ليلة الزفاف
طلعت الأردوازي من الأوائل السابقين إلى ارتداء بدلة الأفندية في عمارتنا. وليلة زفافه تُذكر في الليالي بفضل المنيلاوي الذي أحياها حتى مطلع الفجر.
وجاءوه برجل مبارك ليقرأ طالعه، فنظر في مفرق شعره وتابع خطوط كفِّه وقال: «من يد واحدة يسيل العسل والسم.»
واكتأب العريس ممَّا سمع، فطالبه بالمزيد من الإيضاح، ولكن الرجل لم ينبس. ونظر العريس في وجوه الحاضرين وسأل: ما رأيكم في نبوءات قرَّاء الطالع؟
فقال صاحب حكيم: كذب المنجِّمون ولو صدقوا.
وأسلم الشاب جسده إلى موجة الفرح العالية فغمرته، وغسلت ما علق به من كدر وشك.
ولمَّا تجلَّت نظرة الكراهية السامة بعد ذلك بأعوام طوال، ثم وقعت الواقعة، تذكَّر أناس من جديد نبوءة قارئ الطالع. وثار العجب مرةً أخرى، وأقبلت الحيرة، لكن ما وقع كان قد وقع.