من الأدب التمثيلي اليوناني
آمَنَ «طه حسين» بالدَّورِ الكَبيرِ الذي لَعِبتْه الثَّقافةُ اليُونانيةُ القَدِيمةُ في التَّكوِينِ الحَضاريِّ والثَّقافيِّ للفِكرِ الأُورُوبيِّ الحَدِيث، ودَعا إلى دِراسةِ التُّراثِ اليُونانِيِّ القَدِيمِ بشَكلٍ مُتعمِّقٍ لِكَي نَفهمَ الحَياةَ الأُورُوبيةَ الحَدِيثة، الَّتي ما كانَتْ لِتنهَضَ لَولَا اعْتِمادُها على أَعْمالِ قَادةِ الفِكرِ وأَعْلامِ الأَدبِ مِنَ اليُونانيِّينَ القُدَماء. ولمَّا كانَتِ الدِّراما اليُونانيةُ مِن أَبْرزِ المُنتَجاتِ الثَّقافِيةِ للحَضارةِ الإِغْريقية — حيثُ تَركَتِ الأَعْمالُ الكُبرَى كالمَلاحِمِ والمَسرَحياتِ الشِّعْريةِ بَصْمتَها على العَدِيدِ مِنَ الفُنونِ والآدابِ الإِنْسانِية، وأَسْهمَتْ في تَشكِيلِ الوَعْيِ الفَنيِّ لأُممٍ مُختلِفة — فقَدِ اخْتارَ «طه حسين» أنْ يُترجِمَ مَجموعةً مِنَ المَسرَحياتِ الشَّهِيرةِ ﻟ «سوفوكليس» — أَحدِ أَهمِّ وأَعظَمِ كُتَّابِ التراجيديا الإِغْريقِية — ليُشرِكَ القارِئَ العَربيَّ في التَّعرُّفِ على رَوافِدِ الإِبْداعِ الكُبرَى في الفِكرِ الغَرْبي.