مقدمة الطبعة الرابعة
فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب.
هل يعني ذلك أن «الغرب» اكتشف نجيب محفوظ أخيرًا؟
ربما …
هل يعني ذلك أن «الغرب» قد اعترف بقيمة ثقافتنا ولو متأخرًا؟
ربما …
هل يعني ذلك أن «الغرب» يريد أن يثبت «إنسانيته» و«عالميته» بمنح الجائزة في السنوات الأخيرة لبعض أعلام ما يسمونه «العالم الثالث»؟
ربما … وربما …
ولكن المؤكد أن وطن نجيب محفوظ قد اكتشفه قبل الغرب، وأن أمة نجيب محفوظ قد اعترفت به قبل الغرب. ومن المؤكد كذلك أن إنسانية نجيب محفوظ وعالميته قد حظِيت من قرائه ونقاده بالتقدير والعرفان العميق.
و«المنتمي» هو أول كتاب عن نجيب محفوظ صدر عام ١٩٦٤م، وكنت في التاسعة والعشرين من عمري.
أشعر الآن، بعد حوالي ربع قرن على ظهور الطبعة الأولى، أنني وغيري كنا نعايش رؤيا بلغت من جلالها وجمالها أن البعض لم يستطع أن يتلمس أبعادها … كأنه يحملق في عين الشمس.
هذه الرؤيا هي التي أدعوها «المنتمي» ويسميها غيري … نجيب محفوظ.
القاهرة، ١٧ / ١٠ / ١٩٨٨م