القصص القرآني ومتوازياته التوراتية: أساطير الأولين
«فتنهَّد الشيطان وقال: أنت السبب في كل هذا العداء والحسد. بسببك أنت طُرِدت وحُرِمت من مجدي في السماء بين الملائكة، وبسببك أنت رُميتُ من الأعالي إلى الأسافل … فبعدما صنَعك الرب على صورته ونفخ في أنفك نسمةَ الحياة، أتى بك ميكائيل لنسجد لك في حضرة الرب.»
بدقَّة المفهرِس ونفاذ بصيرة الباحث عمِلَ المفكِّر الكبير «فراس السواح» على هذا الكتاب، فاعتمد على القرآن والتوراة والأسفار غير القانونية والهاجاداه؛ ليقدِّم بحيادية تامَّة، وبطريقة علمية، دراسةً مقارنة لنصوص القَصص القرآني ونظائرها في التوراة. فبدأ بالحديث عن العهدِ القديم وأسفاره وتاريخه وكيف وصل إلينا، والأسفارِ التي لم تحظَ بقَبول الكنيسة، وتاريخ نزول القرآن وجَمْعه وتدوينه، ثم انتقل إلى سرد القَصص القرآني ونظيره في التوراة، مثل: قصة «إبراهيم»، و«لوط»، و«إسماعيل»، و«يوسف»، و«موسى»، و«داود»، و«سليمان»، وغيرهم من الأنبياء. ومن الجدير بالذكر أن البحث لم يقف عند قصص الأنبياء فقط، بل تطرَّق أيضًا إلى التشابه بين النصَّين وما ورد فيهما حول قصة الخلق، ويوم القيامة، وخراب أورشليم، و«قابيل» و«هابيل»، والطوفان، و«إبليس»، وحياة ما بعد الموت، مع ذِكر الأصول الميثولوجية لبعض القصص.