الفصل الأول

(ظلام الليل قد بدَّدته أشعة القمر الطالع في سماء الغابة … ليس في البهو أحدٌ غير الفتى «نرسيس» … وهو جالس أمام الستار.)

(موسيقى وأصواتُ غِناء يحملها النسيم من بعيد، ترقص على أنغامها في الغابة «جَوقَة» من راقصاتٍ تسع جميلات كأنهن «عرائس الخيال» التسع، وهنَّ يرمقْنَ النافذة … ويقتربْنَ منها رُوَيدًا رُوَيدًا.)

***

(الباب يطرق.)

(نرسيس يكاد ينفجر غيظًا، ولا يجدُ الألفاظ.)

(يلتفت إلى الستار.)

(يحاولْنَ أن يتسلقْنَ النافذة ليدخلْنَ عليه في الدار.)

(جَوقَة الجميلات تنصرف وهي ترقص.)

(تنهض وتدنو من الستار الأبيض.)

(تعود إلى محاولة الدنوِّ من الستار الأبيض.)

(تشرئبُّ بعُنقها لتنظر من فُرجة بالستار.)

(تجذبه من يده جذبًا قويًّا.)

(تقوده إلى الخارج، وهو ينظر إلى السُّتُر خلفه قلقًا، ثم يغلقان خلفهما الباب، ويذهبان.)

(يتغير ضوء الغابة؛ فقد الْتمع في النافذة نورٌ سماوي، وهبطت من عليائها مركبةُ فينوس تجرُّها بجعتان، وهي فيها مع أبولون … وقد أمسك بيدها كأنه يقودها، ثم يتركان المركبة ويدخلان في خفة الهواء ورقة النسيم من النافذة إلى داخل الدار.)

(يُكشف الستار، فيظهر خلفه التمثال فوق قاعدته.)

(يحمل النسيم صوتًا آتيًا من بعيد.)

(الصوت يدنو، وتتضح ألفاظه.)

(فاصلٌ موسيقي.)

(يخرجان في أثنائه من النافذة كما دخلا، ويَبقيَان خلفها يشاهدان … ثم يُفتح باب الدار، ويدخل بجماليون ونرسيس.)

(نرسيس يسدل الستار على جالاتيا وهو ملتفِتٌ في قلق واستطلاع إلى بجماليون المُطرِق السَّاهِم.)

(يخرج ويغلق خلفه الباب.)

(يسمع صوت تنهُّد خلف الستار.)

(يظهران معًا من خلف الستار.)

(تجلس إلى جانبه … فيمرُّ بيده على كتفها وذراعها؛ كأنه يجسُّ تمثالًا.)

(تنهض.)

(تسير في البَهْو … بخُطًى رشيقة.)

(أبولون في النافذة يبسِم ويهمس في أذن فينوس.)

(جالاتيا ترتمي على المقعد باكية.)

(يحاول في يأسٍ أن يجفف دموعها.)

(بجماليون يسرع ويضمُّها طويلًا.)