مقدمة
موضوع هذا الكتاب جديد في اللغة العربية، وهو في اللغات الأوروبية حديث العهد، يقوم بزعامته فرويد العالم النمسوي، يعاضده ويروِّج نظرياته وينقِّحها طائفة من العلماء مثل يونج في سويسرا وأدلر في ألمانيا وبودوان في فرنسا ورفرز في إنجلترا، وربما كان هذا الأخير أكبر من نقَّح في نظريات فرويد، ولكن فضل الاختراع والابتكار لفرويد وحده.
وقد كان في ميسوري أن أنقل كتابًا من مؤلفات هؤلاء إلى العربية وأقنَع بذلك، ولكنِّي وجدت أن لهجة التأليف تساعد القارئ على الفهم أكثر من لهجة الترجمة، وأنا مع ذلك في تأليفي إنما ألخِّص ما درسته عن هؤلاء، وفي التلخيص تنفية وتنقية أراعي فيهما مصلحة القارئ العربي التي قد لا يساعدني النقل في بلوغها، وقد قرأت نحو عشرين كتابًا في هذا الموضوع، ورأيت مصداق النظريات التي تقول بها في نفسي وفي غيري؛ ولذلك فإني سأعتمد في ضرب الأمثال على ما مرَّ بي بالذات أو بأصدقائي، وقد توقَّيت فيه بقدر الإمكان ذكر الألفاظ العلمية؛ لأنه موضوع لجمهور القراء، كما توقَّيت فيه الألاعيب الأدبية الرخيصة مثل: «رأى فيما يرى النائم» بدل حلُم، و«الجاثوم» بدل كابوس … إلخ.
ولما كان هذا الغرض نُصب عيني فإني اضطررت أيضًا إلى عدم تأكيد الغريزة الجنسية — مع خطورتها العظيمة — في هذا البحث؛ وذلك لأن التبسُّط في هذا الموضوع يحتاج إلى عبارات قد لا تتفق والحياء. وليس هذا الكتاب موضوعًا للعلماء حتى يقال إنه لا حياء في العلم، ولكنِّي مع ذلك لم أهمل هذا الموضوع كل الإهمال، ولم يكن الإهمال على كل حالٍ مستطاعًا.
واعتقادي أن القارئ إذا قرأ هذا الكتاب بترتيب فصوله بدون تقديم فصل على آخر أمكنه في النهاية أن يعرف سريرة نفسه، ويقف على ميوله ويفحصها، ويفسر أحلامه، ويعالج أمراضه النفسية.
- (1) W. W. Atkinson’s The New Psychology.
- (2) W. W. Atkinson’s Suggestion & Auto–Suggestion.
- (3) C. Baudouin’s Suggestion & Auto–suggestion.
- (4) S. Freud’s Introductory Lectures on Psycho–analysis.
وبعد ذلك يمكنه أن يتوسع بقراءة شيء من مؤلفات هؤلاء: