تجار القاهرة في العصر العثماني: سيرة أبو طاقية شاهبندر التجار
«وُفِّق إسماعيل أبو طاقية في إقامة مشروع تجاري ناجح، مع عائلته أولًا، ثم مستقلًّا عن العائلة فيما بعد، واتَّبع في سبيل ذلك أنماطًا مختلفة من العمل التجاري، وأقام عددًا من الشبكات التجارية المعقَّدة. ولكن الإبقاء على حِرفة التجارة في العائلة التي مارست الحِرفة لعدَّة أجيال مُتعاقبة، تَطلَّب وجودَ أبناء وأحفاد يَبدءون من حيث ينتهي دوره.»
تَنسج «نللي حنا» من وثائق المحاكم الشرعية تاريخًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا لفترة مهمة من تاريخ الوطن تمتدُّ إلى ثلاثة قرون، وهي فترة الحكم العثماني المباشِر لمصر؛ إذ تتَّخذ من سيرة «أبو طاقية» شاهبندر التجَّار نافذةً تُطلُّ منها على المجتمع القاهري آنذاك، فتسلِّط الضوء على الشَّوام الذين قَدِموا إلى مصر ومارسوا فيها نشاطًا تجاريًّا واسعًا سمَح لبعضهم أن يتولى أكبرَ منصب تجاري آنذاك، وهو منصب شاهبندر التجار؛ أيْ شيخ التجار، وهو بمثابة رئيس الغرفة التجارية حاليًّا. كما تُلقي الدراسة بظلالها على العائلات التجارية وعلاقاتها بالسلطة، والتحوُّلات التجارية العالمية وعلاقة تجار مصر بها، والدور الذي لعبَته تجارة البُن في تكوين الثروات وكيف سمحَت لمصر أن تتبوَّأ مكانًا مهمًّا في التجارة العالمية. هذا فضلًا عن الحياة الاجتماعية داخلَ البيوت، وطريقة إدارتها، ودَور المرأة فيها.