ماري المباركة
بعد أن خرج يوسف العفيف من قصر الأمير نعيم لكي يمضي إلى الدير الذي تربى فيه ويتحقق حادثة إرساله إليه، ذهب الأمير إلى منزل الخواجه م. ج. فاستقبله هذا بكل حفاوة وبشاشة.
– أتيتُ إليك يا مسيو ج. لأمر مهم جدًّا.
– خير إن شاء الله.
– كان فتى يُدعَى يوسف العفيف يشتغل في مخزنك.
– نعم.
– وكان يحب معلمة أولادك ماري المباركة.
– نعم، ولأجل ذلك طردته.
– لا حق لك أن تطرده لأجل أنه أحب الفتاة لكي يتزوجها.
– ولكن الفتاة لا تحبه.
– أرجو منك إذن أن تستدعي الفتاة إليَّ، فإن صرَّحت لي بعدم حبها له عدت كما أتيت …
– ولكن!
– لا لكن ولا غيرها، لا يحق لك أن تحجب الفتاة عن مقابلة أحد لأمر يهمها؛ لأن ذلك يخالف الشريعة.
– وإذا فعلتُ؟
– أستصدر أمرًا رسميًّا بذلك.
ففكر المسيو ج. هنيهة وهو مرتبك، ثم قال: أقول لك الحق، إني لا أرى بينهما تكافئًا فأشفقت على الفتاة؛ لأن حال الفتى لا تساعده على الزواج.
– بل ظلمتَها؛ لأنها راضية بحاله وما أنت ولي أمرها، ثم إن حال الفتى أحسن مما تتصور.
– إذا كان الفتى تحت رعايتكم فلا ريب في ذلك.
– إذن غدًا يجيء الفتى إلى هنا فلا تمنع الفتاة عنه، فإن شاءت أن تمضي معه فباركهما.