الفصل الرابع

(الغابة تزأر في ظلامِ ليلةٍ حالكة … والأشجار تترنح من الريح كالمَرْدَة الثائرة. ونرسيس في بَهْو الدار قد جلس إلى جوار الستار … وهو مُطرِقٌ كالنَّاعِس … وجَوقَة الراقصات التسع في غلائل قاتمة يتهادَينَ مقترباتٍ من النافذة.)

***

(صوتُ سُعالٍ يرتفع من خلف الستار.)

(يغادرْن النافذة، وينصرفْن راقصاتٍ مع الرياح.)

(نرسيس ينظر إليه مليًّا.)

(تهبُّ الريح من النافذة بشدَّة.)

(لحظة إطراق.)

(يتجه نحو الستار.)

(بجماليون يتدثر بدِثارٍ ثقيل، ويخرج من باب الدار.)

(يخرج في أَثَر بجماليون.)

(فاصلٌ موسيقي.)

(يظهر أبولون وفينوس في النافذة، ثم يقود أبولون فينوس من يدها إلى داخل الدار.)

(فاصلٌ موسيقي.)

(يقودها، ويخرجان من النافذة، ويبقيان خلفها يشاهدان.)

(يُفتح باب الدار، ويدخل نرسيس وهو يسند بجماليون إلى صدره بينما صفير الريح يستمر، وحفيف الأشجار يُسمع.)

(يخلع عنه الرداء الثقيل.)

(يخرج من الباب المؤدِّي إلى داخل الدار.)

(بجماليون يضع رأسه بين كفَّيه، ويبكي.)

(بجماليون ينهض ببطء، ويتمشى بخطًى ثقيلة نحو التمثال، ويتأمله لحظة، ويهزُّ رأسه يأسًا … ثم يأتي بالمكنسة فيضعها في يد التمثال، ويتأمله لحظة … ثم ينتزعها في عنف، وينهال على رأسه تحطيمًا بالمقبض الصلب للمكنسة.)

(يُفتح الباب الداخلي، ويدخل نرسيس.)

(يرتمي على «بجماليون»، ويدفعه إلى فراشه.)

(بجماليون لا يجيب.)

(ينصرفان.)