عقود ووكالات على الجانبين تحتها دكاكين على الصفين، يمثل حالة
التجارة في الشرق في العصور الوسطى؛ وتباع فيه السجاجيد العجمية والسبح
الكهرمان، والصواني النحاسية المنقوشة، أو المكتوب عليها آيات قرآنية ونحو
ذلك.
ولذلك إذا جاء السائحون في القاهرة كان من أهم برامجهم زيارة خان الخليلي، فيشترون منه بعض السلع الشرقية تذكارًا لهذه الزيارة، ويشاهدون فيه نوع التجارة في القرون الوسطى؛ وبائعوه أجناس: منهم الأتراك والشوام والعجم وغيرهم.
- خايب ونايب: الظاهر أن نايب إتباع لخايب لا للدلالة على شيء جديد، بل هو لتأكيد الخيابة.
- خبطتين في الرأس توجع: تعبير يعني قد يتحمل الرأس خبطة، أما خبطتان فلا.
-
الختان: يولي المصريون الختان أهمية كبرى حتى لقد بلغني أن قبيلة سودانية أرادت
الدخول في الإسلام فكتب رئيسها إلى بعض علماء الأزهر يستوضحه الإسلام وما يفعله
أفراد قبيلته لدخولهم في الإسلام، فكتب إليه العالم الأزهري قائمة بما يجب أن
يعملوه؛ فكان أولها الختان، فرفضت القبيلة أن تسلم؛ وقد كانت هذه المسألة قلة
ذوق.
والختان عادة تشمل الذكور، والإناث جميعًا، فللأطفال حلاقون يتولون ذلك، وللبنات دايات يقمن بهذه العملية، وقد يتولى الأطباء هذه العملية في بيوت الأغنياء، وقد جرت عادة الأطباء أن يختنوا أولاد الأغنياء.
وربما كان المصريون أحرص الناس على الختان، وقد ثبت أن قدماء المصريين كانوا يختتنون، وربما كان هذا هو السبب في حرص المحدثين منهم على ذلك، وقد زعموا أنه ينجي الأطفال إذا ما كبروا من الأمراض.
وقد جرت العادة أن يكون الختان في نحو السابعة من العمر، وهم يحتفلون به ويؤلفون لهذا الغرض موكبًا يجتمع فيه الأصدقاء والمحبون، ويركبون الغلام جوادًا أو عربة بعد أن يلبسوه لباسًا فخمًا وأمامه الموسيقى أو الطبل والمزمار؛ وقد يزينون الولد بزي الفتاة الصغيرة، ويطوفون به في الشوارع القريبة من بيتهم على هذه الحال، وتقام مأدبة كبيرة؛ والعادة أن يختن الطفل عقب هذه الحفلة.
والختان يفصل بين حياة الطفولة وحياة المراهقة، وفي هذه الأيام من حياتي، أعني سنة ١٩٥٠ وما بعدها، نادى بعض الناس بقصر الختان على الذكور دون الإناث، وحجتهم في ذلك أن ختان البنات قد سبب انتشار عادة تعاطي الحشيش والمنزول والأفيون ونحو ذلك، وذلك بسبب أن البنت إذا اختتنت ثم كبرت فختانها يقلل من لذتها الجنسية، فيضطر الرجل إلى استعمال المخدرات التي ذكرناها لغيابه عند مضاجعتها، فنادوا بعدم ختانها حتى لا يضطر الرجل إلى مثل هذه المخدرات، ولم تلق هذه الدعوة في أول أمرها كثيرًا من الاهتمام.
والمصريون يسمون الختان طهارة كأن الفتى والفتاة يتطهران بهذا العمل.
وكثير من الناس ينتهزون فرصة زواج بنت أو شاب في البيت فيختن أولاده اختصارًا لكثرة الحفلات، فيكون الموكب مكونًا عادة من عربة للعروس وعربة للطفل المراد ختانه، وبعضهم قبل الختان يزور المختتن شيخًا من الأولياء كالإمام الشافعي، وعادة تجري حفلة كبيرة في ساحة الإمام للختان العام الذي يشترك فيه عدد كبير، خصوصًا من أولاد الفقراء، وتكون هذه الحفلة العامة عادة عند فتح الخليج في النصف الثاني من أغسطس أو الأول من سبتمبر، ويعتقدون أن هذا الوقت من أنسب الأوقات، فقد خف الحر ولم يهجم الشتاء، وامتلأ الجو بالرطوبة مما يساعد على التئام الجرح، وقد جرت الطبقة الكبيرة والوسطى على أن تلف القطعة التي فصلت من الولد في منديل ويوضع عليها ملح حتى لا تتعفن ويربط المنديل في عنق الولد على شكل عقد حتى إذا شفي من هذه العملية رماها في النيل أو في الخليج.
-
الخدم: كان الخدم في الأزمنة القديمة يملأون البيوت من رجال ونساء حتى قد يفوق عددهم
عدد أهل البيت، وكانت توزع أعمال البيت عليهم، فلكل خادم اختصاصه، هذا يعمل
القهوة وهذا يحضر الأكل، وهكذا … وكان قبل دخول أنابيب الماء في البيوت يحضر
الماء السقاء، ويسمى سقا الحريم، وكانت أجورهم رخيصة، وكثيرًا ما وقعت من بعضهم
أحداث شائنة، وكانوا كثيرًا ما يتطلعون إلى البقشيش من كل من دخل البيت من
الغرباء.
فما زالت أجورهم تعلو وعددهم ينقص، حتى صعب الحصول عليهم، وهم اليوم كالكبريت الأحمر، وقد هجر كثير البيوت الواسعة للشقق الضيقة لقلتهم، فقد أفسدهم كثيرًا استخدام الأجانب لهم؛ لأنهم يعطونهم الأجرة الكثيرة، وخصوصًا في أيام الحروب، ويعاملونهم معاملة الإنسان الحر، ولذلك كانوا يفضلون الخدمة عندهم على الخدمة في بيوت المصريين، وكل من كان من بلد أحضر خادمه أو خادمته من بلده، ومن لم يكن من بلد، أحضرهم له طائفة تفتح دكاكين في مصر، يسمون المخدمين، وبعضهم يعمل أيضًا عمل ما ذكرنا في الياسرجي. (انظر الرقيق).
- خدني في دوكة: تعبير يعني قابله بهلولة.
- خُده على هواه: تعبير يعني سايسه، ومثله خده على قد عقله.
-
الخرافات والأوهام: الحق أن المصريين يفوقون غيرهم في الخرافات والأوهام، الاعتقاد فيها عادة
يلازم الجاهل سواء كان متدينًا أو غير متدين، فإذا زال الجهل زالت، فإن كان غير
متدين اعتنقها، وإن كان متدينًا حول العقائد إلى خرافات، فكم لهم من عقائد في
رؤية الجن مبثوثة في ثنايا هذا الكتاب، فهم يظهرون أحيانًا في صورة قطط أو كلاب
ويحدفون الطوب من البيوت الخربة، حتى ليكاد كل شر في الدنيا منهم؛ وحتى كأن كل
شيء فيه جني أو جنية، وهم يسكنون الشوارع، وخصوصًا في الظلام، والمقابر والآثار
القديمة، وهم يحبسون في رمضان ويطلقون فيما عداه، وإلى جانب الجن الأولياء، وكل
شاذ ناقص الخلقة ولي من أولياء الله، تستجاب دعوته وتلتمس منه البركة، وكل ميت
منهم له سر باتع.
وقد يكون بعض هؤلاء مجانين أو مجاذيب، فهم يعللون جنونهم أو انجذابهم أو إتيانهم الأعمال الشاذة باتصالهم بالله وملائكته.
والقاهرة مملوءة بالمشايخ: كالمتولي في باب زويلة، وسيدنا الحسين بجانب الأزهر، والسيد البدوي في طنطا، والدسوقي في دسوق، وتقام الموالد لهؤلاء الأولياء يأتون فيها بالعجائب.
ويعتقدون في العين وأثرها، فهم يخشون منها في كل شيء، فإذا أعجبوا بشيء قالوا ما شاء الله! اللهم صل على سيدنا محمد.
ويعتقدون في البخت والقدر، وينسبون كل أفعال الخير والشر إليهما، والأحجبة وأهميتها وأشكالها وألوانها، وتبركهم بحدوة الحصان، والكتابة على الدكاكين بأنها في حماية الله، ويعتقدون أشكالًا وألوانًا في الأحلام، وفي أيام السعد وأيام النحس، ويعتقدون في النحس في يوم السبت، والخير في يوم الجمعة، فيقولون: يوم الجمعة يوم الفضيلة، ويتشاءمون من ساعة فيه ويقولون: إنها ساعة نحس ويذهبون إلى العرافين ليخبروهم بالماضي، ويتنبئون بالمستقبل، من ودع، وقراءة كف، واعتماد على الزايرجا، واعتماد على الحروف وجملها، والاستخارة وأشكالها.
ومن قديم من عهد الفراعنة أتقنوا فن السحر، يستحضرون الأرواح ويستخدمون الأطفال في المندل ويعتقدون في التنجيم، وأن السعادة والشقاء مرتبطان بالنجوم، وتفتح الجرائد إلى اليوم فترى خصائص من ولد في أكتوبر وفي كل شهر وفي كل أسبوع من الشهر، ويعتقدون في الكيمياء والقدرة على قلب المعادن إلى ذهب، والخرافات حول ذلك، ودوران الغجر على البيوت ينادون: نبين زين! والذين يستحضرون الثعابين من البيوت، والمناداة على الرقى في أيام عاشوراء، والذين يحاربون بالبخاري إلخ … حتى ليكاد الإنسان يرى في كل خطوة خرافة، وهذه كلها تزول تدريجًا مع العلم.
وبعبارة أخرى تزول مع زوال الجهل، ولذلك ترى أنه كلما أغرقت قرية من القرى في الجهل كثرت فيها الخرافات.
-
الخُرج: الخُرج وعاء من صوف أو قطن ذو جنبتين، يوضع على الحمار أو الحصان أو الجمل أو
الكتف، ويأخذه معه من أراد سفرًا أو خروجًا إلى مكان بعيد، فيملؤه من الأشياء
التي يريد إهداءها لبيته: ككيزان ذرة أو شمام أو بطيخ أو نحو ذلك.
وقد اعتاد المصريون أن يغيظوا التجار الشوام الذين يحملون على أكتافهم الصابون ينادون عليه فيقولون «محمود في الخرج» فيغتاظ البائعون من ذلك، ولا أدري ما سبب هذه الكلمة.
وقد يبالغ الأغنياء في الخرج فيطرزونه بالذهب أو الفضة، ويتخذون منه آلة للزينة والزهو، وكثيرًا ما يتخذ الخرج أداة من أدوات الحاج عند سفره إلى الحج، ليعود وخرجه مملوء بالهدايا، كماء زمزم وبعض التمر الجاف وبعض الهدايا الفضية، كالدبل والخواتم والسبح.
-
خرزة البقرة: يزعم النساء أنه توجد في عنق بعض الأبقار أو بطونها قطعة شحم لها وصفة عجيبة
وهي تسمين الهزيلات، ولذلك يرجو بعض النساء الجزارين في البحث عنها، وهي شهيرة
عندهن.
وربما كانت أسهل هضمًا من المفتقة، وقد يصنع بعضهم الحلبة مطبوخة بالعسل بدل خرزة البقرة والمفتقة، ويضيفون عليها أيضًا البندق المقشور والسمسم، وهي أخف منها وأصح لقلة لخبطة الأصناف.
وطريقة أكل هذه الأشياء في الغالب أن يؤخذ نصف الرغيف أو ربعه ويحمر، ثم توضع ملعقة أو ملعقتان من المفتقة أو خرزة البقرة أو الحلبة على ظهر الخبز، أو في داخله، ثم يؤكلان معًا قطعة فقطعة.
- الخزام: حلقة كان يضعها نساء بعض الطبقة الدنيا وبعض الفلاحات، خصوصًا مديرية الشرقية، في الأنف، وقد ورد الخزام في غناء بعضهم، وهو زينة ليست بالجميلة، وعند الأغنياء يكون هذا الخزام من الذهب.
-
الخس: اعتاد المصريون أن يأكلوا بين الأكلات أشياء خفيفة يسمونها (شبرقة)، كاللب
والحمص، ومن ذلك الخس والملانة وهي الحمص الأخضر، وقد اعتادوا أن يأكلوهما في
ليلة شم النسيم، فيحرصون على أكل البيض الملون يوم السبت الذي قبل شم النسيم،
ثم الملانة والخس ليلة شم النسيم، وفيها يشمون البصل الأخضر ويعلقونه على
رءوسهم إلى الصباح، ثم يأكلون الفسيخ ظهرًا، ويشترك في ذلك المسلمون والنصارى
جميعًا فهو يوم شعبي.
وقد ترى الناس يأكلون الخس وهم يمشون في الشوارع، أو يقزقزون الملانة أو اللب، أو يمصون القصب ويرمون قشره مما يقذر الشارع كثيرًا، وإذا نظرت إلى كناسة الشارع يوم شم النسيم رأيت عجبًا من بقايا هذه الأشياء، ومما تصنعه الطبقة الوضيعة يوم شم النسيم غير أكل الخس والملانة شرب الخمور، وهم بعد شرابها يتصايحون في الشوارع، ولذلك يمتنع خيار الناس عن الخروج في ذلك اليوم اتقاء للأضرار.
وكثيرًا ما يستعملون الخس في السلطة مع بعض البقول، وقد اشتهر بالخس سيدي المليجي في مليج، ولذلك ينادون عليه «خس يا مليجي» كأنه من اختصاصه، كاختصاص الإمبابي بالترمس.
- خش لي قافية: تعبير يعني سابقني في أن أقول شيئًا وترد عليَّ بما يناسبه.
-
الخشبة التي تطير: يعتقدون أن الولي إذا مات، ووضع في خشبة الميت، وأريد أن يدفن في مقبرة لا
يرضاها، ثقل جدًّا على الحاملين له حتى لا يستطيعوا السير به، وكثيرًا ما شوهد
ذلك في القاهرة والأرياف، وقد شاهدت مرة ميتًا فعل به ذلك، وكلما مشى به حاملوه
توقفوا، فإذا غيروا وقف الجدد أيضًا، ثم أراد الحاملون أن يضللوا الشيخ، فلفوا
بالخشبة جملة لفات حتى لا يعرف الشيخ أين يتجهون، ثم ساروا بالخشبة فسارت
بهم.
وهناك منظر آخر نشاهده في هذا الباب وهو أن يَدَّعُوا أن الشيخ يريد أن يسرعوا به إلى الدفن فيجروا بالخشبة، ويزعموا أن الشيخ يطير.
وقد نشر في الجرائد منذ أيام عن تنازع بلدين على الشيخ في أيهما يدفن، وقد فصل بينهما الشيخ الميت باتجاهه إلى مقابر أحد البلدين، وبذلك حسم النزاع.
-
الخصاء: هو عملية جب المذاكير، والذي كبر منهم يستخدم في البيوت لحفظ الحريم
ومراقبتهن ولا يطلع عليهن من الرجال غيرهم، وهي عادة قديمة تكلم عنها الجاحظ في
كتاب «الحيوان»، ويقوم بهذه العملية في مصر في الأغلب مدينتا أسيوط وجرجا، يقوم
بها جماعة من الأقباط، وعاصمة هذه العملية قرية قرب أسيوط تسمى زاوية الدير،
ويموت من هذه العملية نحو ٢٥٪ من أثرها، ومن الخصيان من بلغ مبلغًا عظيمًا
كخليل أغا، وهو أغا والدة الخديو إسماعيل.
فقد كان يترأس في الحفلات حتى على الوزراء، وقد أشرف على بناء مسجد الرفاعي، وبنى له مدرسة هي التي تسمى إلى الآن مدرسة خليل أغا، وقد رفع السلطان محمود أحد أغواته إلى رتبة باشا، والخصاء هذا يميز صاحبه، فترى جسمه مترهلًا وصوته رقيقًا وعينه ذابلة، وكأنه يريد أن ينتقم مما فعل به فيكون في العادة جبارًا، ومنهم من لم يمنعه جبه عن فجوره وفساده، فيكونون أحيانًا وسطاء بين سيداتهم وأحبائهن، بل أحيانًا يتصلون بالنساء، ومنهم من يتزوجون على هذا الوجه، وفي التاريخ أعمال كثيرة لهؤلاء الأغوات بعضها عظيم وبعضها فظيع.
- الخضاب: اعتاد بعض المصريين من رجال ونساء أن يخضبوا، وقد كان الخضاب أولًا بالحناء، ثم صار يخضبون باللون الأسود بمستحضرات من الأجزخانات، يسترون به الشيب ليدلوا على صغر سنهم أو سنهن، ومنهم من يجيد الصبغ حتى يرى أن المصبوغ طبيعي.
- الخضر: يعتقد بعض الأولياء أنهم رأوا الخضر في يقظتهم، وخاطبوه وخاطبهم، وهو عبد صالح كان مع موسى، ويزعمون أنه شرب من عين الحياة فلم يمت من عهد موسى إلى اليوم، وأن الأولياء الصالحين يرونه جهارًا ويخبرهم بالمغيبات، وإذا ذكروه قالوا: عليكم السلام! إيهامًا بأنه مر عليهم وسلم عليهم.
- خطفت رجلي وجبت الشيء الفلاني: تعبير يعني أسرعت وأتيت به.
-
الخطوة: يقولون خطوة عزيزة، إذا غاب الزائر — الذي يدعي أنه عزيز — مدة ثم حضر،
وتستعمل الخطوة بمعنى آخر: فيقال أهل الخطوة، وهم قوم يزعمون أنهم قادرون على
قطع المسافة في خطوة، فيكونون مثلًا في لحظة في مصر، وفي اللحظة الأخرى في
الحجاز، ولا يعوقهم بحر ولا جبل، ولهم في ذلك حكايات غريبة، كحكايتهم عن قوم
يقيمون في بلد، ثم هم يصلون كل صلاة في وقتها في الحرم المكي والمدني.
ولذلك إذا كان رجل بعيدًا وحضر فجأة قيل له: هل أنت أهل الخطوة؟
وتستعمل بمعنى المسافة القريبة، فيقال بينك وبين المكان الفلاني خطوة؛ أي مسافة قليلة، ومثلها في هذا الاستعمال «فركة كعب»، ويستعملونها في الدلالة على اعتقادهم في القضاء والقدر: فيقولون بين الخطوة والخطوة يفعل الله ما يشاء، ولا تمشيش خطوة على خطوة إلا بإذن الله.
وسموا بعض الناس أبا خطوة، ويعتقد النساء أن المرأة إذا كانت عقيمًا وتخطت قتيلًا زال عقمها.
- خفف له السرع شوية: السرع؛ أي اللجام، تعبير يعني طول بالك عليه.
- خلاها خل: وخلاها مسخة وهي كذلك بمعنى تصرف فيها تصرفًا سيئًا.
- خلاها رطريت: ومثلها خلالها سداح مداح، ومثلهما خلاها بطن حمار؛ أي تصرف فيها تصرفًا سيئًا حتى ملأها فسادًا.
-
خلخال: حلية تلبسها المرأة في الرِّجل، وقد يكون من ذهب، وقد يكون من فضة، وقد يكون
من نحاس مطلي بالذهب.
والمرأة المستهترة تلبس الخلخالين في رِجل واحدة، فإذا مشت كان للخلخال صوت يلفت إليها الأنظار … وقد بطل استعماله في المدنية الحديثة.
-
الخلوة: كان في بعض المساجد حجرة منعزلة يأوي إليها بعض الناس للخلوة أيامًا معدودة
يكثر فيها من التأمل والذكر.
وقد اعتاد بعض الصوفية أن يخصصوا أيامًا للاعتكاف فيها وقضائها في العبادة.
وقد سمي بعض الصوفية لذلك ﺑ «الخلوتي»، وهناك طريقة صوفية تُسمى الخلوتية.
-
الخليج: كان يشق القاهرة في العهد القريب خليج، يفتح له ماء النيل عند فيضانه، ويسمى
ذلك فم الخليج، وكان طويلًا تبنى على ضفتيه بيوت الأغنياء للاستمتاع بمنظره
ورطوبة الجو، وقد تمد منه أنابيب لهذه البيوت لتستقي منه.
وكان كثير الأضرار؛ إذ لم يتعفف بعض الناس من أن يصب فيه القاذروات أو يرمي فيه الحيوانات الميتة المتعفنة، أو ترمي فيه لحمة الختان، ولعذوبة الماء كان يسرع إليه الفساد فإذا شرب وملئت منه القلل مرض شاربه، كما أنه في أيام الفيضان كان يحمل الطمي الضار بالشرب.
ولذلك صنعت الحكومة خيرًا بردمه، خصوصًا وأنه كان أيضًا عرضة لتوليد الناموس والحشرات إذا أخذ النيل في الانحسار، وإلى الآن في القاهرة شارعًا يُسمى شارع الخليج، يجري فيه الترام بعد أن كان يجري فيه الماء.
- خليك في بر خليص: كلمة يستعملونها إذا نصحوا أحدًا بعدم المغامرة، بالتزام بر السلامة.
- خليك في حالك: هي كلمة يستعملونها للأمر بالالتفات إلى نفسك، وعدم التدخل في أمور الغير، وهو مبدأ رديء في غاية الخطورة؛ لأن معناها عدم الاهتمام بالمجتمع، صلح أم فسد، وهذا ضد الوطنية.
- خليك مع الله: يقال للرجل يطلب منه أن يلجأ إلى الله عند الشدائد، ومثله خليك على الله؛ أي اتكل عليه في أمورك.
- الخماسين: أيام خمسون بعد شم النسيم تهب فيها رياح شديدة من الجنوب، وتكون سمومًا حارة، فإذا هبت الرياح اصطبغت السماء بالحمرة قليلًا، أو كثيرًا، وقد تمتد حتى يتعذر التنفس على الإنسان، ويشيع المصريون أنها أبادت قوافل برمتها في الصحراء، وقبل هبوب الخماسين يخرج المصريون إلى المزارع لشم النسيم، وهم يعتقدون أنهم إذا شموا النسيم في ذلك اليوم وهو اليوم المعروف بشم النسيم، اتقوا شرور الرياح الخماسينية.
- خمسة وخميسة: هي عبارة عن كف فيها خمسة أصابع، وتصنع عادة من عاج أو من فضة أو من نحاس مطلي، ويزعمون أنها تستلفت النظر فتقع عين الحسود عليها، فلا يؤذي الشيء الذي وضعت عليه؛ لأن عين الحسود لم تقع على الشيء إلا بعد أن تقع على الخمسة والخميسة، ويعلقونها على كل من يخشون حسده، خصوصًا إذا كان جديدًا، كسيارة جديدة أو فرش جديد.
-
الخواجة: الخواجة في لسان المصريين هو أوروبي يلبس بدلة وبرنيطة، سواء كان روميًّا أو
إيطاليًّا أو إنجليزيًّا أو غير ذلك.
وهو يحترم في مصر، ويخاف منه ويعتقد فيه العلم والأمانة أكثر من المواطنين، وخصوصًا في الزمن الماضي، فإذا قدم طبيب وكان خواجة اعتقد أنه طبيب أمهر من الأطباء المصريين مهما كانت شهادته وضيعة، وإذا كان تاجر يوناني ببرنيطة استطاع أن يشتري من الفلاحين قطنهم أكثر مما يستطيع التاجر المصري مهما غشهم وخدعهم، وإذا وعد الخواجة المصري اعتقد أنه يفي بوعده أكثر مما يفي المصري، وكم ضحك الأوروبي على ذقن المصري، لا لشيء إلا لأنه خواجة، وسبب هذا أن الخواجات الأوروبيين هم الذين غزوهم وفتحوهم، فأجلوهم جميعًا، وخافوا منهم من غير تفرقة بين إنجليزي وغيره.
ومن أسباب ذلك أيضًا المحاكم المختلطة وما كانت ترهب به المصريين؛ ولهذا كان كثير من العقلاء يتوقى الدخول في هذه المحاكم.
وقد أوجدت هذه الحالة مركب النقص في المصريين، فاحترموهم واعتقدوا فيهم الكمال في كل شيء، مهما كان الخواجة ساقطًا، ولما كثر غش بعضهم وأدركوا ألاعيبهم ورأوا أنهم ناس كسائر الناس يخدعون ويكذبون قل احترامهم لهم، ولم تعد لهم المنزلة الأولى التي كانت لهم، ونشاهد أن منزلتهم في الإسكندرية أقل من منزلتهم في القاهرة لكثرة اختلاطهم بهم ومعرفتهم إياهم.
ولا يطلقون الخواجة إلا على من كان نصرانيًّا، ولكن الأتراك قد يطلقونه على بعض المسلمين أيضًا، ولما ثارت مسألة زواج الشيخ علي يوسف وطعن في كفاءته لبنت السادات أحضر نسبه ليدفع به عن نفسه، فكان من ضمن أجداده من سُمي الخواجة فلان، فطعن في نصرانية أجداده.
- خيال: يستعملونها بمعنى كفء، ويقولون: أنا خيالها؛ أي كفء لها، وتقول النساء عن التي يتأخر زواجها: «خليها لما يجي خيالها»،
- خيال الظل: (انظر قراقوز).